نسمع جعجعة الغرب ولا نرى طحينهم
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 20 يوماً
الإثنين 22 فبراير-شباط 2010 11:23 م

إني لأستغرب كثيرا من صحفي لامع كالأستاذ (نصر طه) ويدعي لنفسه آيات السياسة والكياسة أن تنطلي عليه حيلة أو كذبات الغرب وأحاديثهم عن اليمن والخوف عليها وعلى اقتصادها!! ثم يتهم المعارضة بعدم النضج السياسي والحصافة السياسية؛ فكيف تنطلي عليه هو أكاذيبهم وأحاديثهم ما دام ذا حصافة وخبير بالاستراتجيات, ليقول: [ تتحدث هذه المعارضة عن اجتماع لندن وأنه جاء لفرض الوصاية على اليمن بينما كانت أحاديث المشاركين فيه جميعاً تركز على الشراكة مع اليمن وحكومته لإصلاح أوضاعه الداخلية وحماية وحدته وتأمين استقراره] وإنني لأتساءل متى صَدقَت أحاديثُهم يوما على كثرتها، ومتى وفوا بوعودهم يوما على تكررها؟.

ولو كانت الأحاديث تجدي نفعا لكان الأخوة في فلسطين قد أخذوا كامل حقوقهم، وهم فعلا قد أخذوها في الأوراق والأحاديث. وقد رأينا كيف كان خطاب أوباما مقنعا وحديثه مقنعا وكيف تأثر به الجميع وكذلك رضيه الجميع وأقصد بالجميع طبعا الأنظمة العربية والإسلامية ومن يشهد ويطبل لها في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة.

أما نحن كمسلمين فنكتفي بما قال ربنا عز وجل عن أعدائنا (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة:8) وبتصوري بعد أن عايشنا كذبهم لفترات طويلة وليست بالقصيرة فإنه أصبح من الهراء أن نصدق أحاديهم أو حتى تنال بعض الرضا من والإعجاب. فقد صدعت رؤوسنا من اسطوانتهم المشروخة.

ثم إن وضع اليمن الاقتصادي السيئ والفساد المالي والإداري لم يكن جديدا أو حديث عهد حتى تبادر لندن وعواصم الغرب للنظر في شأنه, ومتى كان اليمن يوما محط نظر اهتمام الغرب؟ لم كل هذه المغالطة والكذب على الذقون؟ الاهتمام جاء باليمن ليس حبا فيه وفي سواد عيون اليمنيين، بل خوفا على أنفسهم من الشبح أو الكابوس الذي أقض مضجع الغرب ولم يدع جفونهم تغمض (تنظيم القاعدة). ولا يكابر في ذلك أحد.

وتكاد الدهشة تأخذ بتلابيب فكري كيف يقول إن اليمن دخلت في صفقة شراكة لا وصاية!! وإني لأتساءل مستغربا ومتعجبا وما هي مؤهلات اليمن لأن تكون شريكا في الملك؟ وهل حظيت إيران [النووية] بمثل هذه الشراكة؟ فكيف باليمن تدخل شراكة لا وصاية وقد أعدها التقرير الدولي بالترتيب الـ18 عالميا والـ4 عربيا من ضمن الدول الفاشلة؟ فأي شراكة يتحدث عنها الأستاذ نصر طه؟ وإذا كانت هناك شراكة فقد كانت الأولى بها إيران النووية وعلى الرغم من أنها نووية فهم يأبون إلا الوصاية عليها ولم يمنحوها الشراكة.

فهل نكتفي بسماع كلمات رنانة لتنطلي علينا الحيلة ونصدقهم ونرضى حديثهم؟

أما ما يتعلق بالمعارضة فإنه من المعروف أنها في جميع الأمصار لا تستعين بالخارج، أعني المعارضة الوطنية التي تحب وطنها وشعبها لا المعارضة التي تريد أن تأت على ظهر دبابة الغربي لتتربع على العرش.

وأختم بالقول إذا كانت المعارضة لا تتمتع بحصافة سياسية، ويجعلها غير مؤهلة للحكم لكونها قالت عن مؤتمر لندن بأنه [وصاية] عن اليمن، ويستغرب كيف لمن هذه قواميسهم أن يكونوا مؤهلين للحكم، كما تستغرب أكثر وأكثر عندما يغض الطرف، ولا يعلق لا من قريب أو من بعيد عن العنوان غير اللائق الذي تصدر جريدة الثورة (وليمت طراطير السياسة بغيظهم) فإذا كان اتهم المعارضة بعدم الحصافة؛ فأين الحصافة السياسية في هذا العنوان، وهل هذا القاموس السياسي يطيب لك؟ وهل من هذا قاموسهم مؤهلون للحكم برأيك؟ لم الكيل بمعيارين؟ وأين المصداقية والعدل والصدق؟.