أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية
نعلم أن رسالة الإعلاميين رسالة سامية وعظيمة ، ودورهم كبير وخطير، والإعلام سلاح ذو حدّين ؛ حيث تتمثل صورته الإيجابية بمساهمته الفعّالة في بناء الأوطان وتنمية الوعي الجمعي بكل ما من شأنه خلق مجتمع متماسك متعاون ، والإعلاميون بأقلامهم يبنون الحضارات ويصنعون أمجاد الأمم ، كما أن صورته السلبية غير خافية على أحد من خلال هدمه لأركان الحياة والمحبّة والسلام .
وأظن أن كل إعلامي شريف قبل أن يمسك بقلمه للكتابة عن أي أمر ؛ لاشك أنه يتذكر شرف المهنة وقداستها ، ويحرك ضميره تجاه ما يكتب ، ويحسب ألف حساب للأثر الذي قد تتركه حروفه في المجتمع ، ويشعر بمسؤوليته تجاه شعبه ووطنه وأنه جزء لايتجزأ من هذا الوطن ، ومثل هذا الإعلامي يستحق الإجلال والإكبار ؛ لأنه يؤكد حبه وقوة انتمائه لمجتمعه ، أما أدعياء المهنة الذين لايملكون من الثقافة الإعلامية شيئاً ، ولا من الأخلاق الصحفيّة سوى السخافات ، ولا من الفكر غير الغثاء ، ليس لديهم ضمائر ولا إنسانية ، كلماتهم مسمومة وتصرفاتهم شاذة ، يستلهمون كتاباتهم من قاموس البذاءة والشتم والتجريح ، لا يستطيعون العيش إلا إذا باعوا كرامتهم ودنسوا الوطن بأباطيلهم وزراعتهم لثقافة الحقد والهدم والتناحر بين أبناء المجتمع ، يختلقون الأكاذيب وينسجون الحكايات والأباطيل ، وهم نائمون في بيوتهم ليمزقوا بها أواصر القربى بين الناس والأحباب ، لارجاء فيهم أن يبنوا بلادهم لأنهم لاينتمون إلى مجتمع ، ولا يدينون بعهد ، عقيدتهم عبادة المال واتباع الهوى ، ولعل أثرهم وحقدهم قد اتضح خلال الفترة الماضية واللحظات التي نعيشها من تاريخ اليمن ، بما نفثوا وينفثون من السموم في المجتمع ، ويزيفون من الحقائق ويدافعون عن الباطل ، ويسعون إلى هدم مقومات وحضارة وثقافة الشعب اليمني الأصيل .
بكل أسف يوجد بيننا وكلاء للشيطان ، يفسدون الحياة الجميلة ، ويفرقون بين الآباء والأبناء وبين أفراد الأسرة الواحدة ، ويزرعون العداوات بين القبائل ويثيرون المناطقية والطائفية ،يكذبون ويضللون الناس ، ويستخفّون بعقول الشعب ويبنون شهرتهم على جسور من الحقد والكراهية .
نسوا بل تناسوا أهم القضايا والمشكلات المجتمعية التي يجب أن يكتبوا حولها ، كالجهل والتخلف وتدني مستوى التعليم والخدمات الأخرى كالصحة والكهرباء والمياه والمرور والمشاريع التي تنتهي قبل أن يتم افتتاحها ، وحمل السلاح وضعف القضاء والأمن ، وغياب هيبة الدولة ، والتقطعات ، ونهب الحق العام ، وضياع الحقوق الخاصة .
تناسوا مشكلة الفقر والمجاعة التي تهدد البلاد ، والسموم المحرمة التي تملأ الأسواق ، والبضائع الفاسدة والغش ، وانهيار منظومة العلاقات الاجتماعية ، وغضوا الطرف عن الفساد والمفسدين الذين صادروا كل شيء جميل في هذا الوطن ، وكثيرة هي القضايا المقلقة التي توجب على كل الإعلاميين تجنيد أنفسهم وأقلامهم ضدها والوقوف مع تطلعات الشعب ، والابتعاد عن الاصطياد في المياه العكرة ، والإثارة وإيقاع الفتنة بين الناس .
ثم أين هو دور الكاتب الصحفي الذي يحمل هموم المجتمع ويتحدث بلسانه ، رافضاً كل الإغراءات والأموال المدنّسة ، فاليمن في هذه الأثناء بحاجة إلى التفاف أبنائه الصادقين حوله ، ويكفيه خناجر السياسيين التي تمزق شريانه ، ومؤامرات الحاقدين المفخخة التي تحيطه من كل جانب ، فهل يستوعب الإعلاميون الدرس ويتركون خدمة الشياطين والإضرار بالوطن ، ويقفون إلى جانب الشعب أو يصمتون عن قول الباطل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
فنسأل الله أن يكفينا شر أدعياء الصحافة ، ويجنبنا شذوذ أفكارهم وأخلاقهم . كما نسأل الله أن يعيد لسفهاء الكلمة عقولهم حتى يشاركوا في بناء اليمن الجديد .
وخالص الحب والتقدير لكل الأقلام الشريفة التي تسعى إلى غرس ثقافة المحبة والتآلف والسلم الاجتماعي ، وتنمية الوعي وتقود الناس نحو بناء الوطن والعمل على تناسي الأحقاد والمآسي القديمة والتطلع نحو المستقبل الأفضل