وثيقة العهد و الاتفاق وضياع الفرصة التاريخية لبناء الدولة ..
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 14 مارس - آذار 2012 08:41 م

في بادرة رائعة وخطوة متقدمة أحسن فيها الإخوة الأعزاء في صحيفة الجمهورية عندما بادروا إلى إعادة نشر وثيقة العهد و الاتفاق التي توافق عليها اليمنيون في 1994 م قبيل اندلاع حرب صيف 94 التي لا تزال أثارها في قلوب اليمنيين حتى اليوم.... ...

لقد سمعت عن هذا الوثيقة كثير لكنى لم إقراءها أو اطلع على مضامينها لأنها صدرت وأنا لازلت طالباً في الثانوية العامة وأعيش في قرية نائية ، لكنى عندما اطلعت عليها يوم السبت الماضي في صحيفة الجمهورية شعرت بالأسى والحزن وقلت في نفسي كم نحن اليمنيين تعساء لقد أضعنا من بين أيدينا فرصه تاريخية لبناء دولة حديثه بعيدة عن هيمنة الفرد وسلطان العائلة لو تمسكنا بهذه الوثيقة وعملنا جميعا على تنفيذها وتطبيق بنودها ..

لقد تضمنت الوثيقة على معايير الدولة المدينة التي ننشدها اليوم نسعى من اجل تحقيها. 

و أبرز ما جاء فيها الحكم المحلى كامل الصلاحية أو ما يسمى بالفدرالية من خلال تقسم الجمهورية من 4إلى7 وحدات إدارية تسمى المخاليف يقوم الحكم المحلى فيها على قاعدة الانتخابات المباشرة ومبدأ المشاركة التبعية , وإعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة على أسس وطنية بعيدة عن كل المؤثرات والانتماءات الأسرية والمناطقية والسلالية والمذهبية و تحديد الفترة التي يقضيها القادة في الوظائف القيادية وتشكيل هيئة وطنية من الكفاءات الوطنية للإشراف على الإعلام الرسمي تحل محل وزارة الإعلام ضمانا لخدمتها لصالح المجتمع بعيدا عن التحيز لأي طرف سياسي ، إضافة إلى استقلالية السلطة القضائية وانتخابات بالقائمة النسبية وغيرها من المعاير التي كانت كفيلة بجعل اليمن نموذجا لدولة ديمقراطية على مستوى المنطقة ..

أحسست و انأ أقرأ الوثيقة أن حرب صيف 94 ما قامت إلا من اجل وأد هذا الوثيقة والقضاء مضامينها حتى لا ترى النور , واكبر دليل على ذلك انه بعد انتهاء الحرب وانتصار احد الأطراف المتمثل بما كان يسمى آنذاك بالشرعية تم إغفال هذا الوثيقة ونسيانها وكأنها لم تكن بل وصل الأمر إلى أن الحديث عنها جريمة ..

 كان يفترض من الطرف المنتصر لو كان محب للوطن ويسعى لخيره وتقدمه العودة بعد انتهاء الحرب إلى العمل من اجل تطبيق بنود هذا الوثيقة التي اجمع عليها اليمنيون لكن للأسف الشديد عمل على طمسها تماما و تغييب مضامينها ، و الذي يثير الدهشة والاستغراب كيف سكتت القوة السياسية ؟ لاسيما التي كان لها قوة في الشارع تستطيع الثأئير!! كيف أضاعت فرصة تاريخية مثل هذه كان كفيلة بتغير حياة اليمنيين نحو الأفضل؟؟.

 لقد دفعنا ثمن ذلك غاليا ومازلنا ندفع بسبب هيمنة الحكم العائلي الذي تفرد بالسلطة بعد حرب صيف 94 وحول البلاد إلى مليكة خاصة له ، نهب الثروة وصادر الحقوق وهمش الكفاءات طوال أكثر من 15 عاما بسبب غياب الرؤية الحقيقة لبناء الدولة الحديثة التي كانت سوف توفرها هذا الوثيقة في حالة إذا كان اليمنيون حافظوا عليها وعملوا جميعا على تنفيذها واعتقد أن ما تضمنته هذا الوثيقة هي نفس المطالب التي انطلقت من اجلها الثورة الشعبية التي لا يزال شعاعها مستمر حتى اليوم ...

أتمنى من القوة السياسية الثوار في الساحات العودة إلى الوثيقة الاستفادة من مضامينها العمل على أن تكون أرضية للحوار القادم. أيضا البحث عن الأسباب الحقيقة وراء فشل هذا الوثيقة وسبب تغيبها ومن الإطراف الحقيقة وراء ذلك .,