دليل الإبقاء على الكرسي!
بقلم/ هناء ذيبان
نشر منذ: 13 سنة و 4 أيام
السبت 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 09:20 م

ربيع الثورات العربية فائض بالعبر والدروس، لكن آخر من يعتبر الرؤساء العرب، فهم يبدءون عادة من الصفر، بنفس الأساليب، ونفس الحجج والأعذار، ونفس الأوهام والأكاذيب، وكأن لديهم (دليل) للتشغيل، يطبقونه خطوة خطوة. الشيء الوحيد الذي قد يختلف هو مدى تحرك الأحداث من حولهم، ومدى تفاعل المؤسسات الرسمية مع الأحداث خاصة الجيش وقوى الأمن.

الدليل يبدأ عادة بعدة (فركات) للعين، وبضرب الرأس باليد للتأكد من أن بداية الثورة حقيقة لا خيال وواقع لا وهم، فهؤلاء لم يعتادوا أبداً هذه الرياح الشعبية العاتية، وإنما ألفوا حتى الملل صيحات: (بالروح بالدم نفديك يا بطل) ..

وعندما تزول السكرة تماماً يُترك الأمر في أول يومين لقوى الأمن لتحاول أشد جهدها لقمع (الشعب)، فلعل وعسى أن تكون سحابة صيف عابرة، مع أن الوقت ربيع والسحب عادة لا تعبر في الربيع بل تمطر.

وفي الوقت نفسه تبدأ فصول الإعلام المتبذل وماكينة الدعاية السخيفة في التحرك. وطبقاً للدليل فأول بداية تبدأ من التحذير من الانقلاب على (الدستورية) الشرعية، وما هي من الشرعية بقريب. وتتوالى سلسلة الأكاذيب، فالإسلاميون ينتظرون اقتناص الحكم ليستبدلوا الديمقراطية التي (تصنّم) الرئيس باستبدادية التشدد والقهر والكبت.

 وعندما تفشل هذه الألاعيب تتجه البوصلة نحو القاعدة، وما تعنيه من إرهاب وقتل وتدمير يقضي على (المكتسبات) التي حققها عهد الرئيس المؤبد الزاهر، بالرغم من كل عمليات السرقة والنهب والاحتيال.. وآخر الدواء الفاشل هو إلصاق حدوتة المؤامرات الخارجية على الوطن وقيادة الوطن.

وفي الدليل نفسه أبواب وفصول هدفها الأسمى الإبقاء على الرئيس ملتصقاً بالكرسي إلى الأبد، مهما حاولت الشعوب, وتنادى المخلصون لإنقاذ البلاد والعباد وتوفير الدم المسكوب.

دليل الإبقاء على الكرسي بالطبع مؤلف إبداعي ابتكاري يحمل علامة تجارية مميزة، وله حقوق طبع عربية 100% بل هو عصى على التزوير، ولن يجرؤ حتى إبليس على فك طلاسمه والإتيان ببعض ما فيه.

إنه مكر الليل والنهار، ولكن الله غالب على أمره، وغلبة أمر الله نافذة لا يجهلها إلا أصحاب الفخامة الحاليون القاعدون، ولا يوقنها حقاً إلا أصحاب الفخامة السابقون الراحلون!!