الشهيد الشيخ ناجي الطهيفي
بقلم/ ياسر أحمد البيحاني
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 3 أيام
الخميس 14 يوليو-تموز 2011 05:08 م

البطاقة الشخصية:

الاسم: ناجي بن أحمد بن مهيوب الطهيفي.

تاريخ الميلاد: 1958م "بكرا" لوالديه".

المنطقة: العكرمة, حريب, مأرب.

الحالة الاجتماعية: متزوج ثلاث نساء, وله من الأولاد 22 ابنا وابنة, منهم 10 ذكور و12 إناث.

العمل: شيخ وسفير للسلام في شتى مجالات المشاكل الاجتماعية والوطنية.

المؤهل الدراسي: تعلم القراءة والكتابة, رحمه الله, في مدرسة أهلية على نفقة والده. كان ذكيًا ذكاءً فطريًا, وكان فطنًا, ومن شدة رغبته للتعليم, أودعه والده الشيخ أحمد بن مهيوب, رحمهم الله جميعًا وطيب ثراهم, لدى أسرة آل هماس, كبار قبيلة آل أسلم في مديرية عين على بعد أكثر من 20 كيلو عن قريته العكرمة, حيث كانت مدرسة أساسية حكومية بمنطقة الحجب. وفي إحدى المرات, حدثني, رحمه الله, أنه بدأ الدراسة للفصل الأول ابتدائي وخلال أسبوع قام مسئولو التعليم بالمدرسة بنقله إلى الفصل الثاني ابتدائي؛ لما رأوه من فهم ووعي يمتلكه ويؤهله إلى الانتقال لمرحلة الفصل الثاني ابتدائي.

ونافس رحمه الله زملاءه على المركز الأول حتى نهاية نتائج الفصل رابع ابتدائي, حيث تعتبر هذه المرحلة أقصى مرحلة في التعليم آنذاك. وكان عمره وقتها 15 عامًا. وانقطع عن التعليم لعدم وجود مدرسة للمراحل ما بعد رابع ابتدائي.

نشأته

نشاء الشيخ ناجي رحمه الله وترعرع في قريته العكرمة بمديرية حريب محافظة مأرب. في سن الـ15 عام من عمره بدأ شعوره وإحساسه بالمسئولية يتسع مع كل يوم من عمره, ورأى أن عليه العمل ليوفر العيش الكريم لأسرته. وفر خفيه عن أهله إلى المملكة العربية السعودية وبالتحديد إلى محافظة شروره؛ حيث كان هناك معسكر تجنيد لأشراف بيحان بعد خروجهم من بيحان.

التحق بذلك المعسكر ولم يستمر كثيرا, حيث وجد أن ما يتقاضاه من الراتب لا يلبي رغباته وطموحه. وقرر الذهاب إلى الرياض, وهناك عمل أعمال حرة واستقر ثمانية أشهر, وكسب فيها الرزق الحلال المبارك, وعاد إلى أهله ومعه سيارة, وتزوج أولى زوجاته وقام بعمارة منزلهم الكائن بمنطقة المربوع وكان ذلك في عام 1978م. إلا أنه عاد إلى الرياض مرة أخرى, قبل عودته إلى أرض الوطن عام 1980م مودعا الغربة.

بعد استقراره بمسقط رأسه بقرية العكرمة, رأى أنه لابد أن يواصل تعليمه مهما واجهه من متاعب وعناء. وواصل تعليمه في محو الأمية, وفي خلال شهر واحد حصل على شهادة الفصل الخامس بتقدير ممتاز. كما تقدم لامتحان المرحلة الابتدائية وحصل على الترتيب الثاني على مستوى محافظة مأرب.

حصل عام 1982 على منحة دراسية من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (سابقًا) إلى الجماهيرية الليبية, وسافر ليلتحق بالكلية الحربية, وفي إجازة الكلية الحربية بليبيا عام 1983م, عاد إلى أرض الوطن, وقرر لدى عودته عدم إكمال دراسة الكلية الحربية؛ لما عليه من واجب تجاه والده لمساندته في مسئولية الوطن ومسئولية قبيلة آل أبو طهيف التي على عاتقهم أبًا عن جد.

في عام1985م ألقت سلطات الجمهورية العربية اليمنية (سابقًا) القبض عليه وعلى والده ومعهم أربعة من مشايخ آل أبو طهيف في دار المحافظة بمأرب؛ بتهمة علاقتهم بالسلطات الجنوبية, وتم نقلهم إلى سجن البشاير بصنعاء ومكثوا بالسجن ثلاثة أشهر.

تم الإفراج عنهم بأمر من الرئيس وعلى كفالة الشيخ علي مقصع؛ شريطة الإقامه الجبرية في صنعاء. وأقاموا في صنعاء حتى إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م.

وبدأت تتوالى في ذلك العام المشاكل القبلية على آل أبو طهيف, وتلك أولى خيرات الوحدة اليمنية, وكانت أشد المشاكل على آل أبو طهيف خاصة وحريب عامة, هي مشكلتهم مع قبيلة آل عقيل.

وفي عام 1998م تم عقد صلح بين آل الطهيفي وآل عقيل عند الشيخ المحكم في القضية الشيخ مبخوت بن علي العراده, وبذل الشيخ ناجي, رحمه الله, كل جهده وسخائه وحكمته لإخراج القبيلتين إلى بر الأمان.

في عام 1999م توفي والده الشيخ أحمد بن مهيوب الطهيفي, رحمه الله, وقامت قبائل آل أبو طهيف وقبائل مأرب وشبوة والبيضاء بتعميم الشيخ ناجي بن أحمد, رحمه الله, خلفًا لخير سلف.

ومن يومها وقعت المسؤولية التامة على الشيخ ناجي, أسكنه الله الجنة, وحملها بكل كفاءة واقتدار, وجعل من نفسه وماله وسخر وقته وجهده ما جعله يسمى بـ رجل السلام.

وعمل علنا وسريا في الإصلاح وتقارب وجهات النظر وحل مشاكل كثيرة تخص ربعه في آل أبو طهيف, وكثير من شرائح المجتمع بمحافظتي مأرب وشبوة. حتى جعل من نفسه ملكا بقلوب الكثير من القبائل والأسر, وجعل على الجميع حقا عليه وله منهم.

وفي يوم استشهاده في 24 مايو 2011م, دخل الحزن كل بيت وأبكى فراقه كم عين, كما قال الشاعر الشيخ صالح بن عبد الله الأقرع الطهيفي:

قلوب في الأجسام تقطر بالدماء ... لفراق ناجي جعل ربي يرحمه

شهيد موقف والمقدر في السماء ... وأهل اليمن حزنوا لحزن العكرمه

كذلك حمل بقلبه هم الوطن وما يعانيه المواطن اليمني, وصرخ بصوت الحق مطالبا بالتغيير في وجه حاكم ظالم وجائر.

قيل عنه وعن صفاته:

رجل الإصلاح وسفير السلام. طيب العشرة وكل من تعرف عليه أو جلس معه أحبه واعتبره أحد ملوكـ قلبه. محلل واقعي وجميع تحاليله تشاهد بعد نطقها له. أب اليتيم. حكيم الرأي. شديد البأس على الظالم. صاحب نظرة بعيدة. متواضع بزمن غرور من له جاه ونفوذ بالسلطة. كريم ومتسامح وسخي. رجل, لولا سخائه وكرمه لمات وهو ملياردير.

وللموضوع بقية على صفحات المنتديات اليمنية.

أرجو من الله عز وجل أن يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة. وأرجو من الأعزاء القراء أن يدعو له بالرحمة والمغفرة.