قليل من التفاؤل كثير من الحذر
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
السبت 03 مارس - آذار 2012 04:49 م

فالثوار هم من ضحوا بالغالي وهم من قام بها شرفاء الوطن ومن ذاق مرارة الظلم والفساد يجب أن تستمر أهدافهم التي من اجلها استشهد الشهيد وترملت الأمهات وتيتم الأبناء وتهدمت اليمن لبناء يمن جديد ينعم بالحرية والديمقراطية الحقيقة ففهمنا للثورة والتضحيات التي قدمت من اجلها ينهض بالثورة ويتقدم الوطن.

وللا أسف يستفيدون من الثورة الجبناء ويدعون التضحية والفداء غير أصحابها الحقيقين فيصرون وكأنهم أصحاب الثورة فلا تفاؤل حتى يسقط النظام كاملا وينعم الشعب بحرية عادلة وديمقراطية حقيقة وليس الجبناء الذين عملوا على إسقاط الثورة .

أني أستبعد لفظ أو تعبير أن تموت الثورة، فالثورة لا تموت ونحن نصحو..ونحن نتقدم إلى أول الطريق,والمهم أن الثورة ليست ملكا لأحد، ولا يبت في مصالحه احد بعينه دون سواه، أنما يقرر ذلك الشباب الذي قاموا بها وصندوق الاقتراع،

قد تختلف الأمة فقيهها أوعاملها أو طالبها أو الموطن العادي البسيط في الرؤى والتفاسير لكن سيظل هناك أغلبية، تصر على القضاء على الظلم والفساد وإنجاح أهداف الثورة والأمة هنا محصنة فهي لا تجتمع على باطل ((قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعت أمتي على باطل")).

أذن المعيار الان بالثورات ليس سيفا أو بندقية أو فتوحات مسلحة أو استبدل وجوه بوجوه أنما هي علم واقتصاد واستقرار وامن وعمارة للأرض ومطلب يلتف حوله الناس جميعا , فيرون نظاما ناجحا بكل المقاييس ويبدعون فيه لنصرة الوطن من هذا الفساد في النظام السابق المتفشى في ظاهرة لم يسبقها إي دولة فكان النظام السابق يتفشى فيه جميع أنواع الفساد, الفساد الإداري, والفساد الاجتماعي ,والفساد الاقتصادي والفساد السياسي. ومع الثورات العربية أصبحت قضايا الفساد وانتخاب رئيس والتداول على السلطة والحريات، والتنمية الاقتصادية والمساواة والعدالة، قضايا رأي عام تهم كل مواطن.

فالثورة لم تقم لأجل الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح بل بكل الرموز التي كانت تحيط به وكانت في حقبته فقط لم تكتمل لان كل الرموز وبقايا النظام لازالت في صلب الحكم وأهداف الثورة لن نسمح بان تسرق من بقايا النظام أومن المعارضة وكل من يطمع في السلطة أن من يتابع الثورة اليمنية من بدايتها وحتى النهاية لايستطيع أن يعطيها مسمى بالنهاية الحقيقية للثورة التي فعلا حققت أهدافها .

التي لم تكن متوقعة لم يفلت فقط علي عبدالله صالح بالحصانة وإنما يستمر حزبه وأعوانه ودخوله وخروجه بكل الامتيازات إلى اليمن بعد كل الذي عمله ,والمؤسف والمحزن أيضا أن بقية أتباعه لازالوا في الحكم , يجب أن تعاد الثورة لمحاسبة كل الفاسدين ويجب أن نعمل على استئصال كل بقايا النظام الفاسد ويجب أن يحاسب علي عبدالله صالح على الفترة التي تولى فيها الحكم على شي مهم جدا يجب أن لا نتغاظى عنه وهو أين الدولة في عهده من وجود الحوثيون وتمددهم في منطقة صعدة أين هو من تسلحهم أين هو ممن كان يدخل ويخرج اليمن أين كان ومن كان يدعم الحوثيون ومن سلحهم لماذا تركهم حتى اصبحو بهذا الشكل يجب أن يتحمل المسؤولية في هذا الموضوع على وجه التحديد وان يحاسب . وأيضا أود أن انوه الرئيس عبد ربه منصور من أن يستفيد من هذه التجربة السابقة في حكم الرئيس السابق ويسعى جاهدا لضرب بيد من حديد لمن يعبث بأمن واستقرار اليمن أين كان وان يكون المبدأ اليمن أولا في كل التعاميم الوطنية .لان الوطن هو من يجمعنا.

مجرد إسقاط النظام والمحيطين بهم،يكون بداية النجاح للثورة فقد سقطت أيضاً مع الأنظمة طرق التفكير السلبية والاستسلام للظلم والفساد ووسائل التوريث وعناصر الدكتاريوية وأيضا القضاء على الفساد والمفسدين و التحكم بالسلطة أن المنافقين والوصوليون والانتهازيين وأصحاب شهوه الحكم ولاعقي أحذية السلطان وحملة المباخر لمن بيده السلطة والعناصر المهتزة وشوائب العهد البائد وأركان نظامه الفاسد لابد من اجتثاثهم جمعيا حتى ينقى الثوب الثوري الأبيض من مفاسد وقاذورات فعلها العهد البائد وأنظمتها الباقية حتى الان والمتعلقة في جسد الدولة كالسرطان المنشر فلابد من استئصالها حتى تنجح الثورة .

وقد أثبتت الثورات قدرة الأمة على خلع الطغاة بأقل ما يمكن من المفاسد، مقارنة مع مفسدة بقائهم في السلطة وما يترتب عليه من سفك الدماء، وإهدار الحقوق , فلهذا يجب أن نكون حذرين وننتبه لما نوهت إليه ومتفائلين بنجاح الثورة وحصد مكتسباتها للوطن والشعب حتى ننعم جميعا في الوطن الغالي بالحرية والديمقراطية والعدل والمساواة الحقيقة.

وأن الشعب اليمني بلغ مرحلة الوعي بما لا يمكن طمسه أو تضليله، لكن الحذر واجب تماما،

*محاميه ومستشارة قانونية