صالح يدق مسامير نعشه
بقلم/ فؤاد مسعد
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 27 يوماً
السبت 20 أغسطس-آب 2011 08:41 ص

قالوا إن المريب يكاد يقول خذوني، وقلنا ان هذا هو حال رئيس النظام حينما ظهر في خطابه المنقول من الرياض، اتهم الشعب اليمني كله بكل النقائص التي تليق به وبنظامه الأسري والهمجي الذي صار حاليا في حكم "البائد"، و المتأمل في خطابه المنفلت كعادته يجد التخبط والتناقض واضحا في ثناياه كما لا يغيب تدني المستوى الذي يعيشه صاحب الخطاب، وهو أكثر زعيم ثرثار ولا يوجد له نظير في مجال الثرثرة، ولا ندري ما الذي جعل المطبخ الذي يوجهه يحرص على إظهاره في ما عرف بـ"مؤتمر قبائل السلطة".

قال صالح وهو يخاطب مناصريه، "ونحن مترفعين أن نرد على تلك الأبواق...." لاحظوا هذا المترفع الذي عادت به ذاكرته الصدئة للعهد الشمولي ليذكر أنصاره انه هو الذي أعاد بناء سد مأرب "رحم الله الشيخ زايد رئيس الامارات الذي تكفل بهذا المشروع وما ينكر فضله في هذا إلا جاحد مثل صاحبنا".

كل ما يقوم به علي صالح انما هو "للتعويض عن الماضي البغيض سواء كان الإمامي الكهنوتي أو النظام المتمركز (الذي) كان في جنوب الوطن"، هكذا قال، ولعل الزعيم الملهم لم يفهم بعد أن المواطنين في عهده الميمون يترحمون على أيام الإمام وعهد الاستعمار البريطاني؟ أم أنه لا يشاهد إلا قنوات اللوزي الذي تفرش له الدنيا ورد، وتغني على فخامته: مالنا إلا علي؟

طبعا يختلف الناس في الفهم، و كذلك الزعماء، الرئيس التونسي المخلوع بن علي بعد عشرين يوم من الاحتجاجات التي عمت بلاده قال للشعب "فهمتكم"، و مبارك فهم في فترة لا تتجاوز ثمانية عشر يوم، لكن علي الذي يفهمها وهي طايرة لم يستوعب بعد، الناس شبعوا منك ومن منجزاتك، وهم في الساحات منذ سبعة أشهر يصيحون: ارحل، يعني امشي، يعني رحلك، يعني سير، يعني اجزع، يعني انقلع، يعني برع،، ماذا بقي من الكلمات لتفهم؟

أمام جماهيره الغفيرة التي كانت تتلهف لوصول المندوب المخول بتوزيع الأموال التي وعدوهم قال صالح: "نعم هذا مشروعنا ،الحرية الديمقراطية التعددية السياسية التداول السلمي للسلطة..."، هذا مشروعك صح، الحرية كما يحدث في أرحب وتعز وابين من قتل للمواطنين بدم بارد وبأسلحة ثقيلة وفي حروب تستخدم الطائرات والدبابات، هذا مشروعك، عشرات الحروب والكوارث والماسي صبغت عهدك الأسود، وتتحدث عن الحرية والديمقراطية؟ صحيح اللي اختشوا ماتوا؟ .

صالح الذي لم يعد صالحا إلا للمحاكمة، لم ينس أن يتباكى على الشباب وثورتهم حين يقول: "أما مشروع ما يسمى بثورة الشباب المعتصمين في ساحة الجامعة من الأخوة الشباب والأخوات فقد سرقوا مشروعكم...." لو كان لديه مستشار أمين لأخبره أن مشروع الشباب يتلخص في كلمة "ارحل"، فلماذا تتباكى على سرقة الثورة؟ ولماذا لم تستمع للشباب وقد بحت أصواتهم بكل اللهجات ومختلف اللغات وهم يصرخون: ارحل، لماذا لم تجنبهم مشكلة السرقة وترحل؟ أم ان مستشاريك أوهموك أن الشباب يبحثون عن كسرة خبز ممرغة بوحل المهانة كما هو حال اتباعك في السبعين والتحرير؟ ان الشباب الاحرار في كل ميادين الثورة – وليس في الجامعة فقط- ولدتهم أمهاتهم لهذه اللحظة التي يهزون فيها عرشك ليسقطوه على رأسك أنت وزبانية حكمك الفاسد، فلا تشغل نفسك بكثير من الثرثرة.

من يسمع مثل هذا الكلام الذي لا يشي إلا بنفسية مريضة وعقل غير سليم، يشعر بالغثيان، انه يتهم المواطنين المجني عليهم في تعز ونهم وأرحب بالاعتداء على القوات المسلحة! وناقص يقول أن طائرات أخيه ودبابات ابنه تواجه اعتداءات المواطنين بصدور عارية! لا يزال لديه ما يقوله، فهو لا يترفع كما قال في بداية حديثه، انه يناقض نفسه كما يفعل دائما، يقول هذه القوى قلة قليلة من مخلفات الماركسية و"الشطرية"، وتنظيم طالبان, وكذا مخلفات الإمامة ما يسمى بالحوثيين أو بحزب الحق أياً كان اسمه هذه مخلفات الإمامة وهؤلاء يريدون أن يعيدونا إلى ما قبل الـ26 من سبتمبر و14 من أكتوبر، لا يزال يرى في نفسه ونجله احمد واولاد اخيه صمام امان الوطن الذي يحميه من كل هذه المخلفات! من يفهمه أن اليمنيين يبحثون اليوم عن أي مخلفات تتكفل بتنظيف اليمن من مخلفات أسوأ نظام حكم عرفته في تاريخها و ظل جاثما عليها 33 سنة؟

هذا الفيسلوف الداهية كشف عن مفردات جديدة لم يكتشفها أي خبير في السب والشتم في أبواقه السيئة، ألا وهي مفردة "الزندانية"، وهذه ليست طريقة صوفية جديدة ولا مركب كيميائي غريب، انها مفردة شتيمة من زعيم قال انه "يترفع" عن الرد!

المهين في خطاب فخامته أنه لا يزال يجتر شعوره بالنقص أمام نزاهة المرحوم بن شملان كفاءته، وصفه كعادته بالمستأجر، لم يراع أي حرمة، لكن ذلك لن يضر المرحوم بن شملان في شيء، يكفيه ما يعرفه الناس عنه أنه هو الذي رفض أن تمتد أنابيب النفط إلى أحشائك وجنبات قصرك، لقد قال لك: لا، وكان عند مستوى الأمانة التي ضيعتها وحان وقت حسابك عليها، كان نزيها كما تعرف النزاهة نفسها، وهذا ما لم يجده اليمنيون فيك يا صاحب الفخامة، من تقول انه مستأجر ، كان كفؤا مؤهلا، ولا أظنك كذلك، ألم تستغرق ثلاثة أو أربعة أشهر حتى تمكن مدرس مستورد من لبنان من تلقينك طريقة كتابة اسمك ذي الثلاثة أحرف؟ إنها غقدة نقص تطاردك تجاه الإطفاء النزيهين، وفي مقدمتهم طيب الذكر والأثر المرحوم فيصل بن شملان، ولا عزاء للفاسدين وزعيمهم.