نحو مشروع قانون لتحديد المهور
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 20 يوماً
الأحد 26 ديسمبر-كانون الأول 2010 07:38 ص

 من يقوم بإحصاء عدد العوانس في منطقة محددة كعينة سيصاب بالفزع فارتفاع نسبة العوانس في أي بلد يعد مؤشر خطير ينذر بعواقب ومخاطر عديدة على المجتمع وعلى العانس وهي المشكلة الاجتماعية البعيدة عن اهتمام السلطة والنخبة وهذه العنوسة لها أسباب كثيرة منها غلاء المهور _ حيث يصل في بعض الأماكن إلى مليون ريال_وتردي الأوضاع الاقتصادية وضعف دخل الفرد وكذلك الثقافة الاجتماعية المغلوطة إذ بعض الأسر لا يزوجون إلا من أسرتهم وبعضهم لا يزوجون المشتغلون بالمهن المحتقرة وغيرها من الأسباب التي تحتاج تضافر جهود الدولة والمجتمع لحلها والعمل على تذليلها.  

وقد روي لي مؤخراً أحد |أبناء منطقة سنبان تجربة رائعة في تيسير الزواج و تدل على وعي أبناء " سنبان " الذين سنوا منذ عدة أعوام سنة حسنة ما تزال تؤتي ثمارها بإعفاف عشرات الشباب والشابات وإقامة عرس جماعي في 17 / 7 / من كل عام حيث يدفع الشاب المتقدم للزواج المبلغ الذي يقدر عليه للجنة مخصصة لهذا الغرض وهي بدورها تضيف إلى هذا المبلغ ليكتمل مائتان ألفا وتعطي والد العروسة خمسون ألفاً منها وتتكفل بمستلزمات العرس الجماعي للعرسان من 80 إلى 100 عريس كل عام والذي يحضره كافة أبناء سنبان ولكل عريس 20 دعوة يوزعها على أصدقائه وزملائه من خارج سنبان أما أبناء سنبان فهم كالأسرة الواحدة فلا يحتاجون لدعوة والشخص الذي لا يمتلك مبلغ مائتين ألف (حوالي ألف دولار ) يدفع الذي يقدر عليه ويوفي بقية المبلغ التجار والخيرون من أبناء المنطقة في صورة رائعة من التكافل والتضامن والتعاون تجعل الواحد منا يقف وقفة احترام وتعظيم سلام لأبناء سنبان الذين أثبتوا أنهم أكثر وعياً وتحضراً من كثيرين غيرهم .

ياليت الحلو يكمل

تزف بعض الجمعيات بين الحين والآخر مجموعة من العرسان وتقيم لذلك حفلاً خاصاً وتعفي العرسان من تحمل تكاليف صالة الأعراس ولوازمها بالإضافة إلى مبلغ مادي يتراوح بين الخمسين والمائة ألف ريال في أغلب الأحوال وهذا شيء طيب ونحن نشجع عليه ونشيد به من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله ولكن المبلغ المقدم للعريس وهو خمسين أو مائة ألف ريال لا يكفي ولا يفي بأثاث غرفة كما أن آلية مهرجانات العفاف هناك ملاحظات جمة عليها وهي أن هذه الجمعيات بالإضافة إلى قلة المبلغ الذي يصل إلى العريس تدخل في عداد العرسان من تزوج حديثاً ومن عقد وذلك لإكثار السواد وإكمال النصاب والبعض يأتي بورقة العقد ويزف مع العرسان ويعود إلى منزله دون العروسة وربما تمضي السنوات حتى تصل العروسة بالفعل ولكن ومن باب الإنصاف تقوم هذه الجمعيات بدور طيب نتمنى أن يكتمل .

وأنا في هذا المقام لا أملك إلا أن أتصالح مع ضميري في الإشادة بهذه المبادرات الطيبة فلا خير فيَّ إذا لم أشيد بهذه التجارب الخيرة وأدعو إلى تعميمها على بقية المناطق اليمنية والعالم الإسلامي وأدعو الخيرين والتجار ورجال الأعمال إلى دعم مثل هذه المبادرات الطيبة التي تحصن شبابنا بالزواج وتعفهم بالحلال فغلاء المهور مشكلة اجتماعية تؤرق عشرات الآلاف من الشباب والشابات في بلادنا دون أن تتبنى الجهات الرسمية أو الشعبية حلولاً لها للأسف

إشاعة ثقافة تيسير الزواج

نحن بحاجة إلى عشرات الجمعيات التي تعمل بالإضافة إلى مهرجانات العفاف على إشاعة ثقافة تيسير الزواج وتحديد المهور بمبلغ رمزي حتى يتمكن الشباب من إعفاف أنفسهم وإكمال نصف دينهم وذلك من خلال التوعية بمخاطر غلاء المهور وازدياد نسبة العنوسة عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر منابر المساجد وإصدار الفتاوى والبيانات التي تشنع على المغالين في المهور وتدعو إلى تيسير الزواج

· مشروع قانون لتحديد المهور

وإذا كان ما مضى مبتدأ فهذا هو الخبر وهو : مقترح أضعه بين يدي الجمعيات الخيرية المهتمة بتيسير الزواج وإعفاف الشباب وبالتعاون مع بعض أعضاء مجلس النواب ليقدموا مشروع قانون لتحديد المهور وأقصد بالمهور تكاليف الزواج بمبلغ مائة ألف ريال وذلك لطرحه في مجلس النواب والعمل على إقراره فهذا خير عميم وفضل عظيم نتمنى أن يوفق الله من أعضاء مجلس النواب من يطرحه ويعمل على صدوره بشكل قانون رسمي ملزم فقد أستشرى الطمع عند كثير من أولياء الأمور وبالغ البعض في البهرجة والتكاليف مما يمحق بركة الزواج ووما لم ينزل الله به سلطان وإنما للتفاخر والمباهاة في بلد يموت الناس فيه جوعاً وفقراً .

اللهم أعف شبابنا وشاباتنا بالحلال ويسر لهم الزواج واهدي الآباء وأولياء الأمور الجشعين إلى ترك الجشع ونبذ الطمع ما لم فخذهم أخذ عزيز مقتدر إلى جوارك عاجلاً غير آجل يا كريم واجعل حسابهم عسيراً إنك أنت العزيز الحكيم قولوا : آمين .