تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي انجاز رياضي جديد لليمن توكل كرمان أمام قمة العشرين: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة'' رئيس حزب الإصلاح اليدومي: ''الأيام القادمة تشير إلى انفراجة ونصر'' اجبار عناصر حوثية على الفرار في جبهة الكدحة غرب تعز بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة الوطنية
جميل أن يبدأ وزراء حكومة الشراكة و\"الوفاق الوطني\" نشاطهم بتكريم وتوديع الوزراء السابقين، فتلك خطوة مبهجة تبعث على الأمل والتفاؤل، وتشير من بعيد ومن قريب، الى أن الشراكة في السلطة والثروة ستكون في منتهى السلاسة والمرونة .
هكذا...، وبروح متفائلة، قرأت وفهمت مظاهر إحتفالات التوديع والإستقبال للوزراء السلف والخلف، بدءاً بوزيري الداخليه، وإنتهاء بوزراء الإعلام والمالية، وإذ كنت أتمنى أن يشمل هذا التوجه المثالي رئسي الوزراء الأخوين با سندوة ومجور، فلابد أن تتواصل هذه الروح السياسية المتسامحة، حتى نشهد إحتفالاً كرنفاليا كبيراً، مهيبا ومبهجاً،عند تسليم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الرئاسة لنائبه، فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد إنقضاء التسعين يوما، وإنتخابه رئيسا توافقيا للبلاد، لتواصل اليمن بهذه \"المثالية\" النادرة، تقديم النموذج الأرقى والأروع في الحكمة والتسامح، وتقدم دروساً حضارية في التفاهم والحوار .
وهذه الخطوة، التي بدأتها الحكومة ولا أحد يقوى على إنتقادها، هي خطوة تثلج الصدور، وتمثل - برأيي- المهمة العاجلة الأولى من مهام الحكومة، التي يجب أن لا تتوقف عند تسليم الدروع ، وتبادل القبلات والإبتسامات العريضة بين وزراء (سلطة المشترك، وسلطة المؤتمر)، ولكن يجب أن تسحب نفسها على معالجة قضايا أخرى لعل من أهمها برأيي :
1- التأسيس لفكرة تقارب الدولة ومؤسساتها مع الشعب، والبدء فورا في الحوار مع ساحات الحرية والتغيير، وتفهم ماذا يريد الشباب، ونقل حميمية الإستقبال والتوديع بين الوزراء اليهم - أي الى الشعب- وطلب الصفح والإعتذار منه، ، لأنه قد عانى كثيراً،وظلم كثيراً، وسلب كثيرا، واضطهد كثيراً، والإعلان فعلا لا قولا، بأن المواطن هو الأساس وليس الإستثناء، ولتكون أموال وإمكانات الدولة، مسخرة لبناء الإنسان اليمني الجديد، وليس لبناء القصور والفلل والمزارع، والحصون الخاصة، ويكون الرئيس، والنائب، ورئيس الوزراء، والوزراء، والنواب، والمستشارون، ورؤساء المؤسسات والأجهزة، هم موظفين مسخرين لخدمة المجتمع، بكل فئاته ومكوناته، وليس مسخرين لخدمة أحزابهم، وأبنائهم، وأصهارهم، وأقاربهم، وتكون وظيفة الدولة، في متناول الجميع، وفي المقدمة الكفاءآت الوطنية، بحيث تخضع الوظيفة العامة للمفاضلة، وفقا لمعاييرعلمية وإدارية غاية في الوضوح والشفافة .
2- التأسيس لمفهوم الشراكة الوطنية، في إدارة وبناء الدولة ومؤسساتها، ورفض شخصنة أو \"حزبنة\" أو \"محشدة\" أو \"بيكلة\" أو \"مذحجة\" الوظيفة العامة، والإدارة بالمزاج، وعقلية \"الدكان\"، فالوظيفة العامة، هي ملك للمجتمع، وليست شركة خاصة، أو مؤسسة حزبية يتقاسمها حمران العيون .
3- التأسيس لحوار وطني يقود الى معالجة القضايا الساحنة في الساحة الوطنية ، من حراك جنوبي، وحركة حوثية، وإعمار ما خربته الحرب هنا وهناك، وأزمة إقتصادية، وبؤس معيشي، وكارثة قاعدية، الى بناء دولة مدنية حديثة، تتجسد فيها معاني الوطن، وتبرز فيها مفاهيم الوحدة ، وتتجلى منها قيم ومبادئ الثورة اليمنية، التي ضحى من أجلها الشباب، وهيأ لها المستنيرون الرافضون للقهر، والمتطلعون للحرية، والمبشرون بإشراقة الزمن الجديد .
وطالما أن حكومتنا الموقرة بدت وتبدو في أيامها الأولى فرحة ومنشرحة، فأنا لست متشائما، بل على ثقة بأنها ستسير بإتجاه تحقيق أولوياتها العاجلة، والتي لا بد وبالضرورة أن تبدأ بإزالة شبح التوترات الأمنية، وإخلا الشوارع والأحياء والحارات في صنعاء وتعز وعدن من \"المبندقين\"، وأشاوس إقلاق السكينة العامة .
وصدقوني إذا ما استقام حال أحزاب السلطة، فستستقيم بقية الأمور، وما نتمناه ونرجوه هو أن لا تنسى \"الحكومة\" في زحمة فرحها وإبتهاجها، أن هناك شعبا ثائراً، ومظالم لم تعالج مظلوميات أصحابها، وساحات لا تزال مفتوحة .