اردوغان يُستقبل بالورود وموسى بالأحذية
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر و 15 يوماً
الجمعة 30 يناير-كانون الثاني 2009 09:04 مخيبة أمل حلت أوساط الشارع العربي إزاء الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ، مواقفه تتراجع ووطنيته تآكلت وانتمائه العربي القومي تلاشى ، وشعبيته انتهت تماما وأصبح غير مرحب به وغير مرغوب فيه حتى على شاشات الفضائيات بعد أن كان نجما لامعا في سماء السياسة العربية الرسمية التي لم ولن يؤمل فيها خيرا قط ، ولن يركن إليها احد لأنها غير قادرة على تحقيق أي مطلب عربي ، واستعادة أي حق مسلوب أو الدفاع عن أي قطر عربي مطلقا .
وللأسف الشديد السيد موسي، الذي يعكس واقعا عربيا رسميا مهترئا والذي سمعنا فيما مضى أن رفض استلام مستحقاته من الجامعة العربية احتجاجا على سياسات الدول التي تتشكل منها هذه الجامعة والتي أنشئت بقرار بريطاني ورؤية بريطانية، قلنا انه رجل عربي أصيل حريص على قضايا أمته ولا يقبل المساومة أو الخضوع كما هو الحال لدى الزعامات العربية التي هي أشبه " بالنعامة التي تدس رأسها في التراب" ،لكنه وللأسف الشديد تجرد عن كل المواقف الوطنية وتخلى عن الدفاع عن قضايا أمته وأصبح لا يمثل الجامعة العربية بشكل كامل والتي هي في الأصل لا جدوى منها وإنما عبء على الشعوب العربية ومضيعة للمال العام العربي وتسفيها بوجه الأمة العربية ولا تمثل توجهات وآراء الشعب العربي، بل أنها أصبحت تمثل بعض الأنظمة العربية ولا تمثل أخرى وهذا يدل على خورها وفشلها.
عمرو موسى من خلال تصريحاته وموقفه إزاء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة ظهر وكأنه ممتن للأنظمة العربية التي يعتبر أنها بلغت اعلي درجات الوطنية ، ممتن لها أنها لم تشارك ولم ترسل قوات للمشاركة في العدوان على غزة ويعتبر ذلك موقفا يحسب لها ، واعتبر هذه الخطوة هي ذروة التضامن مع الشعب لفلسطيني.
كنا نتمنى لو أن أمين عام جامعة الدول العربية توجه إلي غزة ليطلع على ما خلفه الاحتلال الصهيوني من خراب وقتل ودمار، وعقد مؤتمرا صحافيا وطالب بوقفة عز عربية، وناشد الزعماء العرب بالتحرك للتصدي للعدوان الصهيوني ، بدلا من التطبيل والإشادة بمواقف الدول المنبطحة والدول التي كان لها دور كبير في قتل الفلسطينيين ، تلك الدول والتي أصبح السيد موسى لا يمثل سواها ولا يتبنى أي قرار غير قرارها ، في حين يغفل ويتجاهل مطالب ومواقف دول أخرى ولكن أمين عام جامعة الدول العربية لن يفعل ذلك، وسيظل محكوما بالموقف الرسمي الذي تنتهجه دول الابتذال العربي ، وهنا تكمن المأساة، مأساة أمين عام جامعة الدول العربية، ومأساة الشعوب العربية التي ابتليت بهذا النوع من الزعماء.
ألا يعلم السيد عمرو موسي، أن جامعته العربية من خلال هذه المواقف الدنيئة والمهزومة قد تحولت إلى جامعة عبرية رئيسا أو أمينها العام عربي وقرارها عبري.
وليعلم السيد موسى أن جامعته تحولت اليوم إلي متحف يخلد مرحلة العجز العربي، وآثار زعماء الطوائف الجدد.
كنا فيما مضى نقول أننا نحمل موسى أكثر من طاقته، ونطالبه بأشياء تبدو مستحيلة من وجهة نظره وعذرنا أننا كنا من أبرز المتفائلين والمتحمسين أثناء تعيينه، وكنا وتوقعنا منه الكثير، علي صعيد المكاشفة والمصارحة، والمواقف الأكثر صلابة، فجاءت توقعاتنا في غير محلها، وهنا مصدر خيبة الأمل، أملنا بالطبع.
خذلنا السيد عمرو موسى الذي أصبح وللأسف الشديد لا يجيد سوى التهكم والتبجح على الصحفيين أثناء مؤتمراته الصحفية العقيمة حيث نراه ونشاهده يسخر من هذا الصحفي ويضحك على سؤال صحفي آخر ،وذلك يثبت عجزة وعجز من نصبوه أمينا عاما في جامعة هي أشبه ببيت العنكبوت ، عمرو موسي الشخصية التي كانت مرموقة أصبحت اليوم هزيلة خاب فيها الأمل والذي كان من المفترض به وحفاظا على شخصيته وعروبته كان الأجدر به أن يستقيل من منصبه عله يبقي على احترامه لدى الشعوب العربية التي كانت تأمل فيه خيرا .
الجامعة العربية اليوم وبعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة بغطاء لجامعة العربية أصحبت في خبر كان وفقدت شرعيتها لأنها تستمد هذه الشرعية من حكام غير شرعيين وحكام متآمرين ومتخاذلين ومهزومين .
الجامعة العربية لفظت أنفاسها الأخيرة الخميس الماضي في مؤتمر "دافوس" بسويسرا، حيث كانت سقطه لموسى أوصلته الحضيض وفقد ما تبقى من ذرة احترام عندما غادر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بغضب قاعة المؤتمر غضبا لغزة وحنقا على جرائم الاحتلال البغيض آخذا على المنظمين منعه من الكلام بعد كلمة طويلة ألقاها رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريس.
غادر اردوغان المنصة التي كان يجلس عليها أيضا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ولم يغادر عمرو موسى المنصة معه بل جلس إلى مقعده بعد أن صافح اردوغان وكأن الأمر لا يعنيه فكانت سقطة لموسى ورفعة لهذا الرجل الحر النبيل الذي نعتز به كمسلم يدافع عن حقوق المسلمين المظلومين ، ولا نفتخر بموسى الذي رضي لنفسه الهوان والخزي.
من المؤكد أن عمرو موسى تابع كيف نقل الإعلام هذه الحادثة وكيف أشاد العالم الحر بما فعله اردوغان ، وكيف انتقد العالم الحر موقف موسى المتخاذل الذي لا يستطيع أن يفعل أي شيء إلا بعد أن يتلقى امرأ من أسياده المتخاذلين المهزومين مبارك وعبدا لله ومن هم على شاكلتهم الذين أصلوا الأمة بجبنهم إلى الحضيض.
ويقينا أن موسى تابع كيف استقبل الشعب التركي اردوغان بالورود والترحيب والفخر لما فعله مع القتلة والمجرمين .
وأخيرا ليعلم موسى انه سقط مع الساقطين، وانه كان حريا به أن يقوم مقام الرجال على الأقل من اجل نفسه وليترك العرب ، ويدافع عن شخصه وكرامته ، لكن أنى له ذلك وفاقد الشئ لا يعطيه، وليعلم أن الجماهير لو خرجت تستقبله فلن تستقبله إلا بالاحذيه ، فواسفاه عليك يا موسى كيف كانت نهايتك وإنا لله وإنا إليه راجعون.