إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
. ما يدعم مصداقية رواية رئيس جنوب اليمن الأسبق حيدر أبوبكر العطاس حول مقتل عبدالفتاح اسماعيل ودور علي سالم البيض في العملية هو غموض مقتل فتاح نفسه الذي أكدت عليه لجنة التحقيق الرسمية في تقريرها إلى المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني التي احتملت أن الرجل لم يُقْتَل بداخل الدبابة وتوقعت أن طرفاً آخر( من العدو) قد يكون اقتاده إلى جهة ما وأجهز عليه .. ولم يؤكد قائد الدبابة ولا سائقها اللذان كانا على قيد الحياة مصير عبدالفتاح اسماعيل بعد احتراق الدبابة التي نجوا منها هم.
احتمالات
وتظهر العديد من الملابسات بالفعل وجود طرف آخر بعد لحظة احتراق المركبة, أهمها وجود بدلة زرقاء(أوفر لي) غريبة لم تحترق في مكان الحادثة هي ما أثارت شكوك لجنة التحقيق بوجود أصابع خفية في تصفية عبدالفتاح, فهناك من تسلل بعد بداية احتراق الدبابة وترك البدلة المشبوهة !!.
ونفهم من حديث الأستاذ حيدر أبوبكر العطاس إن استدراج عبدالفتاح اسماعيل ودفع الدبابة التي اقلته لتكون في الترتيب قبل الدبابة الأخرى التي أقلت علي سالم البيض كان بداية الخطة لتصفيته حيث تركت المركبة تتقدم إلى منطقة خطر الخصم في معسكر قيادة البحرية ورأس مربط..
وهي نفسها الطريق التي واجه فيها قائد الدبابة عند اقتحامه معسكر الفتح ضربات بصواريخ آر.بي.جي على طول الطريق من مدخل التواهي جوار فندق ٢٦ سبتمبر إلى بوابة معسكر البحرية حيث شوهدت نحو خمس دبابات أما محترقة بالكامل والجثث متفحمة بداخلها (كما رأيتها شخصياً) أو أصيبت بأضرار كبيرة أعاقتها عن التقدم(شاهدت ذلك منذ اليوم الأول) !!
. إذن هل تمت تصفية عبدالفتاح من رفاقه الذين كانوا خلفه بحسب تلميحات العطاس أم من الخصم ممثلاً بقوات البحرية من الأمام بعد أن أوقعه رفاقه في الفخ ..؟؟.
كان العطاس في ١٣ يناير ١٩٨٦م في زيارة رسمية بالهند بعيداً عن الحادثة لكن اعتباره طرفاً محايداً عند كل الفرقاء مكنه من الحصول على معلومات عززت لديه فرضية إن البيض وسعيد صالح وغيرهم خططوا للتخلص من بقاء عبدالفتاح وتصفيته!!
. من الناحية السياسية قد يبرر التخلص من الرجل تهيئة صعود علي سالم البيض إلى السلطة كما أوضح العطاس, لكن حسابات أخرى ترى أن مصلحة استقرار الأوضاع في الجنوب بعد كارثة يناير المدمرة تقتضي ذلك وليس بغرض تصفية شخص عبدالفتاح اسماعيل لذاته.
أين الأدلة ؟
لم يقدم حيدر العطاس أدلة على اتهامه للبيض أو أنه ربما يتحفظ عليها إلى الوقت المناسب .. وكان الشارع العام في عدن يومها يرجح تعرض عبدالفتاح اسماعيل لمؤامرة من قبل رفاقه أكثر من فرضية تمكن طرف الخصوم في حراسات القوات البحرية من تصفيته أثناء افتراض محاولة هروبه من احتراق الدبابة..
وتوقع الشارع السياسي أسماء قيادية عديدة أخرى إضافة لعلي سالم البيض تقف وراء تصفية فتاح بعضها لا يزال على قيد الحياة. أما ربط حيدر أبوبكر العطاس بين تصفية الرجل بخوف علي البيض من فرض عبدالفتاح لاحقاً موضوع الوحدة اليمنية فيصب دون شك لصالح البيض المتهم في الجنوب باللهاث خلف الوحدة مع نظام وصنعاء.. ويزيد ذلك من شعبيته حالياً بين المؤيدين للانفصال وفك الارتباط في الجنوب..
وبعكس مزاعم علي سالم البيض أن اتهامات العطاس له تزعزع فرص الحوار الجنوبي-الجنوبي, فقدم له خدمة مجانية لدى المنخدعين بشخصيته المتقلبة وإلا كيف سعى البيض لاحقاً بكل اندفاع إلى وحدة(نفق جولدمور) مع علي عبدالله صالح. ومن المحتمل كما قال البعض أن اتهامات العطاس للبيض ذات طابع شخصي تنافسي ورواسب.
. ولكن المرجح أكثر أن ما قاله حيدر العطاس هو الحقيقة مصبوغة بدوافع شخصية أيضاً, فالرجل يصرح بالمطامح والتطلعات الشخصية الانتهازية لعلي سالم البيض ورغبته في الانفراد بالسلطة والقرار التي ربما اصطدمت مراراً بموقع رئيس الجمهورية الذي شغله العطاس والمسافة والخطوط الحمراء التي لم يراعها علي البيض كأمين عام للحزب الإشتراكي(أعلى سلطة في الدولة) وقتها. !!.
أما الصدمة الذهنية التي جلبتها مقابلات حيدر العطاس في بعض الشارع الجنوبي من خلال حلقات قناة العربية الفضائية ليست بسبب جرأة الرجل وموقعه ومشاركته في الأحداث ولا أهمية الكلام الذي طرحه كشاهد على العصر من داخل الصندوق الأسود لحكم الجنوب بل وكون المعلومات أيضاً محجوبة عن المؤرخين والمتخصصين ومغلق عليها بالشمع الأحمر.
يبدو أننا نتوقع بعد كسر العطاس لحاجز الصمت وتعمد تجهيل الناس بالوقائع ستنفتح شهية معرفة الحقائق أكثر وستتوالى الشهادات من أناس قريبين من المشهد السياسي الجنوبي القديم وملابساته ومن مشاركين في الأحداث أو شهود على الوقائع. وما قد يبدو في أن اتهامات العطاس لعلي البيض بتصفية عبدالفتاح إسماعيل لا ترقى إلى مستوى دليل قطعي نهائي على تورط الرجل إلا أن ملفات أخرى لا تقل أهمية مثبتة عليه لجهة استغلاله للسلطة والنفوذ واستحواذه مع أبنائه وأقاربه على ممتلكات وعقارات دولة الجنوب دون استحقاق ..
عدا شراكة البيض التجارية لرجال الأعمال بأموال الدولة في استثمارات فندقية ومباني كما هو(فندق جولد مور) وكل ما استحوذ عليه الرجل من أموال البنك المركزي بعدن بمئات ملايين الدولارات أثناء هروبه إلى عمان..
ووجود استثمارات شركات لبعض أبنائه في دول خليجية من مخرجات عملية النهب الكبير للمناضل علي سالم البيض الذي يكرر بزهد منقطع النظير أنه لا يطمع أو يتطلع إلى مكاسب شخصية من وراء نشاطه السياسي الشيطاني في استثمار القضية الجنوبية حتى آخر رمق في حياته !!.
ومن أجل وحدة الصف الذي يتحدث عنه علي سالم البيض فلا تسألوا عن جريمة الأنفس ومن قتلها ولا الأموال ومن نهبها واستولى عليها بأريحية كثمن لنضال مزعوم لم يكتفوا بما قبضوه سابقاً ولا يزالون حتى اللحظة بنهم واستغفال لوعي الناس واستغلال عواطفهم !!.