مجرم حرب يدين جريمة حرب
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 8 سنوات و شهر و 7 أيام
الإثنين 10 أكتوبر-تشرين الأول 2016 12:15 م
ما دمتم تستنكرون استهداف من كان في عزاء آل الرويشان - رحم الله موتاهم وشفى جرحاهم - فلماذا تستهدفون اليوم من كان في عزاء اللواء الشدادي رحمه الله بصاروخ باليستي؟
ماذا لو نزل الصاروخ على آلاف المشيعين في مأرب، قبل أن يعترضه صاروخ آخر؟
ما حدث في القاعة الكبرى أمس جريمة، مدانة، وهذا أمر مفروغ منه، والتعاطف والمواساة والعزاء لأسر الضحايا المكلومة، وليس للحوثيين الذين حولوا اليمن كلها إلى قاعة عزاء واحدة.
استثمار جريمة القاعة الكبرى سياسياً من قبل الحوثيين جريمة أخرى في حق الضحايا وأهاليهم، والأنكى أن يخرج حسن نصر الله من جحره ليزايد في مزاد الدم اليمني، وهو الوالغ حتى الثمالة في دم إخوتنا السوريين، بعد أن أدار ظهره لإسرائيل.
كيف تريدون أن نصدق استنكاركم للجريمة، وأنتم مجرمون بشهادات دوليبة موثقة؟
كيف تستنكرون جريمة العزاء أمس وترسلون صاروخاً اليوم على عزاء آخر؟
هل نصدق من يذبح حلب في تباكيه على ضحايا صنعاء؟!
الحوثيون وحسن نصر الله مجرمو حرب بشهادة منظمات حقوقية دولية.
هذا ليس كلام "قنوات العدوان".
هذا كلام موثق، يعرفه الجميع.
مجرم الحرب إذا أدان جريمة حرب فهو إنما يستثمرها لمزيد من جرائم الحرب التي ينوي القيام بها.
مجرم الحرب عندما يدين جريمة الحرب، فهو إنما يريد التغطية على جرائم الحرب التي اقترفها.
مجرم الحرب عندما يستنكر جريمة الحرب فهو إنما يسخر من الضحايا وذويهم.
كفى مزايدة.
كفى كذباً.
كفى استثماراً في بنك الدم اليمني.
إذا كان لديكم نفس إنساني، وإذا كنتم ضد هذه الجرائم كما تقولون، فاقبلوا بالحل الذي تماطلون في القبول به منذ أكثر من عام.
 الحل واضح المعالم، ولا يحتاج إلى مماطلة، اقبلوا بمقترحات العالم لإنهاء الحرب، إن كنتم صادقين.
المقترحات لا تعني هزيمتكم، كما تدعون.
مقترحات الحل تقول فقط كونوا جزءاً من الدولة، وأنتم تريدون أن تكونوا الدولة كلها.
أنتم تماطلون والضريبة من دماء اليمنيين.
قلتم أمس سنسلم السلاح لكن لمن نسلمه؟
وأضفتم: لن نسلمه لحكومة هادي لأن هادي عدو وعميل.
وعلى الرغم من أنكم تعرفون من أين سرقتم السلاح، وعلى الرغم من أنكم تعرفون أنه ليس سلاحكم، وعلى الرغم من أن قولكم: "لمن نسلمه"؟، مجرد حجة مكشوفة، على الرغم من كل ذلك، إلا أن العالم قبل حجتكم، واقترح العالم أن يسلم السلاح لطرف ثالث يمني بإشراف ضباط عسكريين يمنيين لم يشتركوا في أية عمليات عسكرية بعد يوم 21 سبتمبر 2014، وهو تاريخ جريمتكم الكبرى في حق الجمهورية.
ضباط محايدون، لا معكم ولا مع هادي.
ماذا تريدون أكثر من ذلك، لو كنتم صادقين؟
ماذا جرى؟
رفضتم الحل.
رفضتم ورقة ولد الشيخ في الكويت.
ما معنى هذا؟
معناه أنكم تريدون الدولة والسلاح، وفي سبيل السلطة أنتم مستعدون للتضحية بكل اليمنيين، تماماً كما فعل أسلافكم.
لسنا بذاكرة مثقوبة أيها المغفلون.
كل عمل ضد المدنيين من قبل قوات التحالف مدان، بلا أي تحفظ.
هذا كلام مفروغ منه.
لكن أنتم ماذا قدمتم لإحلال السلام؟
ماذا فعلتم في تعز ومأرب وعدن والبيضاء والضالع وشبوة والحديدة ولحج، وغيرها من مدن اليمن؟
ماذا فعلتم في صعدة نفسها؟
هل كنتم توزعون مواد إغاثة إنسانية؟!
ماذا قدمتم للبلاد غير الصرخة والملزمة والخطاب العنصري الطائفي، والحرب والمراوغات، والكذب الفاضح، ودموع التماسيح.
كلنا نعرفكم.
على من تضحكون !