الحوثي .. وغواية المخلوع
بقلم/ عبد العزيز الجرموزي
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و 19 يوماً
الأحد 30 أغسطس-آب 2015 09:16 م
من خلال متابعتنا لدرامية هذه اﻷحداث،يمكننا تنبؤ النهاية،و نستطيع الحكم على أن الخاسر فيها؛هو الحوثي ﻻ غير؛ﻷنه خسر وجوده الفعلي والسياسي،خسر مركز قوته وتأثيره في الساحة السياسية التي ربما سيكون غائبا فيها مستقبلا،ﻷنه سيخرج من حربه منهكا مرهقا يشكو العزلة فلن يكون بمقدوره اجراء أية مناورة سياسية أخرى،ولن ينال أية مبادرة تمنحه الرحمة كرة أخرى ،وأنى له ذلك وقد خسر مناصرية ومعظم قيادته وكل إمكاناته،واضحى مجرد اسم ﻻ جمهور يحتويه ويردد معه أصداء الصرخة، كما أن نهايته ليست على يد الشرعية المسنودة بالمقاومة والتحالف الدولي فحسب،بل كان ايضا على يد حليفه. اﻷكبر"صالح "الذي أدار له ظهره أخيرا ليتركة وحيدا في العراء، أما صالح وإن خسر كل شئ لكنه قد حقق بغيته عندما أجهز على كل معنى مجيد،ودمر كل ما بنى في عهده،وانتقم من كل خصومة بما فيهم الحوثي الذي ظل زمنا يقارعة من جبال مران. لكن الحوثي لم يكن يوما عاقلا حتى يعقل أن العدو قد يبقى عدوا حتى وإن كانه له نصيرا،ولم يدرك أن تحالفه مع المخلوع سيضع نهايته،والخاتمة المأساوية له،إذ أدخل نفسه في مغامرة أكبر من حجمه وأكبر من طاقته،ليس بمقدوره أن يستوعبها، وذلك لتنفيذ سيناريو"صالح"الذي جعل من الحوثي فيه بطﻻ وهميا ذلك لحاجة في نفس المخلوع ليقضي منه وطرا. ولما تزينة للحوثي أكذوبة المخلوع أن في اجتياحه للمدن فرصة للتحقيق حلمه حشد كلما لديه من مال وجند،فتشتت فعلا،وبداء يتآكل داخليا، حين ﻻقى في طريقة مقاومة مناوئة كبدته خسائر فادحة بداء في عدن وهناك تلقى هزيمة ثم انتفضت على إثرها الضالع و البيضاء ثم إبين ومأرب وفي تعز اصطدم أمام مقاومة صلبة استنزفت كل قدراته ومازال يتكبد ويتكبد. لقد خسر الحوثي كل شئ ولم يعد لديه ما يراهن عليه،كل أوراقه انتهت،نفدت كل قوته،تخلى عنه أعوانه،كل الخيارات فقدها،لقد انتهى فعلا وانتهى شعاره و صرخته التى طالما أزعجنا سماعها وهو يجول في كل المدن،ألم ينتهى من مدن الجنوبية وهاهو اليوم يتلاشى من مدن الشمال؟ وما كان ليحدث ذلك إﻻ لسوء تصرفه حين أقحم نفسه فيما ﻻ يطيق وطن أن حلمه قد آن. أما كان عليه أن ينأى بنفسه عن هذه المغامرة؟أما كان عليه أن يتدارس الموضوع قبل التنفيذ؟ ربما كان بمقدوره فعل ذلك لكنه ﻻ يجيد التفكير و ﻻ يعيي مآﻻت اﻷحداث كما أنه ﻻ يفطن المهارة السياسية ،حتى فشل في مشروعه ،وأجهض كل أبعاده،وما كان يفعل ذلك لوﻻ أنه اتبع غواية المخلوع،فكان من الخاسرين.