ثور أسباني وخرقة حمراء
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 18 يوماً
السبت 02 مايو 2015 04:34 م

كثور أسباني ، انطلق الحوثي وراء خرقة حمراء...

مولع هذا "الثور" بالأحمر...

يغريه الأرجواني الفاقع...

يجعله يجري بكل قواه نحو نهايته الحتمية...

غالباً ينتهي الثور الأسباني إلى مصير مؤلم...

يتكوم مرة واحدة...

ينهار دون أن يصل إلى الخرقة الحمراء...

إلى الأحلام الطوباوية الزائفة...

أمس خرج أحد أعضاء اللجنة الثورية العليا للحوثي في لهجة يائسة...

يطالب قيادته بالرد...

حذر هذا القيادي من أن تأخر الرد على "العدوان السعودي"، سيتحول غضباً لدى الناس على القيادة...

مسكين هذا القيادي الكبير...

الكبير جدا...

الذي كان جليسنا في أحد مقائل الشعر والأدب...

قبل أن يتحول إلى "سيد"

مسكين...

يسوق لرد لن يأتي...

"الثور الأسباني" لا يعرف إلا الرد على خرقة حمراء...

خرقة معلقة في الهواء...

مرة قال لي قيادي حوثي أثناء جلسات الحوار الوطني في صنعاء: "السيد عبدالملك مقدس"...

وقبل أن أفيق من صدمة ما قال، أضاف:

"عنده لحظة (سر) من الله..."

إنه يرى ما لا يرون...

وشخص بهذه المواصفات سيرد...

سيرد "في الوقت المناسب والمكان المناسب"...

لعلكم تذكرون هذه العبارة الذهبية التي يلوكها "سيد" آخر، في مكان آخر: سنرد في الوقت المناسب والمكان المناسب...

يعتقد أتباع "الأحمق المطاع" أن الرد قادم...

سيكون مزلزلاً...

مرة قال "سيد مقدس" آخر إن مثلث برمودا الخطير الذي يلتهم السفن والطائرات وأحلام البحارة...

قال: إن المثلث بهذه المواصفات لأن فيه مصنع أسلحة الإمام المهدي...

الإمام الذي يروج الإيرانيون أن "عبدالملك الحوثي" هو اليماني الممهد لخروجه...

يظن أتباع "أحمق ضحيان" أن شيئاً من سلاح برمودا سيأتيه...

وسيكون الرد مزلزلاً...

وسيحج "السيد المقدس" وأتباعه العام القادم بلا تأشيرة حج ...

لأن الكعبة ستعود إلى سيادته...

الثور الأسباني يترنح...

ينهار...

سيتكوم مرة واحدة...

ليس لدى أحد شك في ذلك...

وعندما تبدأ الكبوة الأولى، ستكر حبات المسبحة...

سينفرط عقد الجهل...

الجهل، الذي هو السلاح الأقوى الذي يستعمله "الأحمق المطاع" في التحشيد والتجييش...

فارق بسيط بين الثور الأسباني وعبدالملك الحوثي...

الثور الأسباني يحظى ببعض التعاطف والتشجيع من الجمهور...

أما الحوثي فأغلبية اليمنيين ينتظرون لحظة انهياره على أطراف الخرقة الحمراء...

على أطراف أحلامه المهمشة...

لحظة الخلاص من الجهل والخرافة وتسييس الدين...

فليسقط "الثور الأسباني" غير مأسوف عليه...

ليسقط لا لشيء...

إلا لأنه يعدو وراء خرقة حمراء وأحلام مهشمة...

مجرد "ثور أسباني" بلقب "سيد"...