الملف النووي الإيراني والحرب المحتملة
بقلم/ أحمد النعيمي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 6 أيام
الأحد 08 يوليو-تموز 2012 05:59 م
 
على مدى عشر سنوات وبالتحديد بعد سقوط بغداد وكابل بيد المحتل الأمريكي ومساعدة المحتل الإيراني، كان تدور رحى معركة لا زالت مستمرة، وبالكلام فقط، بين الجانب الغربي اليهودي وبين الإيراني، يزعم فيه الغرب أنه يسعى للقضاء على هذا المشروع النووي، بينما قصف النووي العراقي عام 1981م بدون أي معركة كلامية، وكذلك قصف المشروع النووي السوري 2007م حتى قبل أن يبدأ.

فما هي حقيقة هذه المعارك الكلامية التي تدور بين اليهود والإيرانيين، ولماذا وعلى مدى عشر سنوات والتصريحات نفسها، الشهر القادم سنضرب، في الصيف الضربة القاصمة، في رأس السنة الميلادية ضربة مفجعة للمشروع النووي الإيراني، قبل رحيل، قبل موعد الانتخابات.. حتى مللنا من هذه الأكاذيب، وتكرارها بشكل سمج وغبي، بينما هم لم يملوا، ولم يهدءوا بإثارة معركة كلامية إثر أخرى.

وقد مرت سنوات عشر كان يفترض أن يكون فيها الإيرانيون قد حصلوا على القنبلة النووية، كما أعلن عنه "بولتون" مساعد وزير الخارجية الأمريكية أثناء زيارته لتل أبيب نهاية عام 2004م، بأن: "إيران اعترفت لدول أوروبية بإمكانية حصولها على سلاح نووي خلال ثلاث سنوات" وكما أعلنت عنه كل التقارير بأن إيران لديها القدرة على امتلاك قنبلة نووية في غضون سنوات.

وهل هذا المشروع النووي لعبة تحاك بين الغرب وإيران لإثبات أن هناك عداوة مزعومة بين الطرفين، آخذين بشعار أكذب.. أكذب.. حتى يصدقك العالم، محاولين عنوة أن يدخلوا إلى عقولنا أن هناك عداء بين الإيرانيين واليهود والغرب؛ دون السماح لإيران بأن تمتلك مثل هذا السلاح، لتبقى الدول الغربية المالكة لزمام الأمور، وتتقاسم البلاد بينها وبين الجانب الإيراني، الذي اثبت الواقع والماضي بأن لا عدو لهم سوى المسلمين، وأنهم حمير للصليبين واليهود بامتياز.

نبذة عن المشروع النووي الإيراني:

بدأ المشروع النووي الإيراني عام 1957م عندما وقع شاه إيران مع الرئيس الأمريكي "ايزنهاور" اتفاقية يتم بموجبها مساعدة إيران الحصول على الطاقة النووية السلمية، وفي عام 1960م أهدت أمريكا إيران مفاعلاً نووياً للأبحاث بقدرة خمسة "ميكاوات" بدأ العمل به عام 1967م، ثم عقد الشاه اتفاقيات مع أمريكا وروسيا وألمانيا لبناء مفاعلات نووية بعد حرب 1973م، وفي عام 1974م قام شاه إيران بتأسيس منظمة الطاقة النووية، وبداية عام 1975م اخذ لمشروع النووي السلمي يأخذ طريقه لإنتاج الطاقة النووية، وقامت الشركات الأمريكية في نفس السنة ببناء تلك المفاعلات في أماكن متفرقة من إيران، وفي عام 1977م قامت إيران بإلغاء كل المعاهدات القائمة بين إيران والدول الأخرى، شرط أن تقوم أمريكا بتزويد إيران بثمانية مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية، وتم توقيع شراء هذه المفاعلات رسميا بين البلدين في العاشر من يوليو عام 1978م، ومع وصول خامنئي تم إلغاء العقد عام 1979م، ومع سقوط شاه إيران كان مفاعل "بوشهر1" قد أنجز العميل فيه بما يقارب 90%، في حين لم ينجز من مفاعل "بوشهر2" إلا 50%.

توقف المشروع النووي مؤقتاً مع انهيار حكم الشاه واستلام الآيات الحكم، ثم عاد العمل به من جديد بداية عام 1982م، حيث كانت إيران خلال الحرب العراقية تعمل بهدوء، وعملت الحرب على تدمير البنى التحتية الإيرانية، وبانتهائها عادت "الآيات" إلى العقود السابقة مع الدول الأوربية لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية التي كانت أولى أوليات حكومة الرئيس الإيراني " رافسنجاني، وخلال هذه الفترة إلى الوقت الحالي أخذ المشروع النووي الإيراني شكل حرب كلامية تشتعل بقوة بين الغرب، يزداد فتيلها على مدار السنة دون كلل أو ملل، وكيل التهم والشتائم، وتوعد كل طرف للآخر، دون أن يكون هناك أي فعل أو هجوم على ارض الواقع بالرغم من أن الغرب وروسيا هم من أعاد البنية التحتية لهذه المفاعلات زمن الخميني، كما يحدث الآن يزعم العالم انه ضد الأسد، وضد التدخل الروسي، ولكنه يسمح للروس والإيرانيين بأن تصل سفنهم المحملة بالسلاح والرجال إلى سوريا من أجل قمع الثورة السورية.

وقد أجمل البروفيسور "ديفيد مناشري" من جامعة تل أبيب والخبير الأول في الشؤون الإيرانية، حقيقة الموقف الإسرائيلي من المشروع النووي، بالقول: " طوال فترة الثمانينات لم يقل أحد في إسرائيل شيئا عن وجود خطر إيراني، لم يتفوه أحد بهذا الكلمة، كان الهدف الإسرائيلي حتمية هزيمة جيش صدام حسين، وبالأحرى الخلاص من جيش عربي يزيد حجمه بمقدار أربعة أضعاف عن حجم الجيش الإسرائيلي".

ابرز محطات معارك الملف النووي الكلامية:

أولا: عام 2004م:

بعد سقوط بغداد وإنهاء حكم الرئيس العراقي، كانت هناك تهديدات شديدة لكل من إيران وسوريا، وأنهما سيكونان الهدفين التاليين للغرب بعد بغداد، ففي شهر "تموز" 2004م قامت الإدارة الأمريكية بتسريب معلومات إلى الصحف الأمريكية تفيد بقيام وكالتي "المخابرات المركزية والدفاعية" بإجراء هجمات ميدانية استباقية ضد مواقع نووية إيرانية مفترضة.

وتناقلت وسائل الإعلام العالمية في شهر "آب" عزم إسرائيل شن هجوم ضد منشات إيران النووية، وجاء الرد الإيراني على لسان "مسعود جزايري" المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني في السادس والعشرين من شهر أغسطس 2004م إلى أن: "بلاده ستمحو إسرائيل عن الخريطة إذا تجرأت وهاجمت بلاده.. وأن المصالح الأمريكية في المنطقة ستتضرر بشدة لأن ردود إيران ستكون قاسية ومدمرة بلا حدود".

مساعد وزير الخارجية الأمريكية يزور تل أبيب بداية شهر أيلول 2004م لإجراء مشاورات حول البرنامج النووي الإيراني وتنسيق الجهود من أجل رفع الملف إلى مجلس الأمن تمهيداً لفرض عقوبات على إيران، يمكن الاستناد إليها في شن عمل عسكري ضدها في المستقبل إذا ما واصلت طهران التحدي، كما فعل نظام صدام حسين من قبل.

وفي العاشر من شهر تشرين الأول 2004م نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن مسئولين في الإدارة الأمريكية أنه يجري بحث إمكانية القيام بعملية تخريب تستهدف المنشات النووية الإيرانية، تزامناً مع تصريحات لمسئولين إسرائيليين بأن إشارة البدء في عملية تخريب البرنامج النووي الإيراني ستكون بعد رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، وتوقيع عقوبات عليها بسبب عدم توقفها عن تخصيب اليورانيوم، إضافة إلى عشرات التجارب الصاروخية والاستعراضات العسكرية التي أنهت المعارك الكلامية – هذه السنة– بدون أي تنفيذ على أرض الواقع.

ثانياً: عام 2006م:

انتهت حرب "تموز" في الرابع عشر من شهر آب، ويوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر نفسه أعلن الصهاينة عن تعيين قائد سلاح الجو الإسرائيلي "اليعيزر شكيدي" قائداً لما سمي بجبهة "إيران العسكرية" وظيفته بلورة خطط حربية ضد إيران وإدارة هذه الخطط في حال اندلعت حرب ضدها.

ثالثاً: عام 2007م:

بداية هذا العام عقد اجتماع في البيت الأبيض لبحث الموقف من طهران، بعد استبعاد المباحثات معها، وضم الاجتماع كلاً من نائب الرئيس "ديك تشيني" ووزير الدفاع "روبرت غيتس" ووزيرة الخارجية "كونزاليزا رايس" إلى جانب عدد من المساعدين، وقد تدارس المجتمعون وبصورة دقيقة تفاصيل الخطة العسكرية الموضوعة لضرب إيران، وقد تم تحديد شهر ابريل موعداً للضربة القادمة، وذلك قبل رحيل بلير عن السلطة.

يوم الجمعة الثالث والعشرين من تشرين الثاني قامت محكمة إسرائيلية بتوجيه اتهامات رسمية إلى ضابط احتياط إسرائيلي بالتجسس لحساب إيران وحركة حماس وروسيا، في الوقت الذي هددت فيه إيران بشن ما سمته "تسونامي من المقاومة" ضد الأعداء في حالة تنفيذ هجمات ضدها.

رابعاً: عام 2008م:

بداية شهر "إبريل" قام الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" بإقالة قسرية للأميرال "وليام فالون" الملقب بالثعلب، والذي كان يعتبر العائق أمام الهجوم الأمريكي على إيران، ترافق ذلك مع جولة نائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" للشرق الأوسط، لاطلاع من يزورهم على موعد الهجوم القريب على إيران، وذكر تقرير في مجلة "ذي أمريكان كونسرفاتيف" بأن الرئيس بوش سيهاجم إيران قبل انتهاء ولايته.

يوم السادس عشر من ابريل يعلن الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريز" بأنه ليس هناك حل عسكري للخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، ثم تعود صحيفة "التايمز" البريطانية لتؤكد في تاريخ الثامن عشر من الشهر نفسه، بأن الجيش الإسرائيلي أعد نفسه لشن هجوم جوي موسع على المنشآت النووية الإيرانية خلال ساعات أو أيام قليلة، وأنه بانتظار الضوء الأخضر من حكومة "نتنياهو" للقيام بذلك.

في الرابع والعشرين من شهر حزيران نشرت صحيفة "الديلي تلغراف" تصريح للممثل السابق للولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة "جون بولتون" بأن إسرائيل ستضرب إيران بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني، قبل أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستوري، وردا على تصريح "البرادعي" رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن أي هجوم على إيران سيحول الشرق الأوسط إلى كرة نار، وسيعجل من تطوير برنامج إيران النووي؛ رفض "بولتون" هذه المشاعر واعتبرها ترويج للإشاعات، وأكد أن المفتاح الأساسي سيكون بضرب الإسرائيليين لإيران قبل حصولها على الوقود النووي أو قيامها بتخصيب "اليورانيوم" في "أصفهان" أو في "ناتانز".

بينما شهد الأسبوع الذي قبله قيام الطائرات الإسرائيلية بإجراء تدريبات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط، زُعم أن المقصود منها شن حرب على إيران.

 في شهر تموز أقدم "شاؤول موفاز" على التهديد بضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، ترافقت مع تدريبات عسكرية إسرائيلية على تنفيذ الضربة، بالإضافة إلى اجتماع "أيهود أولمرت" بالضابط المسئول عن ضرب مفاعل تموز العراقي، وزيارته لمفاعل "ديمونة" بعد الحديث عن توجيه صواريخ إيرانية نحوه استعداداً للهجوم الإسرائيلي، وتأكيد الجانب الإسرائيلي الذي لا يتزعزع من منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وهو ما أكد عليه مسئول بارز في وزارة الدافع الأمريكية عبر شبكة "إي بي سي" الأمريكية عن مخاوف "البنتاغون" من احتمال أن تقدم إسرائيل على ضرب منشآت نووية إيرانية قبل نهاية العام، وقد نشر الصحفي الأمريكي الشهير "سيمور هيرش" في نفس الشهر معلومات مهمة عن التحضيرات الأمريكية السرية للحرب على إيران، والتي تؤكد أن الضربة ستتم قبل رحيل بوش عن البيت الأبيض.

يوم السبت السادس عشر من شهر "آب" دعت كل من مصر وتركيا إيران إلى اتخاذ خطوات من شأنها إزالة قلق المجتمع الدولي تجاه برنامجها النووي، وأبديا تخوفهما من مصير مشابه للعراق، وكشفت تقارير صحافية تركية أن الرئيس التركي "عبد الله جول" ورئيس وزرائه "رجب طيب اردوغان" وجهاً تحذيراً لنجاد من احتمال تعرض بلاده لضربة أمريكية قبل رحيل بوش عن الرئاسة في نهاية العام الحالي.

وزير الخارجية الفرنسي زار "تل أبيب" بداية تشرين الأول لدعم جهود السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين، وصرح في مقابلة نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بأن: " إسرائيل قالت دائماً أنها لن تنتظر حتى تصبح القنبلة النووية الإيرانية جاهزة، اعتقد أن الإيرانيين يعرفون ذلك، والجميع يعرفون ذلك"، موضحاً بأن الخيار العسكري ليس حلاً، ومتابعاً بأن:" إنتاج إيران لقنبلة ذرية لن يردع إسرائيل عن التحرك، لأن الإسرائيليين سيضربونهم قبل ذلك"، وخاتماً بأن امتلاك إيران قنبلة نووية أمر مرفوض تماماً.

خامساً: عام 2009م:

الرئيس الروسي السابق صرح "دفيديف" في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية منتصف شهر أيلول 2009م بأن الرئيس الصهيوني "شمعون بيريز" أكد له بأن لا نية لإسرائيل بمهاجمة إيران، وأن إسرائيل دولة مسالمة، وذلك عندما زاره في منتجع "سوتشي"، تزامن هذا التصريح مع زيارة سرية لرئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في وقت سابق من الشهر الجاري، اجتمع فيها مع الرئيس الروسي، دون أن يدلي الأخير بأية تفاصيل عما دار بينهما.

يوم الخميس الخامس عشر من تشرين الأول كشفت مجلة "لوكنار اونشنييه" الفرنسية بان إسرائيل تستعد لمهاجمة إيران بعد شهر ديسمبر القادم، موضحة بان "تل أبيب" قامت مؤخراً بعقد صفقة مع رجل أعمال فرنسي لإمداد النخبة العسكرية الإسرائيلية بوجبات خاصة توزع على أفرادها أثناء القتال.

سادساً: عام2010م:

بارك زار واشنطن نهاية شهر "شباط" ويلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" وتحدثا عن فرض عقوبات فعالة على المشروع النووي في إطار زمني محدد، وأرسل شكراً للإدارة الأمريكية لمواقفها الطيبة تجاه الملف النووي الإيراني، معتبرا بأنه من غير المحتمل أن تقوم إيران بضرب إسرائيل حتى وإن حصلت على القنبلة النووية، بحسب تصريحات نقلتها وكالة "اسوشييتد بريس": " لا اعتقد أن الإيرانيين، حتى وإن حصلوا على القنبلة، سوف يستخدمونها في المنطقة، هم يعلمون ما سيلحق ذلك، هم راديكاليون ولكن ليسوا مجانين كلياً، لديهم عملية اتخاذ قرارات متطورة، ويفهمون الواقع".

بداية شهر آب نشرت مجلة "أتلانتك" الأمريكية استطلاعا اجري مع عدد من مسئولين إسرائيليين وأمريكان وعرب، جاء فيه بان نسبة 50% سيقومون بمهاجمة إيران العام القادم، إذا لم تغير الأخيرة من سياستها أو لم يستطع الرئيس الأمريكي إقناع قادة الاحتلال باستعداده لوقف إيران بالقوة.وليس من المفاجئ حسب المجلة بان يقوم "نتنياهو" بإصدار تعليماته إلى سلاح الجو للقيام بهذه المهمة في الربيع القادم.

يوم السابع عشر من "آب" حذرت مصادر أمريكية بأن هذا الأسبوع الحالي قد يشهد ضربة عسكرية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية في موعد لا يتعدى الواحد والعشرين من هذا الشهر، وكان موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي قد نشر هذا التحذير، موضحاً بأن إعلان موسكو وطهران المفاجئ عن يوم الحادي عشر باعتزام روسيا تشغيل أول مفاعل بالقوة النووية في إيران بتوفير الوقود اللازم له، أثار صدمة كبرى في إسرائيل نظراً للجوانب العسكرية المتعلقة بالمنشأة.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس" التلفزيونية قال "جون بولتون" سفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة ومستشار الرئيس السابق بوش، بان تاريخ الواحد والعشرين من أغسطس هو الموعد النهائي:" الذي بإمكان إسرائيل أن تشن فيه هجوماً على مفاعل بوشهر الإيراني قبل أن يصبح منيعاً أمام أي هجمات"، معطياً مهلة لا تزيد عن أسبوع لتدمير البرنامج النووي، ومذكراً بأن إسرائيل هاجمت المفاعل النووي العراقي عام 1981م قبل تركيب قضبان الوقود فيه، وختم: "بأنه بمجرد تركيب قضبان الوقود فأي هجوم عليه يهدد بنشر الإشعاع في الأجواء وربما في مياه الخليج".

وتزامن هذا مع تصريح "علي أكبر صالحي" مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بأن:" عملية تركيب الوقود الجديد داخل المفاعل ستبدأ يوم الواحد والعشرين، بعد ذلك سيصنف المفاعل رسمياً، على انه منشأة للطاقة النووية، وستنتهي المرحلة التجريبية ويبدأ الإطلاق الفيزيائي" مؤكداً أن إيران ستبدأ ببناء منشأة ثالثة لتخصيب "اليورانيوم" في مطلع العام القادم.

وكان تقرير سابق نشرته مجلة "أتلانتك" قد أشار إلى أن فرص توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال الإثني عشر شهراً القادمة هي أكثر من 50%، واستند التقرير إلى نتائج أبحاث مستفيضة لصالح المجلة أجراها "غولد بيرغ" الخبير في قضايا الشرق الأوسط، وبعد مقابلات مع حوالي أربعين من صناع القرار الإسرائيليين والحاليين والسابقين، ومثلهم في العدد من المسئولين الأمريكيين والعرب، فإن غولد يتوقع أن تشن إسرائيل هجوماً خلال الشهود القليلة المقبلة، وربما تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا، وقد نشر التقرير قبل إعادة تحديد موعد تدشين مفاعل بوشهر، مما أدى إلى تقصير المهلة الزمنية من شهور إلى أيام.

وهو ما توقعته صحيفة "الواشنطن تايمز" في عددها الصادر يوم الأربعاء الثامن عشر من "آب" بأن تتم الضربة العسكرية الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني في وقت أقصاه الجمعة المقبل، مستندة إلى ما جاء على لسان السفير الأمريكي الأسبق لدى الأمم المتحدة "جون بولتون" الذي قال إن أمام إسرائيل ثمانية أيام لضرب منشاة "بوشهر" قبل أن تصبح جاهزة للتشغيل، ورأت الصحيفة الأمريكية بأن الوقت قد حان لتنفيذ الضربة العسكرية التي طال ارتقابها، خصوصاً وأن العد العكسي لبدء إنتاج الوقود النووي بات على بعد يومين من اليوم الأربعاء.

ويلاحظ أن تصريح بولتون هو نفس تصريحه عام 2004م من أن إيران ستمتلك سلاح نووي خلال ثلاث سنوات، وقد مرت دون أن يحدث شيء، وقد مرت قصة القضبان النووية التي كانت من المتوقع أن تجعل إيران دولة نووية، ولا زال الحديث إلى هذا اليوم بأن إيران لم تمتلك هذا السلاح، والحرب الكلامية بقيت مستمرة.

يوم العاشر من أيلول أعلن رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي نائب رئيس مجلس الدوما "فلاديمير جيرينوفسكي" بأن إسرائيل تستعد لضرب إيران على الأرجح في عام 2011م مما سيؤدي إلى نشوب نزاع مسلح في المنقطة، وذلك في تصريح له لوكالة "إنتر فاكس" على هامش المنتدى السياسي العالمي في مدينة "ياروسلافا" الروسية، وتوقع بان إيران سترد على الهجمات الإسرائيلية بضرب قواعد أمريكية في المنطقة.

يوم الاثنين العشرين من كانون الأول توقعت صحيفة "بليك" السويسرية في طبعتها المسائية بان تشن إسرائيل هجوما على إيران في شهر شباط أو مارس من العام القادم، استناداً على توقعات عالم استراتيجي في جامعة "زيورخ" هو البروفيسور "ألبرت شتيهلي" الذي أكد انه ينتظر هذا الهجوم في فبراير المقبل وإذا تأخر ففي شهر مارس على أقصى تقدير.

سابعاَ: عام 2011م:

بداية شهر "أيار" أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن طائرات مقاتلة إسرائيلية احتشدت في قاعدة جوية أمريكية بالعراق بهدف ضرب أهداف جوية في إيران، وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن قناة "فارس تي في" نشرت تقريرا أظهرت فيه تجمع لطائرات إسرائيلية في القاعدة الجوية "الأسد" الموجودة في العراق، موضحة أن الطائرات أجرت سلسلة من المناورات ليلاً خلال الأسابيع الماضية.

يوم السبت السادس عشر من تموز صرح فيه ضابط المخابرات الأمريكية السابق "روبرت بار" بان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ينوي ضرب المنشآت النووية الإيرانية في شهر أيلول المقبل، متوقعاً أن يكون خلال احتفال المسلمين بعيد الفطر، وزعم صاحب التحذير بأن هذا التهديد حقيقي هذه المرة، وليس بخدعة من قبل "بنيامين نتنياهو" الذي يستعد لشن الهجوم على الأرجح قبل تصويت الأمم المتحدة على عضوية الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، وجاء الرد الإيراني عاصفاً كالعادة.

يوم الخميس العاشر من تشرين الثاني نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بان إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة جوية للمنشآت النووي الإيرانية الشهر المقبل، وذلك نقلاً عن مسئول بريطاني رفيع المستوى قوله: "إن الضربة الإسرائيلية قد تأتي بدعم لوجيستي أمريكي بحلول عيد الميلاد أو في مطلع العام القادم" وتابعت الصحيفة قائلة:" إن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية أكدوا في الأسابيع الماضية أن بريطانيا وضعت خطة طوارئ جاء فيها أن لندن ستدعم العمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران في حال وقوعه"، وكان وزير الخارجية البريطاني "وليام هيج" قد قال إن تقرير الوكالة الذرية الذي صدر الثلاثاء ينفي الادعاءات الإيرانية بان منشآتها النووية لتطوير الطاقة فقط للأغراض السلمية، في وقت حذر فيه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية "علي خامنئي" من أن رد طهران سيكون قوياً بحيث يدمر المعتدين من الداخل.

يوم الاثنين الثاني من شهر كانون الأول رجحت صحيفة "ديلي ميرور" احتمال قيام الولايات المتحدة بشن غارة جوية على عشرات الأهداف النووية الرئيسية في إيران في غضون أسبوعين، وذلك في أعقاب سلسلة الاغتيالات التي هزت نظام طهران في العاميين الماضيين، ونقلت "ديلي ميرور" عن مصادر خاصة لم تسمها قولها: "إن الهجوم على إيران في حال وقع، سيكون بقيادة الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يحظى بدعم لندن حيث سيقوم خبراء عسكريون بريطانيون في الإشارة بمراقبة الاتصالات الإيرانية من محطة تنصت في منطقة البحر الأبيض المتوسط".

وهو ما رصدته صحيفة "ذا سيدني مورنينج هيرالد" الاسترالية في عدد الجمعة الرابع من الشهر نفسه، عن حجم المعلومات والتسريبات التي يتم تداولها منذ أيام حول وجود خطط لهجوم عسكري أمريكي– إسرائيلي قريب على إيران، نقلاً عن الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت احرونوت"،"ناحوم باريناً قوله بأن: "الشائعات تتزايد حول هجوم إسرائيلي على إيران، الأمر الذي من شانه أن يغير ملامح الشرق الأوسط، وربما يتقرر بناء على نتائجه مصير إسرائيل لأجيال قادمة".

وأضافت الصحيفة:"التقارير تقول أن الحكومة الإسرائيلية ناقشت أمس موضوع توجيه ضربة جوية للمواقع النووية الإيرانية خلال أسابيع، وأن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "أيهود باراك" يضغطون للحصول على تأييد داخل الأوساط الإسرائيلية، رغم أن وزراء كبار كانوا يطالبون بالتزام الحذر في هذا الأمر".

وفي نفس السياق توقعت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن توجه إسرائيل ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية نهاية العام 2011م، ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية بريطانية قولها، إن:" الاعتقاد السائد لدى حكومة لندن، هو أن إسرائيل ستعمل ضد المشروع النووي الإيراني عاجلاً وليس آجلاً وستتلقى دعماً لوجستيا أمريكيا لهذا الغرض" واستبعدت هذه المصادر حصول الكيان على دعم بريطاني مباشر لهذه العملية.

ثامناً: عام 2012:

نهاية شهر كانون الثاني نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن محلل عسكري إسرائيلي وهو "رعنان برغمان" أن قادة الكيان يرون أن الضربات الجوية ضد إيران ستؤخر البرنامج النووي الإيراني ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وأشارت الصحيفة إلى أن رعنان أكد بأن إسرائيل ستضرب إيران هذا العام، وتصريح المحلل العسكري يحمل وزناً كبيراً لأنه من بين قلة قليلة تختلط بأصحاب القرار هناك، ويجيب رعنان عن سؤال حول الفترة التي تلزم إيران لتطوير سلاح نووي، فيشير إلى أنها اقل من ثلاث أشهر، ويختم بأن إسرائيل لن تبلغ الولايات المتحدة بلحظة الهجوم إلا ضمن ساعة من موعد تنفيذه.

وفي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية صرح "رونين برغمان" تحت عنوان:"هل تهاجم إسرائيل إيران" بأنه التقى باراك هذا الأسبوع وقال له الأخير:" هذا قلق حقيقي، فالإيرانيون قبل كل شيء، أمة وضع قادتها هدفاً لنفسهم، هدفاً استراتيجياً، وهو محو إسرائيل من الخريطة" مضيفاً:" عندما قلت لباراك بأن التهديد الإيراني ليس وشيكاً، رد بغضب غير معهود، وقال إنه ونتنياهو جادون بطريقة مباشرة وملموسة فيما يتعلق بوجود دولة إسرائيل ومستقبل الشعب اليهودي".

بداية شهر شباط كتب الصحفي الأمريكي "ديفيد اغناطيوس" في عموده في صحيفة "الواشنطن بوست" تخوف وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" من أن تقوم إسرائيل بشان هجوم على إيران، بين شهري ابريل ويونيو المقبلين.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "تايمز" أن المخططين في الجيش الإسرائيلي يستعدون لشن ضربة جوية على المنشآت النووية مطلع الخريف، في خطوة يخشى البعض أن تؤدي إلى إغراق الشرق الأوسط في فوضى، وإلى انطلاق سباق تسلح جديد.

من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" بأنه يتوقع أن تشن إسرائيل هجوماً على إيران في الربيع، مؤكداً أن أمريكا تحدثت مع "تل أبيب" لإرجاء الخيار العسكري ضد إيران في ظل تعزيز العقوبات عليها، بينما تحدث "أيهود باراك" عن ضربة إسرائيلية من طرف واحد، مضيفاً:" من يتحدث عن وقت لاحق ربما يجد أن الوقت قد فات". بينما أشارت تسريبات من واشنطن عقب الزيارة التي قام بها رئيس الموساد الإسرائيلي "تامل باردو" لأمريكا، إلى أن إسرائيل قد تشن هجوماً مطلع ابريل المقبل.

في الوقت الذي أكد فيه المرشد الأعلى آية الله "على خامنئي" رداً على هذه التهديدات بأن إيران ستمضي قدماً في مشروعها النووي، موجهاً تهديدات صريحة إلى كل من إسرائيل وأمريكا، وواصفاً إسرائيل بالورم السرطاني الذي يجب استئصاله، وفي حال اندلاع أي حرب فإن خسائر الأمريكيين ستكون أكبر بكثير من الإيرانيين، ودعا صراحة إلى تشكيل تحالف إقليمي لضرب إسرائيل والقضاء على الصهيونية التي وصفها بأنها حالياً "أضعف من أي وقت مضى".

وهو ما ذهبت إليه صحيفة "ايكونوميست" البريطانية، مؤكدة أن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران تقترب شيئاً فشيئاً، رغم المحاولات التي تجري حاليا من أجل بدء مرحلة جديدة من المفاوضات مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني، مبنية تحليها على تصريح بانيتا بأن إسرائيل ستضرب إيران في ابريل أو يونيو.

يوم الخميس السادس عشر من شهر شباط صرح مدير وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية اللفتنانت الجنرال "رونالد بيرجس" في جلسة لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بأن إيران سترد إذا تعرضت لهجوم لكن من غير المرجح أن تبدأ أو تثير صراعاً، وأنه يعتقد بأن إسرائيل لم تتخذ قراراً بمهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي، مضيفاً بأنه يمكن لإيران أن تحاول أيضا استخدام إرهابيين في جميع أنحاء العالم.

يوم السبت الثامن عشر من الشهر نفسه، صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال "بيني غانتس" بأن إسرائيل ستتخذ وحدها قرار ضرب إيران" وذلك في مقابلة مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية العامة الأولى، معتبراً أن إيران لا تمثل فقط "مشكلة إسرائيلية" بل "مشكلة إقليمية دولية"

تزامنت تصريحاته تلك بزيارة "توم دونيلون" مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي إلى إسرائيل، لإجراء مشاورات مع كبار المسئولين الإسرائيليين بشان ملفات عدة من بينها إيران وسوريا ومسائل أخرى تتعلق بالأمن في المنطقة.

يوم الخميس الثالث والعشرين من شباط قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بأن الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريز" سيوضح للرئيس الأمريكي "أوباما" خلال اجتماعهما المرتقب بعد تسعة أيام في واشنطن، بأنه يجب على الدولة العبرية ألا تكون المبادرة لمهاجمة إيران عسكرياً، ومن المقرر أن يلتقي بيريز أوباما على هامش مداولات مؤتمر اللوبي اليهودي الأمريكي المؤيد لإسرائيل "أيباك"، وذلك قبل يوم من اللقاء الذي سيعقده رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس أوباما.

وفي التاسع والعشرون من الشهر نفسه، نقلت صحيفة " جمهوريت" التركة عن مصادر دبلوماسية بأنه إذا قررت إسرائيل شن هجوم على إيران، فإنه يحتمل أن يتم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في السادس من تشرين الثاني المقبل، مشيرة إلى أن الهجوم قد يكون لا مفر منه إذا لم تسفر العقوبات الاقتصادية ضد طهران عن آية نتيجة.

يوم الأحد الرابع من آذار الرئيس الأمريكي "أوباما" يعلن في منظمة "أيباك" عن استعداد بلاده لاستخدام القوة لمنع إيران من التزود بسلاح نووي، إلا أنه دعا إلى حل دبلوماسي للازمة مع هذا البلد، معرباً عن الأسف "لكثرة الكلام عن الحرب ضد إيران". وموضحاً أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية لم تخدم هذه التصريحات سوي إيران عبر رفع أسعار النفط الذي يوفر التمويل لبرنامجها النووي.

من جهته أعلن الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريز" في خطابه أمام لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" في واشنطن بأن الدولة العبرية ستنتصر إذا أجبرت على مواجهة إيران، واصفاً النظام الإيراني بأنه: "شيطاني ووحشي وفاسد أخلاقيا"، مضيفاً: " إن السلام هو دائماً الخيار الذي نعطيه الأولوية، ولكن إذا أجبرنا على القتال صدقوني سننتصر".

يوم الاثنين الخامس من آذار التقى الرئيس الأمريكي "أوباما" نتنياهو وتعهد له بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية التي تمثل خطراً على مصالح الولايات المتحدة وأمن إسرائيل والمنطقة بأكملها، وأشاد نتنياهو بإصرار أوباما على منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية.

ومن ناحية أخرى، قال "يوكيا امانو" مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة ليست على يقين من أن البرنامج النووي لإيران يخدم أهدافاً عسكرية، وأضاف: "أنه ليس بالإمكان التأكد من أن غياب مواد ونشاطات نووية لم يعلن عنها، يعني أن كل أنشطة إيران سلمية".

يوم الثلاثاء السادس من آذار من نفس الشهر تحدث "نتنياهو" أمام "إيباك " أكبر تجمع للوبي اليهودي في أمريكا، بأن:" إسرائيل انتظرت طويلاً كي يحل المجتمع الدولي مشكلة الملف النووي الإيراني وليس بوسعها الانتظار أكثر من ذلك" مؤكداً أن تل أبيب:" لن تسمح أبداً لمن يسعون لتدميرها بامتلاك وسائل تحقق هذا الهدف، وأن إيران المسلحة نووياً يجب أن يتم وقفها عند حدها".

بينما كان الرد الإيراني على لسان نائب وزير الخارجية "حسين أمير عبد اللهيان" في مؤتمر صحفي عقده في موسكو، بأن: "تصريحات نتنياهو حول إيران التي أطلقها بعد لقائه أوباما.. تشير إلى تخوف القيادة الإسرائيلية، وليس استعدادها لاتخاذ خطوات محددة ضد إيران" مشيرا إلى أن إيران تجري مفاوضات حول ومكان اجتماع "السداسية" الدولية وإيران.

بينما كانت المحافل الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تؤكد أن ضرب إيران قد يكون في آية لحظة بعد عودة نتنياهو إلى تل أبيب، وأن العميد "عميكيم نوركين" تسلم مهام منصبه كرئيس للوحدة الرئيسية في سلاح الجو الإسرائيلي، وهي الوحدة المسئولة عن العمليات التنفيذية والتدريبات والعمليات الجارية في سلاح الجو لضرب إيران، خلفاً للعميد "حغاي توفولنسكي" الذي سيتولى قيادة مقر هيئة السلاح، وهو ما أكدت عليه صحيفة "يديعوت احرونوت" من أن العميد "نوركين" هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يقود الخطة الفعلية لضرب إيران في حال خرجت إلى حيز التنفيذ، مستندة في ادعائها إلى أن العميد هو من خطط لمهاجمة المفاعل النووي السوري عام 2007م حيث كان يشغل وقتها رئيس قسم العمليات في السلاح الجوي.

ثم عاد نتنياهو ليؤكد يوم الخميس الثامن من شهر آذار بأن إسرائيل ستعطي العقوبات على إيران فرصة لتأتي بنتيجتها، وأنه لن يهاجم منشآت طهران خلال أيام، ولا حتى الأسابيع القادمة. وذلك في تصريح للقناة العاشرة التجارية الإسرائيلية قائلاً:" أنا لا أقف ممسكاً بساعة توقيت، فالمسالة ليست مسألة أيام أو أسابيع، لكنها أيضاً ليست مسالة سنوات، والجميع يفهم ذلك".

تزامنت هذه الزيارة التي قام بها مسئولون صهاينة إلى أمريكا، مع انعقاد اجتماع شبع مغلق وبعيداً عن الأضواء، في العاصمة التشيكية "براغ" لعدد من المسئولين الأمنيين التابعين مباشرة لصانعي القرار، وقد شمل الحضور مشاركين من الولايات المتحدة وروسيا ومعظم البلدان الأوربية الكبيرة، فضلاً عن الدول الخليجية، وخصوصاً إسرائيل، لمناقشة الملف النووي الإيراني، وذلك كما كشف عنه أحد المشاركين لـ"الأخبار" من أن اللقاء تمحور حول مداخلة إسرائيلية كانت موزعة بين جنرال وخبير نووي يهوديين، قدم فيه الاثنان قراءة متكاملة تركزت على الخلاصة التالية: " بأن إنتاج رأس نووي إيراني بات في مراحل شبه نهائية، وأن طهران باتت قادرة على إنتاج قنبلة نووية واحدة خلال أربعة أشهر، وإن مستوى التخصيب المطلوب بات في مراحل متقدمة، ويكاد يبلغ مستوى تسعين في المائة، الضروري لبلوغ مرحلة إنتاج السلاح النووي، كما جاء على لسان الخبير النووي الإسرائيلي.

وأما الجنرال الإسرائيلي فقد أكد بأن إسرائيل لن تنتظر أكثر من أربعة أشهر أو خمسة على ابعد تقدير لتوجيه ضربة مباغتة، لأنه بعد هذه المدة تدخل إيران فيما سماه بــ"منطقة أمان نووي وحصانة عسكرية" تجعلها بمنأى عن أي أذى فعلي لمنشآتها النووية من أي استهداف عسكري جوي.

يوم الجمعة السادس عشر من آذار وزير الخارجية الإيراني "علي اكبر صالحي" يؤكد بأن هجوم الكيان الإسرائيلي على إيران سيفضي إلى زواله، لافتاً إلى أن هذا الكيان أعجز من أن يتحدث عن هجوم لدرجة أنه غير قادر على الوقوف أمام إيران حتى لأسبوع واحد خلال حرب حقيقة، وذلك كما نقلت وكالة أنباء فارس عن صالحي قوله في مقابلة مع تلفزيون الدنمارك، بأن:" أي هجوم محتمل سيواجه رداً إيرانياً مؤثراً وساحقاً".

وحذر نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ "نعيم قاسم" من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيشعل المنطقة بأسرها، ومن الممكن أن يجر الولايات المتحدة إلى حرب.

يوم السبت السابع عشر من آذار وبعد انتهاء الغارات الإسرائيلية التي وجهت لغزة، والتي استمرت لمدة يومين وسقط خلالها ثمانية عشر شهيداً، قبل أن تعود حماس لتجديد الهدنة مع الجانب الصهيوني بوساطة مصرية؛ رئيس البرلمان الإيراني "علي لارجاني" يستخف بالتهديدات الإسرائيلية المتعلقة بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، مشبها إسرائيل بالكلب الذي ينبح ولا يعض، وذلك بمناسبة "المسيرة العالمية للقدس" التي انطلقت عشية يوم الأرض، مضيفاً:" إن إسرائيل لن ترتكب خطأ وتقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية.. وأن الكيان الصهيوني مني بهزيمة في وجه منظمة صغيرة، مثل حزب الله، واليوم هو لن يقامر بمصيره ويتجرأ على مهاجمة إيران".

وكان "محمود الزهار" قد التقى لارجاني هذا الأسبوع، وصرح له "لارجاني" خلال اللقاء، بأن هدف العدوان الصهيوني الأخير على غزة كان محاولة النظام الصهيوني إثبات وجوده، وحول وقف إطلاق النار قال لارجاني:" إن إسرائيل فهمت أنها تتعامل مع خصم قوي ولو لم توفق إلى وقف إطلاق النار، لمنيت بهزيمة أصعب من التي منيت بها في حرب لبنان الثانية" وذلك في رد من لارجاني على خطاب نتنياهو، الذي ضمنه هجوماً عنيفا على إيران، واتهمها بالوقوف وراء المواجهة الأخيرة مع غزة التي اعتبرها قاعدة إيرانية ودعا إلى اجتثاثها.

يوم الأحد الثامن عشر من شهر آذار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني "علاء الدين بورجردي" يصرح في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية جاء فيه، بأن:" البرلمان لن يسمح على الإطلاق بأن تتراجع الحكومة ولو خطوة واحدة إلى الوراء في السياسة النووية"، مضيفاً:" لقد استطاع الأمريكيون وحلفاؤهم أن يتأكدوا من أن الجمهورية الإسلامية في إيران نجحت بفضل شبابها العلماء من دون مساعدة دول أخرى في صنع الوقود الضروري للمحطات النووية".

ويوم الاثنين التاسع عشر من الشهر نفسه، نقل راديو "صوت إسرائيل" عن باراك قوله: "إن حلفاء إسرائيل في العالم بما فيهم الولايات المتحدة يؤيدون ألا تصبح إيران ذات قدرة نووية عسكرية، ولكنهم يدركون أيضاً أن إسرائيل تنظر بكل التأكيد إلى التهديد الإيراني بشكل آخر"، مضيفاً:" إن إسرائيل المسئولة الوحيدة عن تبني القرارات الخاصة بمستقبلها ومصيرها" متوقعاً أن تتواصل الهجمات من قطاع غزة على أهداف إسرائيلية، ومؤكداً بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة أي سيناريو.

ونقلت صحيفة "معاريف" في نفس اليوم بأن هناك مخاوف متنامية داخل المنظومة العسكرية للكيان الصهيوني تسيطر عليه إزاء قيام جهات معادية باختطاف ضباط إسرائيليين بارزين في الخارج. وأضافت الصحيفة ما مفاده بأن الأحداث الأخيرة كذكرى يوم الأرض، ومسيرة المليون نحو الحدود الفلسطينية إلى جانب التصعيد الأخير في قطاع غزة، جميعها تشكل خطراً على الأمن الشخصي للضباط والجنود في الجيش، والذين تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن طهران تسعى للمس بهم، رداً على عمليات تصفية علماء الذرة الإيرانيين من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي الموساد.

ترافق هذا مع تقرير نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسئولين أمريكان، طالبوا بعدم الكشف عن هويتهم، بأن الولايات المتحدة أجرت سراً هذا الشهر "محاكاة حرب" لتقييم انعكاسات أي هجوم إسرائيلي على إيران، أطلق عليها اسم "نظرة داخلية" أظهرت تخوف الولايات المتحدة من انعكاسات الضربة الإسرائيلية لإيران.

يوم الثلاثاء العشرين من آذار نفى "علي خامنئي" لجمع ضخم أمام ضريح الإمام الرضا في مدينة "مشهد" الشرقية، بمناسبة بدء العام الفارسي الجديد 1391 المعروف باسم "عيد النيروز" وسط هتاف "الموت لأمريكا"؛ بأن تكون طهران لديها قدرات نووية، أو أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية، محذراً من أن بلاده ستدافع عن نفسها إذا هاجمتها الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وفي السياق ذاته وجه الرئيس الأمريكي رسالة إلى الشعب الإيراني بهذه المناسبة مذكراً العالم بمحاولات النظام في طهران الحد من تدفق المعلومات داخل وخارج البلاد.

بينما حذرت روسيا من أن إيران لن يكون أمامها من خيار سوى إنتاج أسلحة نووية في حال تعرضها لهجوم أمريكي أو إسرائيلي بسبب برنامجها النووي، وذلك في حديث لوزير خارجية روسيا "سيرغي لافروف" لإذاعة "كوميرسانت" الروسية، موضحا بأن: "روسيا لا تدافع عن حليفتها ولكنها تحاول تجنب وقوع نزاع أوسع أو ربما سباق تسلح نووي في المنطقة" موجهاً انتقادا شديدا للرئيس الإيراني "احمدي نجاد" على تهديده المتكرر بتدمير إسرائيل، وأن: "هذا غير مقبول بتاتاً، ونحن ندينه بشدة، وأنه أمر غير متحضر ولا يليق بتاريخ دولة إيران".

وهذا غيض من فيض، من أبرز المحطات لأول حرب كلامية تجري بين أطراف تدعي وجود عداوة فيما بينها، استمرت عشرات السنوات، لم تشهدها حرب سابقة ولا لاحقة، تتكرر أحداثها سنة بعد أخرى، والتهديد نفسه دون كلل أو ملل، وتشغل الإعلام لا أكثر ولا أقل.

سكوت عن المشروع النووي .. مقابل:

يؤكد "بارسي" في كتابه "التحالف الغادر الإيراني الأمريكي الإسرائيلي" بأنه ومنذ الهجوم على برج التجارة الأمريكي، وضعت إيران نفسها تحت التصرف الغربي، من خلال عرض أرسله الإيرانيون عام 2003م عبر وسطي سويسري يدعى "تيم غولدمان" نقله بدوره إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وجاء في هذا العرض استعداد إيران بان تعترف بإسرائيل دولة شرعية، وتحويل حماس ونصر الله من مقاومين إلى جماعة منخرطة في العملية السياسية، مقابل أن يتغاضى الغرب عن المشروع النووي الإيراني، ولا يعترض عليه.

ولهذا لم يتم التعرض لهذا المشروع النووي كما حدث مع العراق، وقد تحولت كل من حركة "حماس" و"حزب الله" إلى حركات سياسية، تخلت عن المقاومة، وهو ما أكد عليه حسن نصر الله بعد هزيمته في 2006م والتي طبل الكثير وحاول إقناعنا بأنها نصر؛ بقوله:"إن هذه الحرب ستكون الأخيرة بينه وبين اليهود"، وهو نفس ما قامت به حركة حماس والتي قصفت منذ أيام وذهب ضحية القصف أكثر من عشرين شهيداً، وأصرت حماس على عدم العودة للسلاح وعودة الهدنة ووقف العنف، مع أن الضربة الصهيونية كانت كفيلة بان تنهي كل المعاهدات التي وقعت بين الأطراف، ولكن حماس كانت مصرة على ترك الجانب القتالي.

وسُلمت العراق على طبق من ذهب لعملاء إيران وأذنابها، بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، وأخذت الطائفية البغيضة تنضح من عملاء إيران، الذين اخذوا بملاحقة الهاشمي ومحاولة استئثار حزب الدعوة بالحكومة، وطرد البقية من هذه التشكيلة الطائفية العفنة، كما سلمت لبنان إلى "ميقاتي" الحليف المقرب لحزب الله وحركة "أمل".

وحتى الحصار الذي زعم الغرب بأنه مفروض على إيران فهو مجرد تضليل وخداع، فالسفن الإيرانية تتنقل براحتها، ويخرج الرؤساء الإيرانيون بكل أريحية، ونجاد يزور واشنطن أكثر من مرة ويلتقي يهود أمريكا، ويزور بغداد تحت حماية طائرات أمريكية، ويستقبل في المنطقة الخضراء عام 2007م التي تضم السفارة الأمريكية والبريطانية، وهو يرفع شعارات "الموت للشيطان الأكبر، والأصغر" بينما عندما فرض الحصار على العراق لم يخرج الرئيس العراقي "صدام حسين" من بغداد مطلقاً.

وهو ما يؤكد أكذوبة الغرب وعدم جديتهم بمنع إيران من إقامة مشروع نووي، والكلام عن فرض عقوبات على إيران، وحصار، مجرد أوهام، وأكاذيب.

التغطية عن مجازر بشار ومحاولة وأد الثورة السورية:

وأثناء الثورة السورية، تفنن اليهود والإيرانيين، بمعاركهم الدون كيشيوتية، والهدف منها التعتيم عن المجازر التي تجري داخل سوريا، ولفت أنظار الإعلام عنها، فبدأت بالسفن التي أرسلت إلى سوريا بداية العام الماضي، والتي وصلت بدورها إلى القذافي في ليبيا، وتهديدات جوفاء من اليهود لهذه التصرفات الرعناء، ثم عادت السفن هذه المرة إلى الأسد لمواصلة إبادة الشعب السوري، واستمر الصهاينة بتهديداتهم الجوفاء، بأنه يراقبون حركة السفن وجاهزون للرد، ثم جاءت معركة "مضيق هرمز" الكلامية، وتهديد إيران بإغلاق المضيق وضرب حاملات الطائرات الأمريكية، إذا دخلت إلى الخليج العربي، وأدت في النهاية لتحدي التهديد الإيراني، ووضع رأسهم بالرمال، بعد أن تبين أن تهديدهم ليس سوى أكاذيب، ودخلت حاملات الطائرات الخليج العربي دون أن تتعرض لهم الصواريخ الإيرانية بسوء.

ثم جاءت الضربة الأخيرة التي وجهت لغزة في الوقت الذي كان فيه بشار الأسد ينتهك أعراض المسلمات في حمص، لكي تصرف النظر عن الجرائم التي ارتكبها بشار في حمص وإدلب، وكان التهديد اليهودي مباشرة إلى إيران، ثم خمدت بإعادة تجديد هدنة عدم إطلاق السلاح بين الأطراف المتنازعة، وإذا لم تقدم إيران على أي خطوة عملية في مجزرة غزة السابقة، ولجمها الخوف هي وسوريا ولبنان، فما سبب هذا التصعيد، ولماذا وجهت التهمة لها مباشرة ولم توجه لحركة حماس، إلا إذا كان الهدف هو التعمية عن المجازر التي ارتكبت في سوريا!!

تخوف الحلف الإيراني واليهودي من سقوط بشار:

كان المفترض أن تستغل دولة الاحتلال الصهيوني، ما يجري في سوريا، بأن تقوم بعملية خاطفة، تضرب خلالها المشروع النووي الإيراني، ويقدم الغرب على التدخل بشكل مباشر في سوريا، لإسقاط هذا الحلف المزعوم، الذي يدعي الغرب واليهود أنه يمثل خطراً فعلياً ضدهم!!

ولكن ما حدث أكد من جديد أن العلاقة القائمة بين هذه الأطراف؛ علاقة تشارك لا علاقة عداء، فقد صرخ الأسد ورامي مخلوف وصرخ الإيرانيون وصرخ حزب الله، بأنه إذا سقط الأسد فإن أمن اليهود سيتخلخل، وستتحول المنطقة إلى كرة محترقة ستدمر كل شيء، والى زلازل يحرق الأخضر واليابس بحد وصف الأسد، وهو ما أكدته "كلينتون"من تخوفهم من وصول الأسلحة إلى حماس والشعب السوري في حال سقوط الأسد، وأكدها كذلك"عاموس جلعاد" رئيس الأمن القومي الصهيوني بتصريحه بأن سقوط الأسد سقوط دولتهم.

الإعلام جزء من التضخيم للعداء بين إيران واليهود:

ورغم كل هذه الحقائق تجد الندوات والبرامج والمحاضرات وعشرات التحليلات، وافتتاحيات الصحف، تعقد لتناقش متى سيضرب الصهاينة إيران؟ ومتى سيدمر مشروعها النووي؟ بالرغم من تكرار الحدث عشرات المرات، وكيف ستواجه إيران الخطر الذي يتهددها من قبل الغرب واليهود؟ والحديث عن كون إيران دولة مقاومة وتتحدى الغطرسة الغربية والصهيونية، وعلى رأسهم الحركات الإسلامية التي تتاجر بالدماء المسلمة على حساب مصالحها الشخصية، مثل حركة حماس الفلسطينية، حيث من أيام خرج المتحدث باسمها، "أبو زهري" في برنامج على قناة العالم يحاول أن يوضح موقف حماس من إيران وسوريا، وأن حماس لا تتنكر لدول المقاومة، ودورها في دعم حركات المقاومة، في تلطيف من جانب حماس بعد إعلانها خروج الحركة من دمشق.

وبظهور "أبو زهري" وكذلك " الزهار" الذي التقى لارجاني، إعطاء ثوب المقاومة والصمود لدول الخيانة، في الوقت الذي كان يجب عليهما وعلى غيرهما؛ أن يبينوا كذب هؤلاء المدعين، الذي لم يقدموا إلى الحركات الفلسطينية إلا الكلام، وعلى أرض الواقع مجازر إبادة للمسلمين في لبنان والعراق،وعلى رأسهم إخوتهم الفلسطينيين؛ وأن لا يخرجوا في برامج تؤكد أن إيران دولة مقاومة، وتحليل أكاذيب الحرب المزعومة على إيران ومشروعها النووي!!

الفضائح تؤكد وجود علاقات متينة بين إيران واليهود:

ما من إنسان مسلم إلا ويتمنى أن تكون الدول الإسلامية جميعها، دول مقاومة، تقاوم المحتل وتسطر لنفسها انعتاقاً من العبودية للغرب، وتكون كلمتها من رأسها وتفكيرها، لكن بشكل حقيقي، وليس ادعاء ومزاعم.

وهذا ما لم تقم به إيران ولا حلفها بأي وقت من الأوقات، إلا أن تتعاون مع الغرب بإسقاط الدول الإسلامية، وتحول نفسها سياجاً لحماية دولة الاحتلال الصهيوني، وتقيم العلاقات العلمية والتجارية والتسليحية مع الغرب، كفضيحة إيران كيت" زمن الهالك الخميني، حيث عمل الصهاينة على مد إيران بالسلاح خلال حربها مع العراق، في الوقت الذي يرفع به الإيرانيون شعار "الموت لليهود".

وفي 11 ابريل 2006م نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية خبرا قالت فيه: " إن وزارة المواصلات الإيرانية طلبت شحنة مؤلفة من 15 ألف جهاز إنذار من الصناعة الإسرائيلية، بوساطة من شركة صينية تسوق منتجات شركة "سونار" التي يقع مقرها في مدينة "رماته شارون" الواقعة شمال "تل أبيب"".

وفضيحة "عوفر كيت" بداية عام 2011م، والتي ذهب ضحيتها عوفر الملياردير اليهودي، لكي ينسدل الستار عن العلاقات التجارية القديمة بين إيران وشركات عوفر اليهودي والتي استمرت خمسة عشر عاماً كاملاً بين الصهاينة وإيران، ثم جاءت فضيحة إرسال معدات الكترونية صهيونية لإيران لمراقبة الانترنت، ومنع أي ثورة قد تقوم ضد الآيات في إيران، كما كشفت عنه صحيفة هاآرتس مؤخراً.

وفي الوقت الذي تشتعل به نذر حرب كلامية جديدة بشان شن هجوم يهودي على المشروع النووي الإيراني، وتهديد إيران بأن تمحوهم من الخريطة، كشفت وسائل الإعلام الصهيونية منذ عدة أيام عن تعاون جديد الجانب الإيراني والجانب اليهودي، فقد ذكرت الإذاعة العامة الصهيونية الناطقة بالعبرية يوم الخميس الخامس من آذار 2012م عن إقامة جهاز "مسرع للجزئيات الالكترونية" في الأردن، يشارك به كلاً من إيران وتركيا، تمت فيه الموافقة على تمويل هذا المشروع، وأن كلاً من هذه الدول ستدفع مبلغ خمسة ملايين حتى عام 2015م لتمويل إقامة هذا المشروع العلمي الضخم، مشيرة إلى أن هذا المشروع سيكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. 

ما يحدث هو جزء من شراكة وليس عداء:

وبدل أن يستغل اليهود ما يحدث ويصفوا حساباتهم مع دول المقاومة المزعومة، ويعملوا على الإطاحة بالأسد، كان "عاموس جلعاد" يصرح: بأنه إذا سقط الأسد فإن دولتهم ستسقط، ويطالب "باراك" الأمريكان بتخفيف لهجتهم ضد الأسد، لأنهم لم يجدوا بديلاً يحل مكانه، بينما يصرح "أوباما" بتخوفهم من أن تنتشر الفوضى في المنطقة إذا ما قام اليهود بضرب المشروع النووي!!

فهل هؤلاء أعداء بالحقيقة، أم حلفاء بالحقيقة والخفاء، وكأن الحديث عن سادة وعبيد، ولسان حالهم يقول: "إذا سقطت تلك الدول التي تدعي عدائنا، فإن أمن المنطقة سيتخلخل، والأسلحة التي لا خوف عليها في وجودها بيد هؤلاء الحراس، ستتحول إلى خطر إذا خرجت من أيديهم ووصلت إلى الشعوب المسلمة"

هل ستكون هناك حرب أم تحالف علني؟!:

ما أتمناه أن يكون هناك عداء على الحقيقة، وأن يقدم الصهاينة على ضرب هذه المشروع الذي يخيفهم، وليس هذا فحسب، بل لا أريد أن يصمت الإيرانيون ويختبئوا في مخابئهم، كما فعل "حسن نصر الله"، ينتظرون انتهاء الغارات ليخرجوا ويعلنوا بأن هذه هي الحرب الأخيرة بينهم وبين الغرب، وأن هذا التحدي هو التحدي الأخير، وأن لا يصمتوا ولا يتراجعوا عن تهديدهم، كما فعلوا ولاذوا بالصمت بعد أن تحدتهم حاملات الطائرات ودخلت مضيق هرمز، وإنما أتمنى من الإيرانيين أن يردوا الصاع صاعين، ويرسلوا صواريخهم التي يزعمون وجودها إلى الأمريكان واليهود، ويجعلوا منهم أثراً بعد عين، وهذا لن يحدث أبداً.

وننتظر الآن مرور الأربعة أشهر –كما أكد عليها اليهود – والتي تفصل بين هجومهم على المشروع النووي قبل أن يتمكن الآيات في إيران من الحصول على السلاح النووي، قبل أن تنكشف مساحات الكذب والخداع، وبعد انتهاء هذه الأشهر الأربع، نريد من جميع الذين يروجون لحصول الضربة الوهمية بأن يصمتوا وأن يبتلعوا ألسنتهم، لأن الأطراف جميعها متفقة، ولن تكون هناك أية حرب بين حمير اليهود والصليبين وأسيادهم أبداً.

والمتوقع أن يسقط الأسد قبل هذه الأربعة الأشهر، أي قبل نهاية الشهر الخامس وبداية الشهر السادس، وقد يكون يوم إعدامه يوم العاشر من شهر حزيران اليوم الذي نفق فيه الفاطس "حافظ الأسد" وهو نفس اليوم الذي باع به الجولان، وسيشهد بعدها تحالف علني من "حزب الله" مع الصهاينة، كما أكد عليه الشيخ "صبحي الطفيلي" وبين أن هذه الأحاديث تنتشر في الأوساط الشيعية في حال سقوط الأسد، وعندها سيظهر التعاون الإيراني الصهيوني بشكل علني وواضح.