مقتل ثلاثة اشقاء برصاص قريب لهم في جريمة ثانية تشهدها محافظة عمران خلال يوم واحد توكل كرمان تسلم الأفغانية نيلا إبراهيمي جائزة السلام الدولية للأطفال 2024 أردوغان يحذر المنطقة والعالم من حرب كبيرة قادمة على الأبواب منتخبنا الوطني يصل البحرين للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز للتنس وكلاء المحافظات غير المحررة يناقشون مستجدات الأوضاع ومستحقات المرحلة وتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟ عاجل: مقتل جندي حوثي شمال اليمن وسرقة راتبه وسلاحه في جريمة هزت المنطقة المنتخب اليمني يطير إلى ماليزيا لإقامة معسكر ومباراة ودية استعداداً لكأس الخليج تفاصيل هجوم للحوثيين استهدف سفينة تركية.. ما حمولتها وأين كانت متجهة؟
الثورة السلمية في طبيعتها تختلف عن الثورة التي تستخدم القوة في احداث التغيير وذلك أن الثورة السلمية عملية متدرجة تشمل مراحل متعددة من عمليات التفكيك لقيم ومكونات النظام الفاسد وإحلال قيم المساواة والكفاءة وصولاً للتغيير الشامل. وإدراكاً لهذه الحقيقة فإن قوى التغيير يتحتم عليها في كل مرحلة أن تدرك وبشكل جيد طبيعة المرحلة الراهنة ومن ثم تعمل وفق المعطيات الجديدة والبناء علي ما تم تحقيقه لا أن تظل تدور في نفس الحلقة. إدراك هذه الحقيقة مهم بشكل كبير من أجل اختزال الوقت وتوجيه الطاقات بشكل جيد نحو الهدف الرئيسي، وخصوصاً أن الأنظمة المستبدة عادة ًورغم إدراكها لنهايتها تحاول أن تشتت الجهود وتخلط الأوراق ربما علي الأقل حتى تفسد فرحة الإنجاز .
في الوقت الذي لا يمكن اعتبار تشكيل حكومة التوافق نهاية الثورة أوتحقيقاً لأهدافها في التغيير الشامل فانه بلا شك لا يمكن تجاهل الموضوع وإعتباره أمراً لا يخص الثورة وإنما يجب التعامل معه باعتباره مرحلة جديدة وطور مختلف لعملية التغيير في الوضع السياسي في اليمن ومن ثم التعامل معه بشكل واقعي والإنطلاق من هذه المرحلة نحو المراحل الأخري. يخطئ من يظن أنه كان يمكن الوصول لنفس الهدف عندما عرض صالح المشاركة في الحكومة سابقاً. فاليوم وعندما يجلس الوزراء الجدد علي كراسي الوزارة لن يكونوا مضطرين للتفكير كثيراً قبل اصدار التوجيهات والقرارات لمعرفة مدى رضى الزعيم عن هذه القرارات ولن يمضوا الكثير من الوقت متوجسين من عسس صالح وأذرعه داخل الوزارة الذين ينقلون له كل حركات الوزير، لأنهم اليوم يجلسون في كراسي الوزارة نتيجة لضغط الشارع واستجابة لمطالب الشعب، لكنهم من جهة أخرى تحت عين الشعب الذي يراقب مدى قدرتهم علي ترجمة أهداف ثورة التغيير في الواقع العملي .
إصرار بعض الثوار علي التعامي عن طبيعة المرحلة وعدم التصديق بأن الثورة قد أزاحت صالح من المشهد السياسي وتكرار أنه سيستمر في الحكم ،كل ذلك بمثابة عدم الثقة في النفس وتهويل لقدرات صالح في المرواغة واللف والدوران. وفي نفس الوقت فإن في ذلك تعطيل للطاقات وإهداراً لها بدلاً من الإنطلاق نحو المرحلة اللاحقة في عملية التغيير وبناء اليمن الجديد. ولعل من أهم الإنجازات التي يجب التقاطها والعمل عليها هو التحول الحادث في معسكر الموالين للنظام من عامة الشعب وكذلك بالنسبة للفئة الصامتة فجوهر الخلاف معهم انتهى برحيل صالح وأصبح التغيير الان والقضاء علي الفساد مطلب للجميع ولذلك فإن انضمامهم لقوى التغيير سيسرع عملية البناء والإنتقال نحو الدولة الجديدة .
يبدو إعلام الثورة اليوم مازال متأخراً عن مواكبة المرحلة الحالية للثورة وحشد الطاقات وفق متطلبات اللحظة والتي تقتضي مزيد من التوعيه بأهداف التغيير من حيث الحرية وتحقيق المساواة ومحاربة الفاسدين وبناء يمن جديد. لا بد للإعلام الثوري من تجاوز عقدة صالح واستمرار تذكير الناس به وكأنه مازال يمسك بمفاصل الأمور وعائد للصدارة بعد أن يتمكن من الإلتفاف علي المبادرة. وإنما الأصل في إعلام الثورة أن يساهم في نسيان صالح ويعمل على توجيه الناس لبناء دولة النظام والقانون التي عندئذ ستعيد لكل ذي حق حقه وفي مقدمتها حقوق الشعب طيلة الفترة الماضية بما فيها دماء الشهداء التي لا يسقطها أي تشريع .
اليوم يتحتم على اليمنيين جميعاً أن يدركوا في أعماق أنفسهم أن فترة صالح قد ولت وها نحن الآن في مرحلة مختلفة لا ينبغي فيها إضاعة الوقت في الخوف والتردد ومن تأخر فلا شك أن قطار التغيير السريع سيفوته كما فات صالح يوم أصر علي قلع عداد الرئاسة فقلع الشعب نظامه مع عداده .