من اروقة الإصلاح 2
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 30 يوماً
الإثنين 20 إبريل-نيسان 2015 04:19 م

أي تنظيم أو حزب أو جماعة أو .... الخ ، لا يسود ويتقدم إلا إذا توافرت فيه عوامل النهوض والإستمرار ، وبقدر ضعف هذه العوامل يكون الضعف بمستواها (( الإصلاح نموذجاً ))

العامل الاول :  يمثل فيه الشباب أكثر من ٨٠٪

العامل الثاني : تكون له قيادة حكيمة تحافظ عليه وترتقي به

العامل الثالث : يلتزم الشورى قولاً وعملاً

العامل الرابع : يشجع النقد والنصيحة

العامل الخامس: يكون له كوادر في جميع المجالات

العامل السادس: ينتشر على جميع الرقعة الجغرافية

هذه عوامل التنظيم أو الحزب ... الخ ، الذي يمكن أن يحقق نهضة للمنطقة التي يتواجد عليها أو يعيش فيها

، كما تلاحظ أنني لم اتعرض للعوامل الشائعة في الدراسات والبحوث والكتب التقليدية ، مثل الرؤية الإستراتيجية والخطط طويلة الأمد والقصيرة ، أو الخطط الإستراتيجية أو التشغيلية ( التكتيكية ) وغيرها ، وخاصة الغير منظورة حتى لا نُكثر الجدل ، هل هي موجودة أو غير موجودة ؟! والى أي مستوى تنظيمي تنزل هذه الخطط ، وغير ذلك من الجدل الذي ما احببت الدخول فيه .

-- ناتي بعد ذلك الى محاكمة الإصلاح على ضوء تلك العوامل ثم سنختم ببعض ماقيل عنه لتتضح الرؤية أكثر :

سأترك الحكم لكم على البند الاول ، فهل الإصلاح يتمتع بحيوية الشباب ؟! وهل هذه الفئة تمثل فيه تلك النسبة ؟!

أجزم صادقاً أن شباب الإصلاح هم سر نهضته ، وعنفوان نشاطه ، وذروة سنام مجتمعه ، فهم قيادات فاعلة في ميدان العمل ، لا يتنافسون على المواقع -وان كان ذلك حق من حقوقهم - وإنما يتنافسون في الميادين طاعة لله ، وطلبا لمرضاته ، ولايهمهم أن يكونوا في المقدمة او المؤخرة ، بل يعيشون مثل خلية النحل يعملون ليل نهار، متمثلين بقول الشاعر:

اذا قيل هل من فتىَ خلت انني

عُنيت فلم أجبن ولم أترددِ

تحتار في أيهم تقدم ، حينما تريد واحد لعمل ما ، أو موقع ما ، فكلهم شموس يصلحون لكل تلك الأعمال وجميع المواقع ، يسمعون لكل من تحمل المسؤولية ، ليس في تربيتهم الطاعة العمياء بل المبصرة ، لايرون مايراه إخوانهم الصوفية "كن كالميت في يد مغسله "، ولكن ديدنهم إبداء الاّراء والمقترحات بكل تجرد ومصداقية ، فإذا أجمع الغالبية على رأي رمى برأيه عرض الحائط وتبنى الرأي الذي أقرته الأغلبية ، ويعمل لذلك الرأي وكأنه رأيُه ، بل يراه الرأي السديد ، لأن

رأي الجماعة لا تشقى البلاد به

رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها

حتى ولو كان رأيه الأرجح ، لكنه يرى في رأي الجماعة البركة ، وأقول ليس للشباب من الرجال فقط ،وولكنني أعني بها الذكور والإناث . تـَتَقَالُّ نفسك أو تحتقرها عندما تستمع الى نقاشاتهم ومقترحاتهم ، وكل يطرح رأي من زاويته ويوضحه ويجلّيه ،حتى يخيل إليك انه الرأي الصائب ، والرؤية الراجحة ، ولن يصوتوا على غيره ، فيأتي الأخر ، ليطرح من زاوية اخرى ، فتقتنع بهذا الرأي ، وتسير متذبذبا بين هذا وهذا ، لقوة الطرح ، وبيان الحجة ، وكل منهم ألحن بحجته ، لا مثيل لها إلا في مناظرة أدبية بين فطاحلة الأدب من العرب الأقحاح ، وتغمض عينيك لتحلم أنك لا تعيش في هذا المجتمع ، بل تعيش في شعب كله أدباء وعلماء وحكماء ، ليس للجهل في مجالسهم مكان ، وليس للشيطان بينهم مجال ، تود لو أنك تقبل الثرى الذي يعيشون عليه ، قد تقول : انني مبالغ !! قل ماشئت ، ولكن جرب أن تحضر أو تعيش هذه المحاضن ، لن تستطيع أن تعيش بغيرها بقية حياتك ، جرب ثم إحكم .

 

أما العامل الثاني ، فقد تحدثت في مقال سابق عنه ، وهنا أشير إشارات بسيطة ، فهل سيصل الإصلاح الى ما وصل اليه إلا بوجود قيادة حكيمة تٓمٓثّٓلٓ فيها حديث الإيمان يمان والحكمة يمانية ؟! ، يتخذون القرار المناسب في وقته المناسب ، ولا ينسيهم ذلك عن وضع البرامج والخطط للإرتقاء بالصف ، وتنمية مهاراته ، ومتابعة تلك البرامج في كل الظروف وعلى كل الأحوال ، لايشغلهم عن هذا كثرة الإشكالات وتقلب أحوال البلد ، يُسـٓيِّرون كل شيئ في مجاله ، يناقشون الأوضاع ، ويضعون لها الحلول ، ويستشرفون المستقبل ، ويعملون له البرامج حتى لا تفاجؤهم الأحوال ، فيرتبون لكل حال وضعه ، دون أن يطغى الإستراتيجي على التكتيكي ولا العكس ، وهكذا تراهم في جميع أمورهم ، تابع معي سيرة الأصلاح في جميع مراحله وستكتشف ذلك بنفسك ، ذكر احد وزراء المؤتمر السابقين في إحد المقابلات حيث قال : تأتي العاصفة فأتوقع أن هذه ستعصف بالإصلاح ، وبعد مرورها انظر ، فإذا به قد تقدم الى الأمام ، ولم يتوقف في مكانه فاستغرب ذلك؟!! . اكتفي بهذا القدر في هذا العامل .

الشورى : كثير من الناس يلومون الإصلاح في هذا الجانب ، ولا يعرفون ان هناك أسس إتخذها الإصلاح في هكذا موضوع ، اولاً ،أنه تنظيم لا مركزي ، فعلاقة الأمانة العامة بالمكاتب التنفيذية شبه فنية ، ربما تتوقف على الدعم اللوجستي وهكذا علاقة المكاتب التنفيذية بالفروع قريبة من هذا مع زيادة بعض الشيئ في الصلاحيات ، والفروع هي المسؤولة عن ميدان عملها من جميع الوجوه

القيادة ايضا جماعية ، فمهما اوتي الشخص من الكاريزمية فانه لا يستطيع أن يسير الأمور ، إلا باقرار من القيادة الجماعية ، وفي كثير من المواقف لا يمرر رأي المسؤول إلا إذا إتفق الجميع ورأوه صائباً ،

ناهيك عن الهيئات ، مثل مجلس الشورى ، وهيئات الشورى المحلية ، وغيرها من الهيئات قد يحدث تقصير هنا او هناك وهذا لا يصل لدرجة الخلل وهكذا .

النقد : النقد بشكل عام ظاهرة صحيه لها أسس من السيرة ، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لاخير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نقبلها " ، هذه نظرة الإصلاح لها ويقبلها من أي كان ، ناهيك عن تشجيعها داخلياً ، وهناك تكييف لهذا النقد ، فعندما يأتي من احد الشباب العامل النشط يسمى نصيحة ، وإذا جاء من غير ذلك فهو نقد بناء ، ولا شك ان أي احد يكثر النقد ، قد يستفاد منه ، ولكن المباح إذا كثر قد يدخل في دائرة المكروه ، وكما قيل : " مازاد عن حده إنقلب ضده " ، ولا أظن ذلك موجوداً لدينا لسبب واحد فقط ، فجميع الأفراد منهمكين في العمل وليس لديهم الوقت لكثرة النقد وإذا صدر منهم شيئ من ذلك فهو من باب النصيحة ، وقل أن تجد فيهم مكثراً ، فَلَو تابعت المكثرين تجدهم أكثر فراغاً ، وهذا ليس موجود لدينا ، فإذا وجد فنادر والنادر لأحكم له ، وعلى كل يجب ان يستفاد من كُلٌّ ما يقدم ، وهذا نهج الإصلاح ، ويخضع للنقاش والحوار والتحليل ، ويضع بعد ذلك كل نقد أو نصيحة في نصابه .

قبل أن اختم مقالي أستشهد بمقال للمناضل السبتمبري المستقل الوزير السابق يحي العرشي حيت قال :

اتضح الآن ، أن الإصلاح هو الركن الذي كان يحفظ اليمن والدولة ، ويقود الأحزاب .

ولما تم التخلص منه ... انتهت الدولة وسقطت اليمن .

وانا أقول جازما لن يستطيع أن يعيد الدولة ، ويستعيد اليمن إلا الإصلاح ، اذا سلمت له الأحزاب قيادة المرحلة القادمة

وقبلت به دول الإقليم ودعمته دعماً صادقاً ، من أجل إستعادة الدولة والجمهورية ، وإعادة اليمن من حضن ايران الى الحضن العربي .

ولذلك أقول للإصلاحيين تأهبوا ، المرحلة مرحلتكم ، واليمن تنتظركم ، هذا طبعاً إذا صدقت الأحزاب في إعطائكم قيادتها ، وقبلتكم دول الإقليم ، أما إذا لم يتوفر لكم هذان الشرطان.،فناموا وكونوا ارباب ابلكم ولليمن رب يحميها .

الى هنا نتوقف والبندين الآخرين اجعل الحكم فيها لكم ، من باب ماقل ودل ، وحتى لا ينسي آخره أوله ، أتمنى أن أكون قد حاكمت الإصلاح محاكمة عادلة ومحايدة ، وفي الأخير هي إجتهادات بشرية ، ستعجب البعض ولا تروق لآخرين .

أتمنى لي ولكم التوفيق والى لقاء قادم في تحليل سياسي ، الى ذلك الوقت أتمنى لي ولكم السداد في القول والعمل .

لمزيد من التفاصيل تابعوا صفحتنا على الفيس بوك   هنــــــــــــا

عبدالله محمد شمسان الصنويالإصلاح .. الرابح الأكبر
عبدالله محمد شمسان الصنوي
مشاهدة المزيد