المهمة الأخيرة لعلي البخيتي !
بقلم/ سام عبدالله الغباري
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 20 يوماً
السبت 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 05:09 م
المهمة الأخيرة لعلي البخيتي !
- سام الغـُـباري
.. عزيزي علي :
- أنت الآن في الرياض ، عاصمة المملكة العربية السعودية التي كنت تذمها ، وتقول عنها ومن بداخلها من اليمنيين المستضعفين أقسى الألفاظ ، واتهمت كل من بداخلها بالعمالة والإرتزاق ، إلا أنها السياسية – قاتلها الله – تقول ما لا تفعل ، وتظهر ما لاتبطن ، وتتحالف على رؤوس من لا يجوز إيذائهم ، وتدخل في بلد لا شأن لي فيه إلا أني ضيفٌ كما أنت فيه الآن ، وقد كانت الشقة بيننا تتسع ، والخصام يزداد إلى أن ضُـرِبت على رأسك بالفخار الذي يصنعه زميلك ضيف الله الشامي ، وقد كنت تريد لها أن تكون أكثر من ذلك ، لكنهم واجهوك بنساءهم ، ولا أدري لِمَ فعلوا ذلك ، ولكنه حُـسن تقديرهم كما يبدو ! .
- منذ حط رحل طائرتك وترجلت إلى فندق (العمالة) و أنت تكرر علينا في صفحتك بفيس بوك مبررات صناعة السلام في اليمن ، وتريد أن توهمنا وتضلل متابعيك الذين لا يكفوا عن شتمك بالخيارات السياسية الناجعة مع الحوثيين ، وأنها سبيل الشراكة من أجل مستقبل أفضل لليمنيين ! .
- أنت لا تدعو إلى إبادة الهاشميين ، وأنا كذلك ، وعلي محسن والزنداني وحمود المخلافي ، وكل المظلومين الذين وقعوا تحت بأس الهاشمية النازية لا يفضلون أي نهاية مأساوية لهم ، لكنك لا تختلف معهم ، ولن تختلف عنهم ، لقد جئتنا لإدارة طريقة التبشير الجديدة بهم ، إنقاذ ما يمكن للحفاظ على الهاشمية ، تكرار كارثة انقلاب فبراير 67م ، لا لن يحدث ذلك يا عزيزي ، فمن غير المعقول أو المقبول إعادة تذخير الهاشمية من جديد ، وجعلها مسدساً يهدد رأس الجمهورية مرة أخرى ، فلولا عاصفة الحزم لما جئتنا إلى الرياض متحولاً ، ولما اعترفت بمظلوميتنا وطغيان من كنت تختال في شوارع العاصمة تحت حمايتهم ، ولا بأي حق أو باطل لنا أو علينا .
- لا يجوز وصف الحوثيين بأي لقب سياسي ، فهم ليسوا كذلك ، مجرد لصوص ومجرمين ، لا فرق بين "عبدالسلام صلاح فليته" الشهير بإسم "محمد عبدالسلام" وغيره من المجرمين الذين قَـتَـلوا شوارع تعز ، ودكوا بأس عدن ، وشردوا أهالي خُـبزة ودماج وصنعاء وعمران ، لا فرق بين من قتل جنود اليمن في الحروب الست الماضية ، وبين أي مغرور كان يحكم بهم ويتحرك بحرسهم الثوري إبتداءً من صعدة ومروراً بصنعاء وغيرها من المحافظات .
.. عزيزي علي :
- لم يحمك أحدٌ في صنعاء سوى أولئك الذين تصفهم اليوم باللصوص والمجرمين ، وقد كنت تعرف أنهم كذلك وأكثر ، مُـذ كان أبوهم زعيم عصابتهم ينادي بالصرخة المميتة التي ورثها عنه أولاده أحفاد "أبي لهب" ، ومازالوا كما هم منذ عرفهم الشيطان ، ومنذ أستهوتك تفاحتهم التي أخرجتك في الأخير من الجنة على يد رفيقك اللدود "علي العماد" . وعلى وقع صواريخ التحالف استعدت جزء من الفكرة الرهيبة ، وجئت بالمهمة الأخيرة والمستحيلة لإنقاذ ما يمكن ، والتفكير في مشروع "لبناني" آخر يُـطبّق على اليمن ، ويوزّع المناصب السيادية والقيادية بحسب الهوية الطائفية والمناطقية ، ويغرس خنجر "أنصار الله" في قلب صعدة التي يساق عيالها كل يوم بالمئات إلى سجون من تناضل لحمايتهم سياسياً !.
- وما السياسة إلا فن الممكن ، وليس فن الإنقلاب والإعلانات الدستورية المرذولة ، وليس كل ما كان من اختطاف وقتل وتشريد وتمزيق وتدمير وذبح وسحل ونهب وتهجير .. لقد سُحقت أعراض اليمنيين وبيوتهم ، وسُـلبت إرادتهم ، وصودرت سلطتهم ومرتباتهم ، وأستُـولي على مقدراتهم ونفطهم وغازهم واحتياطاتهم من العملة الصعبة ، فمع من تريدنا أن نتحاور ؟! مع أبو علي الحاكم الذي لا يترك سلاحه ، أم مع صلاح العزي الذي ينام مع المذكور آنفاً على فراش واحد ! ، أم معك وكل من في صفحتك من الأصدقاء والمتابعين يشنقونك شتماً وتعريضاً وتحريضاً ! .
- الحوثيون ليسوا شيء ، إلا أنهم بؤرة للفساد والقبح الديني الطائفي ، تخريج مقزز لآفة تاريخية بشعة شاء لها الله أن تُـظهِر أنيابها وتفتك باليمنيين ، وتُعلِمهم كيف تكون السيطرة الدينية على الحكم والسلطة والثروة وهماً لا يمت إلى الإسلام بصلة ، وكيف يكون الإنقلاب على الجمهورية والمزايدة على الدولة قدراً مأساوياً نصنعه بأيدينا ، فيأتي من لا يحمد الله و لا يعرفه لدك حصون صنعاء وإمعان سيفه في جسد الأمة المكلومة .
- كل ما تريد قوله مباح ، من مثل ما تتحدث ، عن خطاب السلام ، عن إبنك غاندي ، و مستقبل اليمن ، وتجربة لبنان في الحرب الأهلية ، لا بأس .. إلا أن تقول أنك مناضل أصيل ضد الحوثيين ، وأنهم مارسوا قمعهم عليك بآنية من الفخار ، ونهبوا بطانية زيتية ممتلئة بالقمل كانت مخزنة في غرفة مرافقيك ، لتجعلها دليل إدانة ورمزاً للقهر والتعسف !! ، مثلما حوّلت عمارة المسكين " محمد العماد" إلى رمز للفساد "المحترم" للحوثيين ، وتغاضيت "عمداً" عن أُمهات كوارث الفساد التي يمارسونها بشبق إمراءة صهباء لا تعرف الملل ، فأرجوك لا تجعلني أنتحر على رأس برج المملكة ، وأتدلى كالخراف المعلقة ، فها أنا أكرر لك ولكل من يقرأني الآن أن السياسة ليست ذراع الحرب ، غِطاؤك السابق لحروب الحوثيين بداخل مؤتمر الحوار الوطني لم يعد مجدياً أو مُقنِعاً الآن ، تغيير المقعد والدولة لا يعني أنك لم تعد موظفاً محبوباً لدى الإيرانيين أو الهاشمية السياسية ، لا ياعزيزي .. الحوثيون سلالة غير طاهرة من الإنقلابيين الذين اغتالوا الجمهورية والوحدة واحتلوا اليمن بأفكار طائفية عبر الخيار الحربي الميليشاوي ، وكل ما يمكن أن يحدث من تسوية معهم 
هو إذعانهم غير المشروط للقرار الأممي 2216 ، وعودتهم إلى قراهم آمنين مطمئنين ، واستعادة الدولة لجهدها الحربي وأدواتها الأمنية والعسكرية والسياسية . عليهم أن يغادروا فقط ، ويتركوا دباباتنا وصواريخنا ويعودوا الى فراشهم بهدوء ، ولن يلاحقهم أحد ، وقبل أن تُـعلِمنا معنى التسوية ، اقول لك أننا لسنا أمام تيار سياسي ، نحن أمام مجموعة من المتحولين الدمويين ، أمام كارثة بيئية ، طفح مفاجئ في براميل نفايات التاريخ ، و لإزالة الرائحة يجب استيراد كل مكائن النظافة وأدوات التطهير ، مثل هذه الحالات غير النظيفة لا يجوز معها التسوية ، لأن الرائحة ستبقى ! .
* * *
- لصناعة السلام في اليمن طريق وحيد يمر من باب اليمن ويصل دار الرئاسة ثم القصر الجمهوري ، فمحطة الأزرقين ، وصولاً إلى عمران ، ثم صعدة لينتشر على جبال وكهوف ضحيان وصولاً إلى جرف إبن بدر الدين الحوثي .. استعادة الدولة أولاً ، سلماً أو حرباً ذلك هو الهدف ، فمثلي لايستطيع اليوم العودة إلى بلده ، وأنا كاتب لا زاد لي سوى الكلمات ، كل العصابات الحوثية ترقب لحظة وصولنا ، ليس لنا لصوص حوثيين يرافقوننا ، يتعربشون على عربة مدرعة ، وخلفنا سيارتين عليها 26 جندي من الأمن المركزي يحمون ظهورنا ، ليس معنا 150 مليون ريال من سوق المهيوب التجاري ، ليس لنا أمل إلا أن تعود الدولة بكامل هيئتها ، ونفسيتها وهيبتها .. فتلك معركتنا التي لن نتنازل عنها ، ولو لم يبق في هذا العالم رجل يقاتل الحوثيين ، لكان أنا .
.. وإلى لقاء يتجدد .