آخر الاخبار

مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور ويبدأ بهيكلة رئاسة الوزراء.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران انفجاران بالقرب من سفن تجارية قبالة سواحل اليمن محكمة في عدن تستدعي وزير موالي للإنتقالي استخدم نفوذه ومنصبه في ظلم مواطن العليمي يضع الإمارات أمام ما تعانيه اليمن من أزمة اقتصادية

من روائع النهضة العلمية في اليمن1
بقلم/ القاضي محمد بن إسماعيل العمراني
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 26 يوماً
الثلاثاء 21 سبتمبر-أيلول 2010 05:04 م

لقد ظن كثير من العلماء أن العلوم الإسلامية قد ضعفت في العصور المتأخرة ضعفا عظيماً وأنه سادها الجمود وعدم الابتكار كما سادها التقليد بتحريم الاجتهاد المطلق في مسائل الشريعة المحمدية وأصحاب التقليد لأحد الأئمة المتقدمين ولا سيما في العصر العثماني الذي يبتدئ بالسيطرة التركية على العالم العربي وينتهي بالاستعمار الفرنسي للديار المصرية الذي أعقبه استقلالها عن السيطرة العثمانية استقلالا ذاتيا ثم كانت النهضة العلمية الحديثة التي كان من أبطالها السيد جمال الدين الأفغاني وغيره من العلماء والمصلحين الذين قاموا بتنبيه الأفكار إلى الحرية الفكرية وترك التقليد للأسلاف في كل مسألة علمية بدعوتهم الإصلاحية هكذا ظنوا لعدم وقوفهم على ما أنتجته أقلام علماء اليمن في العصر العثماني الراكد فهم في ظنهم معذورون.

* من علماء اليمن المجتهدين:

الواقع أن اليمن وهي التي أنجبت السيد محمد بن إبراهيم الوزير مؤلف كتاب (( إيثار الحق على الخلق )) ذلك المجتهد المطلق وأمثاله من العلماء المستقلين الذين أنجبتهم اليمن فكانوا علماء الإسلام المجتهدين وفقهاء الشريعة المجددين ولا سيما في عصرها الذهبي الزاهر بعد أن تم لها الاستقلال التام أيام الدولة القاسمية التي ولدت دعوتها في فجر القرن الحادي عشر من الهجرة بهمة مؤسسها البطل خالد الذكر ( القاسم بن محمد بن علي ) والتي شبت وترعرعت في بحر ذلك القرن نفسه عندما تولى الإمامة المتوكل على الله إسماعيل وذلك عقب انتهاء الحكم التركي الأول في بلاد اليمن بجلاء جميع القوات العثمانية في آخر مدة أخيه الأكبر الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ولقد كان الحامل للواء هذه النهضة العلمية التي كان مبدؤها الأول: (الحرية الفكرية) و(الاجتهاد المطلق) هو القاسم بن محمد نفسه فقد كان من دعاة الاجتهاد كما كان من أبطال الجهاد ومكافحي الاستعمار وقد كان من جملة مؤلفاته القيمة كتابه الذي أسماه (الإرشاد إلى تيسير الاجتهاد) وقد شاركه في دعوتيه الإصلاحيتين الدعوة للاجتهاد في العلم والدعوة للجهاد في سبيل الاستقلال جميع أولاده الأشبال وأحفاده الأبطال فقد كانوا جميعا رجل علم وجهاد وأرباب سيف وقلم وهل ينسى التأريخ اليمني ورجل التاريخ اليمني أن القاسم بن محمد أخرج لأمته أعظم كتاب ألف لهم في علم الأصول أيام جلوسه بقرية "حدة" ( كانت قرية حينها) أثناء محاصرة القوات العثمانية التي كانت يومئذ تسيطر على العاصمة صنعاء سيطرة عسكرية وهل سمع التأريخ الإسلامي وفي عصوره المتأخرة مثل هذا أو قريبا من هذا ؟!!

*من ثمار النشاط العلمي في الدولة القاسمية:

ولقد كان من نتائج هذا النشاط العلمي العظيم الذي ظهر في شباب هذه الدولة العظيمة وكهولتها حركة علمية عظيمة سارت على مبدأ الحرية الفكرية في جو يسوده التسامح والإنصاف وكان استمدادها من كتاب الله والسنة وغايتها رضا الله تعالى في طلب الحق وخدمة الإسلام ونشر العلم.

*من رجال النهضة والعلمية والحرية الفكرية:

وقد كان من أبطال هذه النهضة العلمية والحرية الفكرية والاجتهاد المطلق السيد الحسن بن أحمد الجلال والشيخ صالح المقبلي والسيد محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني وشيخ الإسلام القاضي محمد بن علي الشوكاني وغيرهم من المصلحين الذين لا يعرف قدر علم مهم واجتهادهم إلا من درس مؤلفاتهم ولا يعترف بحريتهم الفكرية إلا من شرب من معين علومهم وحسب القارئ الكريم أن يطلع على ما قد طبع من مؤلفاتهم ليعرف أن شمس الحرية الفكرية قد طلعت على اليمن في العصر العثماني بعد أن غربت في سائر الأقطار تاركة علمائها يتخبطون في ظلمة التقليد وديجور الجمود تحت كابوس الاحتلال العثماني الذي ظل جاثماً على الأقطار العربية حوالي ثلاثمائة عام وليعرف أيضاً أن علماء اليمن قد قاموا بدعوة الإصلاح في هذه العصور الراكدة قبل أن تخلق النهضة العلمية الحديثة والتي أشرقت على العالم الإسلامي في بحر القرن الثالث عشر الهجري وكان من أبطالها الأفغاني وغيره من المصلحين.

توفي العلامة الجلال سنة 1084 هـ وتوفي المقبلي في بداية القرن الثاني عشر ولكنه كان قد أخرج بعض مؤلفاته التي أعلن فيها اجتهاده المطلق ككتاب "العلم الشامخ" وذلك في آخر القرن الحادي عشر وبالتحديد سنة 1088هـ ولهذا نقلت أنموذجا من أفكارهما في آخر مقالي هذا أما ابن الأمير الصنعاني فهو من رجال القرن الثاني عشر وتوفي سنة 1182 هـ وأما الشوكاني فهو من رجال القرن الثالث عشر وتوفي سنة 1350وسأفرد لهما مقالاً مستقلاً إن شاء الله . 

***************************

تكرم الأستاذ محمد مصطفى العمراني فأرسل لنا بهذا المقال النادر لفضيلة القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني والذي خص به "مأرب برس" والشكر هنا لفضيلة شيخنا سماحة القاضي محمد بن اسماعيل العمراني وللصحفي محمد مصطفى العمراني....مأرب برس