قناة الحرة .. سطور ليست للنشر
بقلم/ إيلاف
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 10 أيام
الأحد 29 يونيو-حزيران 2008 06:22 م
  منذ بداية الأسبوع الحالي وقناة الحرة ذات التمويل الحكومي الاميركي تتصدر العديد من المناقشات على المستوى الأميركي خصوصًا منذ أن قامت قناة CBS ببث برنامج خاص عن القناة وكواليسها في البرنامج الشهير ( 60 دقيقة ) وبالتزامن نشرت صحيفة ( الواشنطن بوست ) عدد من اللقاءات مع عاملين سابقين في القناة قد تكون آراؤهم ناجمة من موقف معين، ولكن الأمر برمته اثار الكثير من التساؤلات حول محتوى القناة من جهة ومعدل المشاهدة من جهة اخرى.
 يعلق أحد الصحافيين على بداية مقالتي بالقول: وأي قناة في عالمنا العربي من دون ( التمويل الحكومي ) الذي تبدأ به مقالتك وخصوصًا القنوات العربية الإخبارية، جميع القنوات ممولة حكوميًا ولا تعطي اهتمامك كثيرًا لعبارة (مستثمرون) لأن القنوات العربية فاشلة اعلانيًا والمستثمر لا يستثمر فيما هو خاسر.
 هذا جزء من الجدل الدائر في هذه المنطقة من العالم، فأميركا التي تنتقد القنوات الممولة حكوميًا انشأت قناة ممولة حكومية، والقنوات العربية ت نتقد القناة الأميركية الوليدة باعتبار تمويلها اميركي متناسين المبدأ الذي يقول " كيف تنتبه للقشة التي في عيني اخيك، ولا ترى الخشبة التي في عينيك ".
 ولدت الحرة قبل اربع سنوات من الآن، في عز الانتصار الاميركي المتحقق في المنطقة وذلك محاولة لاستنساخ نجاح تجربة راديو سوا في الاقتراب من شباب الشرق الاوسط عبر اغانيها المنوعة بين العربية والانكليزية من جهة واختصار اخبارها على المهم والمقنن من جهة اخرى، وكان الهدف من القناة استمالة اكثر من 170 مليون عربي من مستوى عمر معين في المنطقة الممتدة من المغرب وحتى البحرين وما بين اكثر من 20 بلدًا عربيًا آخر لتكلف خزينة الحكومة الاميركية مئات الملايين من الدولارات.
 تحول موضوع الحرة مباشرة بعد ان بث عبر البرنامج الى حديث الصحف الاميركية التي ركزت على ابرز السلبيات التي عاشتها المحطة منذ بدايتها وكان من بين النقاط التي اثيرت في سياق نقدها ان الاميركيين انفسهم لا يعرفون ما يبث على هذه القناة التي تتحدث بإسمهم "وزارة الخارجية الاميركية تراقبنا عبر فريق مخصص لذلك، ولكن المشكلة ان هذا الفريق لا يتكلم الانكليزية بطلاقة" هذا ما يقوله لاري ريجيستر وهو مخرج اخبار سابق عمل في القناة مسؤولاً عنها .
 ويضيف ريجستر "هناك احترام كبير للقناة على مستوى العالم العربي على الرغم من أن القناة فشلت في ان تحصل على مشاهدين في هذه المنطقة، وان تسجل نجاحاً في المهمة التي خططت لها".
 ما تقوله وزارة الخارجية الاميركية ينفي حتى الان اي نية لاغلاق الحرة كما تعكس كلمات جيمس غلاسمان احد موظفي الخارجية الاميركية "اعتقد ان الحرة وصلت الى اهدافها، ما نريده للحرة هو ان توصل الصحافة الحرة الى المنطقة العربية، وان نري تلك المنطقة وفيها 22 دولة ماذا تعني الصحافة الحرة ، ان نقدم تقارير لا تقدم عبر الصحافة العربية او الصحافة التي تصدر في تلك البلدان والتي تعرف بالقضايا المسكوت عنها، ولكي نشرح السياسة الاميركية وماذا يحدث في اميركا بشكل عام والحديث عن الثقافة الاميركية في الولايات المتحدة".
 ويضيف غلاسمان "ليست وظيفتنا تحسين الصورة الاميركية في العالم العربي بل هو لنقدم للعالم العربي صور جديدة عما يحدث في التيبت، بورما، طاجكستان، ونقول لهم ماذا يحدث في بلدانهم لان اغلب محطات المنطقة تديرها الحكومات وهو ما نعمله منذ العام 1942 وخلال الحرب الباردة وكانت فعالة جدًا، ونحن نعرف جيدًا كيف نقوم بمثل هذه الاعمال، ولكن السؤال الذي قد يطرحه بعضهم هل يشاهدنا بعضهم اكثر من الجزيرة؟ فالجواب بالنفي، نحن نريد ان يكون هناك تنوع، فلو لم نكن متواجدين فإن الناس في المنطقة العربية سيسمعون من الجزيرة فحسب، نريد ان يكون هناك اكثر من مصدر".
 اما شبلي التلحمي الاستاذ في سياسات الشرق الاوسط في جامعة ميرلاند وصاحب عدة كتب في الرأي العام فيعلق بالقول ان تاثير قناة الحرة على الجمهور في منطقة الشرق الاوسط وصل الى الصفر "منذ انشاء الحرة ازداد الغضب العربي على اميركا، لقد سار الرأي العام العربي نحو الاسوء في ما يخص اميركا".
 التلحمي يؤكد ان كل استطلاعات الرأي حول القنوات التلفزيونية دائمًا ما ترتبط بالسياسة الاميركية في المنطقة، "هناك علاقة بين ما يشاهده الناس، اي المحطة التي يشاهدها الناس من جهة وبين موقفهم من الولايات المتحدة الاميركية وهذا قد لا يشكل مفاجأة.
 يقول احد العاملين في الحرة والذي رفض الكشف عن اسمه معلقاً "مسألة المراجعة ليست الاولى من نوعها، منذ ان انطلقت القناة وهي في مراجعة مستمرة والنقاش مستمر منذ زمن بعيد ومشكلة الحرة ان العرب الذين يديرونها لا خبرة لهم والاميركيين لا يفهمون شيئاً مما يبث فيها" مضيفاً "انه ينتقدون قناة الحرة مثلاً لأنها ممولة اميركيًا ولا ينتقدون قناة العالم الممولة ايرانياً".
 ويضيف "لقد تأسست الحرة على اخطاء، ووجدت لوبيات كحال اللوبيات في جميع القنوات الاخبارية العربية وشعر المغربي والخليجي ومن يعيشون في بلدان شمال افريقيا بالتهميش ولكن هذا لا ينفي ان القناة تطرح العديد من المواضيع الجريئة التي لا تستطيع قنوات كالجزيرة او العربية طرحها مثل برنامج مساواة، حديث الخليج، حكايات مغربية وغيرها الكثير، لا بل الكثير من ضيوف القناة ممنوعين من الظهور على قناة العربية التي تعد اكثر ليبرالية من الجزيرة مثلاً".
 في المرحلة الاهم ، وفي ما يخص احتراف العاملين في الحرة من جهة، وانواع وجهات النظر التي تبث على الهواء من جهة اخرى، تثير الحرة جدلاً ايضاً ومن بين الحالات التي تذكر بث خطب حزب الله من دون مراجعتها، يعلق غلاسمان على ذلك بالقول "لاشك ان القناة قبل عام ونصف العام ارتكبت اخطاء فادحة من خلال بث خطاب كامل لحسن نصر الله الامين العام لحزب الله وهو ما يخرق المعايير التي وضعت للقناة وقد استقال مدير الاخبار مباشرة وقد تم وضع ضوابط جديدة وهناك تغيرات قد لمست في اخبارنا في الاونة الاخيرة".
 ويضيف غلاسمان "مانقدمه اليوم قد لاتجده في القنوات الاخرى مثل الجزيرة كالبرامج التي تخص حقوق المرأة وهو ما لا تجد من يتحدث عنه في المنطقة العربية، ونحن نتعرض بالنقد في اكثر من مكان سياسة المملكة العربية السعودية وهو ما لا تستطيع فعله محطات المنطقة وهم غير سعداء بما يحدث وبطريقة او بأخرى فإن الحرة لديها هامش حرية اكثر من الجزيرة والعربية".
 المتابع لتقرير الواشنطن بوست سيجد الكثير من الاصوات العربية التي لديها تجربة شخصية من الحرة كما يقول المصدر في حديثه لايلاف "هناك تصفية حسابات لا اكثر ولا اقل، ولا نستطيع ان ننفي ان بعض الانظمة العربية قلقة من الاصوات التي تظهر على الحرة".
 ويضيف "نحن نمارس النقد في الحرة على اعلى مستوى والنقد المطروح حالياً مهم لنا، واتوقع مستقبلاً افضل للقناة في المستقبل القريب مع تراجع مستويات الحرية في المنطقة، فمثلا قد عادت علاقات قطر والسعودية الى سابق عهدها وهو ما يعني تراجع من حدود نقد السعودية في الاعلام القطري مثلاً وكذلك المناقشات الجارية بخصوص وثيقة تنظيم البث الفضائي حيث لا يستطيع احد اليوم اسكات قناة الحرة عن البث لارتباطها بالكونغرس الاميركي مثلاً وهناك الكثير من هذه الامور التي تجعل من موقع الحرة افضل مستقبلاً".
 مشكلة الحرة قد لا تتوقف هنا خصوصًا مع ورود تقارير عن ان القناة دفعت مبالغ بعشرات الالاف من الدولارات لسياسيين وصحافيين من المنتمين والمروجين لادارتي كلينتون وبوش للظهور على القناة كمعلقين حيث تشير سجلات الشركة الى ان اموال الحرة هذه ذهبت الى جيوب العاملين في البيت الابيض والحزب الجمهوري كتشاد كلوتون المتحدث السابق باسم المخابرات الوطنية ووكالة ادارة الطوارئ الفيدرالية وكذلك ترينت دافي نائب السكرتير الصحفي للرئيس جورج بوش الابن وميليروايز ديك المساعد السابق لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني وتيري هولت المتحدث باسم بوش وتشيني عام 2004.
 وربما هذا يفسر اسباب تضاعف ميزانية الحرة لتصل الى 112 مليون دولار بالمقارنة مع ما كانت عليه الحال سنة انطلاقها عام 2004.
 وبحسب التحقيقات التي نشرتها (برو ميديا) و(60 دقيقة) فإن قناة الحرة صرفت على ضيوفها خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2008 وصل الى 108 الف دولار وبحسب سجلات القناة، فإن ادارتها قد صرفت مبالغ طائلة للضيوف ونقلهم اكثر مما تصرفه برامج شعبية اميركية مثل (جيري سبرينغفيلد).
 القناة ايضًا استضافت عددًا من مؤيدي الحزب الديمقراطي منهم دوغ شون المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون مقابل 1050 دولارًا لثلاث مقابلات في يناير 2008 وستيف مرفي الذي عمل مع النائب في الكونغرس ريتشارد غيفورت مقابل 5500 دولار لتسعة مشاركات.
 احد الاصوات في الحرة يقول معلقاً "هناك العديد من القنوات الاميركية التي لا تدفع لضيوفها اموالاً مقابل مشاركتهم ولكن في العالم العربي حدث ولا حرج.. فلهذا كان على الحرة ان تسير على النهج نفسه المتبع لتعكس جميع وجهات النظر".
  كبار مسؤولي الحرة في سطور
  موفق حرب
 كان المدير التنفيذي للحرة في بدايتها ومدير الاخبار فيها خلال اول سنتين من عمرها، خلال عهده كانت الحرة تبث برنامجاً عن الطبخ بينما كانت بقية القنوات العربية تبث خبر اغتيال مؤسس حماس، كما سمح ببث الخطاب الكامل لحسن نصر الله الامين العام لحزب الله وقد تم فصله من القناة بداعي عدم تمتعه بحس التخطيط الاستراتيجي للقناة.
  لاري ريجستر
 عمل سابقًا في قناة سي ان ان الاخبارية الاميركية ولديه خبرة تلفزيونية على مدى 20 عامًا، تولى القناة في نوفمبر 2006 وسمح ببث خطاب نصر الله لمدة 67 دقيقة وسمح ببث تقارير عن نفي وجود محرقة نازية بحق اليهود على هامش مؤتمر اقيم بهذا الخصوص في ايران وقد استقال في يونيو 2007 بعد ان استهدفته مقالات نشرت في الوال ستريت جورنال وانتقادات من اعضاء في الكونغرس.
  دانيال ناصيف
 لا يتمتع دانيال بخبرة تلفزيونية ، وقد سمح لعدد من الفلسطينيين بالظهور على قناة الحرة في برنامج (ساعة حرة) ليطلقوا على اسرائيل وصف (المحتل) و (الدولة العنصرية) وقد استقال مدير مكتب بغداد ايضا ليضيف الكثير من المشاكل لمسيرته التي بدأت تواً.
  كش ف حساب لبعض القنوات العربية
  الحرة
 تأسست: 2003
 المقر: سبرينغفيلد فيرجينيا
 الميزانية السنوية: 78.49 مليون دولار
 نسبة المشاهدة: 2%
 التمويل: الحكومة الاميركية
  الجزيرة
 تأسست: 1996
 المقر: الدوحة، قطر
 الميزانية السنوية: 100 مليون دولار
 نسبة المشاهدة: 53%
 التمويل: الحكومة القطرية
  العربية
 تأسست: 2003
 المقر: دبي، دولة الامارات
 الميزانية السنوية: 80 – 90 مليون دولار
 نسبة المشاهدة: 9%
 التمويل: مستثمرون سعوديون
  البي بي سي
 تأسست: 2008
 المقر: لندن
 الميزانية السنوية: 50 مليون دولار
 نسبة المشاهدة: غير متوفرة
 التمويل: هيئة الاذاعة البريطانية
  المنار
 تأسست: 1991
 المقر: بيروت، لبنان
 الميزانية السنوية: 15 مليون دولار
 نسبة المشاهدة: 2%
 التمويل: حزب الله
  ال بي سي
 تأسست: 1985
 المقر: بيروت لبنان
 الميزانية السنوية: غير متوفرة
 نسبة المشاهدة: 3%
 التمويل: مستثمرون سعوديون