دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر معارك طاحنة والجبهات الأوكرانية تتساقط..و روسيا تحرر بلدة أوغليدار الهامة استراتيجيا ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 41825 قتيلاً تفاصيل 18 غارة أميركية بريطانية على اليمن حماس تنعى 9 من مقاوميها اغتالهم الاحتلال بالضفة ولبنان الذهب يسجل خسائر أسبوعية مفاجئة بعد 3 أسابيع من المكاسب
في تجارب الأمم ومنها التاريخ الإسلامي فحين تتعقد أوضاع الصراع وتطول فترته لا تخرج الأمة من عجزها وعدم قدرتها على الحسم الناجز إلا حين يخرج (بطل) من أبطالها ليقود الناس ويحشد الإمكانات ويؤلف المقدرات في منظومة المعركة الحاسمة التي تتغير بعدها كل الموازين.
بطبيعة حال تجارب التاريخ فإن هذا البطل لا يخرج من تلقاء نفسه، ولا يحضر على واجهة الحدث بقراره الذاتي المحض، لكن تصنعه وتخرجه (العصبة المؤمنة بقضية النضال) عصبة الحق وقيادة التخطيط وشريحة (البدء)، فبطل التحولات لا يمتلك قدرات خارقة، ولا يكون وحيد زمنه، بل يكون هنالك عدة أبطال تختار (العصبة) أحدهم بناء على مؤهلات وصفات تتناسب مع ظروف التغيير وبيئته بما يكفل اقتناع الناس به والتفافهم حوله مع قدرته على قيادة النصر، فالعصبة مهما كانت قوية فإنه لا يمكنها صناعة التحولات بالاعتماد على شخصيتها الاعتبارية الجمعية بمعزل عن إبراز بطل تنفيذي مناسب.
في التاريخ الإسلامي شواهد على أبطال وفرسان انتقلت الأمة بهم من وضع الاستضعاف إلى وضع التمكين والسيادة؛ كيوسف بن تاشفين الذي انتشل الأندلس من كبوتها في معركة الزلاقة، ونور الدين محمود زنكي الذي أعاد هيبة الأمة بعد هوان في معارك تل حارم، وصلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، وسيف الدين قطز الذي مرغ أنف جنكيز خان والمغول في عين جالوت، وطارق ابن زياد الذي اخترق انتصارات الصليبيين بفتح الأندلس، وعبدالرحمن الغافقي الذي غير موازين القوة ورجحها لصالح معسكر الحق في معارك فرنسا، وخير الدين بربوس في أفريقيا، وغيرهم العشرات الذين ما زالت كتب التاريخ تضيء بمواقفهم التي كانت سببا في حسم الصراعات بتحقيق التمكين والسيادة بعد فترات الهوان والعجز.
ويمكن تلخيص هذه التناولة في أربع عبارات:
1/ لا يمكن للعصبة المؤمنة بقضية النضال صناعة النصر الناجز إلا بإبراز قائد (بطل) يلتف الناس حوله ويملك مؤهلات القيادة المناسبة لظروف وبيئة التغيير، فالقائد حاجة نفسية لدى الجماهير قبل أن تكون قناعات فكرية.
2/ جميع قادة وأبطال تاريخنا لم يكونوا الوحيدين في تصدر النضال بل جاءوا على إثر نضالات زملاء لهم، وفي فترات ركود ومراوحة ما بين وضعي نصف نصر ونصف هزيمة.
3/ ميادين النضال هي التي تبرز قادة التحولات فكلما كان البطل قادما من عمق تجربة النضال وتراكمها؛ كلما كان أدعى للقبول وأقدر على النجاح.
4/ بطبيعة الحال فإن بطل النصر وصانع التمكين لا يحظى بإجماع الناس على قدرته وكفاءته بل يكون له خصوم وأعداء، لكن كل هؤلاء حين يرون بوادر النصر لا يسعهم إلا القول بقول أبي سفيان وهو يرى مشاعل النصر المحمدي تزحف نحو الفتح الأكبر في ظل تهاوي رايات قريش: (لقد أصبح ملكك عظيما يا ابن أخي، ولا يسعني إلا أن أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)!