وعلى الفاسدين تدور الدوائر
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 3 أيام
الخميس 05 يناير-كانون الثاني 2012 04:32 م

وجاءت ثورة المؤسسات كنتاج طبيعي للثورة التغييـر الشبابية لتعلن إقتلاع سرطان الفساد الذي إستشرى في جسد الوطن ونفثت روائحه البشرية الكرتونية الكريهة سموماً وفيروسات قاتلة في عموم مؤسسات الدولة وأجهزتها التنفيذية والتشريعة والقضائية لتطال قبحاً حتى المؤسسة العسكرية المحصنة من الإختراق والتعفن إلا أن النظام التقليدي الأسري المناطقي إستطاع في غفلة من الشعب وفي فترة التصفيات لرموز وقيادات العمل الوطني المدني والعسكري ونشر ثقافة التجويع والموت لمن لم يقبل الرضوخ بمرحلة صاحب الفخامة القاتل للمشروع المدني أن يطعم أجهزة الدولة ومؤسساتها السيادية والإعلامية بفيروسات بشرية أنتجها من رحم التخلف الأدمي وأستنسخها من صلب البلطجة والعنترية وأرضعها الفوضى وحنكها بالولاء للفرد الزعيم اللئيــم وأسكنها بيت الطاعة مطلقاً لها العنان لتنهش في مؤسسات الوطن وتنمي بطونها المتعفنة وتعمـر ذاوتها المتقـزمة نظام قتل العقـول وأحياء من العدم نطائح تختزل الوطن لؤماً في البطون وترى اليمن بئســاً بعين القائد - الزعيم - المشير - وذاك الوسيم مضاف النسب , والخال والعم والأخ لام والمنصوب بالعصب والمجــروم بالقرابة وحمال الحطب والمجرور بالذنب ومن هب ودب ليشكلوا منظومة مافيـا الهـبر والفساد وينشـر أمراض الغش والرشوة والوساطة وثقافة الفوقية والتعالي بقصد إفساد المجتمع شلة من المقربين المتنفذين المعاقين فكـرياً وعلمياً وإدارياً وسياسياً. المتخمون تخلفاً المتئابطون عبثاً وحقداً على تقدم لوطن ممن أكتسبوا خصائص الفرعنة والكافورية وتطعموا بشـرنقات اللأ ضمير جرعات الفساد سرطانات بشرية تمددت في جسد الوطن تلتهم الثروات وتغتال القدرات وتدمـر المنجزات وتنشر جراثيمها في المؤسسات الوطنية لقد سعى النظام بكل ما أوتي من تخلف في زرع المفسدين في مفاصل الدولة واعطاهم الصلاحيات الكاملة في التمادي وفرض ثقافة الوفوقية كتعويض للنقص في مكوناتهم الشخصية وقدراتهم العلمية والعملية في إدارة شؤن المؤسسات مما أدى إلى تراكم الفوضى الأدارية وتفشي ظاهرة الوساطة والتي أصبحت هى والإنتماء للحزب الأساس في التعامل الوظيفي وهذا بحد ذاته جرم إخلاقي يتنافى مع المبادى في العمل وإحترام قدسيته في التعاطي على حسب الخبرة والكفاءة والأقدمية .. وهنا أصبح الموظف يتعامل مع مدير القسم أو الوحدة الإدارية على أساس الولاء وليس على أساس الأداء والإنتاج وهو في ذلك يطبق المثل القائل مجبــراً أخاك لا بطل ..!!

فالمدير العام زنجبيل بغبارة مقرب من نائب الوزير ورئيس القسم مؤهل بالإعداية ويعرف كيف يفرض حق إبن هادي والمدير العام المفوض بالشراكة مسؤل وضابط في الأمن القومي أو السياسي ولا تنسى إنه شيخ قبيلة وعلى باب مكتبة حراسة العكفة الأسرية

فاسدون من العيار الثقيل وبوزن الريشة متردية ,, نطيحة ,, موقوذة ,, وما ترك التخلف البشري عاثوا بالمرافق العامة والمؤسسات فساداً أفسدوا القيم الوطنية وازكموا الإخلاق الإدارية وجلدوا الموارد المالية وتاجروا بالمناصب ضمائره منها مستترة واخرى متصلت بالفوضى حولوا المؤسسات الحكومية إلى أملاك خاصة ومراكز تجارية بالجملة والتجزئة تدار من المنازل وعبر الهاتف المحمول وغرف الفنادق فاسدون بالجملة وسماسرة بالتجزئة إن إردت توقيع لأدني معاملة في أدني مرفق حكومي بمنتصف الدوام الرسمي فالمدير في إجازة وهمية

وشؤن الموظفين في مهمة حزبية والمختص بإجــراءات الفساد لدية مكالمة هاتفية خارج نظاق الوظيفة .. هذا مثال بسيط وعن المحيط فحدث ولا شـرف ,, فاسدون بمظاهر غير حضارية لاينتموا للمدنية ولم ينهلوا من الثقافة المجتمعية إلا عكـرها حين ترتاد مؤسسة حكومية قدسية

كالتربية مثلاً تقـابلك مظاهر الكلاكنشوف .. العسيب .. الميكروف إدوات سوقية بديلا عن القلم والدفتر والمستطرة والحاسوب المكتبي إن وجد فهو عهدة لدى ( .... ) والمسؤلية على فلان بحسب النظام

فاسدون من صنف سياسي ومسمى حزبي يمارسون الروتين التقليدي حتى يأذن لهم إبن هادي حين تنتفخ الجيوب وتجف الأخـرى صورة طبق الأصل من الأخطبوط لاشرف للمهنة إلتزموا ولا دين للعمل إعتنقوا .. يا سيدي مصطلهحم اللهجوي .. إمتهنو ثقافة سوقية اللف والدوران

فها هى الثورة الشبابية تلاحقهم موسومة بثورة المؤسسات لتصفيتها من الفيروسات وسرطانات الفسساد المستشري في الجسد الإداري

من القاعدة حتى الهرم المؤسسي ربيع ثوري يتعاقب خريف الفساد ويوم بعد يوم تتساقط هامانات النظام وتتلاشى سُحب صيفهم إلى الأبد وعلى الفاســدين تدور الدوائر .. وسوف يزهر ربيع الوطن بكل الشرفاء من إبنائه ومن مختلف التيارات السياسية والمشارب الفكرية ويبقى الوطن ربان سفين البناء والتغيير والتنمية