الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك'' بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويشدد على ضرورة الإنسحاب الكامل للإحتلال من قطاع غزة المغرب ترفع عدد المنح الدراسية للطلبة اليمنيين
من النادر حقا أن يظل سياسيٌ في قلب السلطة في بلد عاصف مثل اليمن ولمدة تقترب من نصف قرن! لا بدّ أن يكون هذا الرجل شديد الذكاء! ..وهذه هي الصفة الاولى للراحل الدكتور عبدالكريم الارياني رحمه الله
ثم تأتي الصفة الأكثر ندرةً بين السياسيين في اليمن وهي أن يكون السياسي قارئا نهمًا لتاريخ اليمن وخصوصا تاريخ جرائم الإمامة على اليمن واليمنيين!
وكان الدكتور الإرياني قارئا لهذا التاريخ ومهتما
صفتان قلّما تجتمعان معاً في رجال الحكم والسياسة في اليمن.. الذكاء وثقافة التاريخ
قد تجد سياسيا ذكيا ..لكنه جاهل بتاريخ اليمن وجغرافيته ..
وقد تجد سياسيا قرأ التاريخ ..لكنه غير ذكي!
والنوع الثالث أن تجد سياسيا حاف! ..بلا ذكاء وبلا علم بثقافة تاريخ اليمن وجغرافيته!
لكن الأكثر كارثية هو النوع الرابع:
سياسي لاينقصه الذكاء ولا تنقصه معرفة البلاد وتاريخها لكنه يصر بتخطيط شيطاني وأناني على هدم المعبد بما فيه ومن فيه وبمنطق علَيّ وعلى أعدائي!
وفصيلة النوع الأخير هي التي أودت باليمن اليوم!
كان الدكتور الارياني يعيش التاريخ! وكانت حساسيته مفرطة تحديدا تجاه تاريخ الإمامة في اليمن
أتذكر أننا كنا على عشاء في منزل رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ والسياسي العتيد محسن العيني بصنعاء ..وكان على شرف كلوفيس مقصود المثقف والسياسي اللبناني الشهير .. وكان ذلك في 2004
ودار الحديث حول ايران ..وإذا بالدكتور الارياني يقول أن ايران أصبحت أكثر خطراً على العرب من اسرائيل في هذه الحقبة من الزمن!
حاولت أن أرد محتجا بأواصر التاريخ والثقافة مع ايران! وقلت أن أصول هوية ايران في معظمها اليوم عربية .. وذلك عبر اللغة والحرف العربي وأوزان الشعر وحتى مقامات الموسيقى! وقلت ضاحكا أنه حتى تشيُّع ايران يظل تشيّعا للنبي العربي وللعرب وليس لغيرهم! .. وضحك الجميع!
في تلك الأيام لم تكن كارثة الحوثي قد استفحلت .. لكن الدكتور الارياني وكما بدا لي في تلك الساعة كان مدركا لخطورة مايحدث وسيحدث!
واتضح لي فيما بعد أن الكارثة لا يمكن تفاديها أحيانا لمجرد أنك سياسيٌ ذكي وتعيش التاريخ! وما ذاك إلاّ لأنك في الواقع مجرد حجر في جدارٍ كبير يُسمّى السُلطة!