إضحك وتبسم
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 14 سنة و يومين
السبت 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 07:51 ص

الضحك المعتدل بلسم للروح، ودواء للنفس المنهكة، ففي القرآن حكاية عن سليمان عليه السلام لما سمع النمل: « فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا»، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم ربما ضحك حتى تبدو نواجذه، وكان يمزح ولا يقول إلا حقا، وأردت بهذا المقال أن أروح على قرائي الكرام، فالحياة ساعة وساعة، وإليكم بعض النكات اللطيفة:

سأل أحد الوزراء حاشيته عن الرعية، قالوا: هم آكلون التبن وساكتون، قال: زيدوا في سعر التبن، طريق المجد ليس مفروشا بالورد بل مفروش بالتبن/ كل عظيم وراءه امرأة عظيمة، وكل فاشل وراءه امرأتان فاشلتان/ قال رجل للأعمش: ماذا استفدت من العمى؟ قال حتى لا أراك وأمثالك/ قال رجل يتكلف نظم الشعر لشاعر كبير: هل أنا شاعر مطبوع؟ قال: نعم، مطبوع على قلبك/ فرَّ عالم من دولة عربية تمارس الاضطهاد ضد رعاياها، قال له أصحابه: كيف تركت البلد؟ قال: ملئت حرسا شديدا وشهبا/ سُئل رجل عن أمه هل هي حية؟ قال نعم، قالوا وزوجتك؟ قال: حية تسعى/ سُئل رجل عن ابنه العاق؟ قال: سافر لأخذ عمرة أخذ الله عمره/ كان أحد الوجهاء مشهورا بالكذب وأكل السحت فاستضاف جماعة من الشعراء، فلما أصبحوا على مائدته سأل هذا الوجيه أحدهم: كيف حالك يا فلان؟ قال: سمّاعون للكذب أكّالون للسحت/ كتب برنارد شو مقالا ساخرا في رئيس وزراء بريطانيا فاستدعاه ووبخه وقال له: ماذا يفرق بينك وبين الحمار؟ قال: هذه الطاولة.

وقال ابن الجوزي في «الحمقى والمغفلين» مرض حمار لأحد الحمقى فنذر نذرا إن شفا الله حماره أن يصوم سبعة أيام، فشفا الله الحمار، فصام سبعة أيام، ولما انتهى منها مات الحمار، فنذر الأحمق نذرا لله أن يحتسب السبعة أيام من رمضان ويخصمها منه، فلما جاء رمضان صام ثلاثة وعشرين يوما وأفطر سبعة أيام، وقال: هذه بتلك/ قال بعضهم في مجلس: سبعون في المائة من كتّاب صحفنا منافقون، قلنا: الله أكبر يا حذيفة بن اليمان كأن جبريل نزل عليك صباح ومساء/ إذا سمعت رجلا يقول: أهم شيء في المرأة الدين فاعلم أن عنده زوجة قبيحة ذاق منها الأمرّين، وإذا سمعت رجلا يقول: والله إننا في نعمة وفي أمن وبلدنا محسود فاعلم أن الدولة منحته أرضا وإكرامية وحصل على ترقية وعلاوات، وإذا سمعت رجلا يقول: المنصب عذاب والراحة رأسمال والوظائف عبودية، فاعلم أنه أُقيل من منصبه على رغم أنفه وطُرد من وظيفته، وإذا سمعت شخصا يقول لك: القضاء عندنا وضعه مأساوي وذهبت العدالة فاعلم أن القاضي ردّ شهادته أو حكم عليه بحكم لا يرتضيه، وإذا سمعت شخصا يقول: قيام الليل بركة ونور، ومن قام الليل وجد انشراحا في صدره وسرورا في يومه فاعلم أنه قام تلك الليلة وأراد أن يعرّض بقيامه ويلمح بذكاء واللبيب بالإشارة يفهم، وإذا سمعت شخصا يقول: هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طابور سادس بالبلد وهي ميليشيات ترهب المواطنين فاعلم أن الهيئة قبضت عليه متلبسا بداهية ولقّنته درسا، وإذا سمعت شخصا يقول: الحمد لله، العلم منتشر وأصبحت المعلومة سهلة في متناول كل أحد والناس كلهم فاهمون وعارفون، فاعلم أنه رجل لا يحب القراءة ولا يطيق النظر في الكتاب فسلّى نفسه، وإذا سمعت شخصا يردد: ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ، فهو رجل حُرم من عطية أو هبة كان يسعى لها واستأثر بها زملاؤه/ قيل لابن الزبير ما هو الفرج بعد الشدة قال: أن تدعو الضيف لبيتك فيقول إني صائم/ فر هشام بن عبد الملك من طاعون الشام فلقيه أحد الوعاظ وهو فار وقال له: « قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا»، قال هشام: نريد هذا القليل/ خطب الوليد بن عبد الملك على المنبر وكان يلحن في الكلام وفيه ظلم وعسف فقال: يقول الله تعالى «يا ليتها كانت القاضية» برفع التاء قال عمر بن عبد العزيز وهو في الصف الأول: تأخذك وتريحنا منك/ أحد شيوخ البخاري من الموالي اسمه هكذا: مسدد بن مسرهد بن سرندل بن عرندل بن مغربل بن مسربل، سمع هذا الاسم أحد العلماء فقال: هذه رقية العقرب.