صنعاء مدينه بدون مشائخ ..وبدون الفندم أيضا
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 16 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الإثنين 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 07:21 م

مأرب برس - خاص

في زيارة خاطفه للعاصمة صنعاء بدأت لي (كشاهد ما شاف حاجه ) وهي التي شهدت أزهى مراحل الحلف بين القبائل والعسكريين وهي الآن تشهد انفراط عقد هذا الحلف.

لم أكن أتوقع استجابة كبيره لدعوة كنت أطلقتها في مقال سابق قبل حوالي ثلاثة أشهر دعوت فيها الإخوة مشائخ القبائل إلى الخروج من صنعاء والعودة إلى مناطقهم وقراهم بدلاً من تضييع أوقاتهم على اجتماعات ومؤتمرات في صنعاء لا يُعرف عنها قومهم شيء في أرياف اليمن المعزولة في غالبها عن وسائل الأعلام وعلى الرغم من أنني توقعت استجابة محدودة من البعض إلا أن المفاجئة كانت كبيره فقد غادر صنعاء غالبيه ساحقه من المشائخ والفضل يعود أساسا إلى الرجل الذي يتبع الآن سياسة حرق المراحل منطلقاً من قاعدة عليا وعلى أعدائيدوافعي في تلك الدعوة كانت واضحة وأحلامي متواضعة نريد أن يكون هؤلاء المشائخ في أوساط قبائلهم يشاركونهم أفراحهم وأحزانهم ويساهمون في إعانتهم على حل مشاكلهم ونزاعاتهم.

فمن غير المعقول أن يُنظروا إلى المشائخ على أنهمأهل الحل والعقد وهم يتفرجون على مصائب قومهم دون أن يكلف بعضهم نفسه عنا السفر إلى قريته لمشاركه البائسين بؤسهم ولو لأسبوع في الشهر أو السنة حتى أضافه إلى ذلك فإني أنظر من باب الشفقة على بعض المشايخ لما يتكبدونه من خسائر جمة جراء إقامتهم في صنعاء والتي عاده تكون سببا في تدفق قبائلهم إلى العاصمة بحثاً عن حل لمشاكلهم الوظيفية وطلباتهم الخدمية التي لا يستطيعوا أن يجدولها حلاً.

فمن الأفضل لهؤلاء المشائخ أن يرحموا أنفسهم من (ركزت الرأس) في صنعاء بدون فائدة والعبد لله راحم نفسه من زمان فهو من لا يتذكر أنه أقام في صنعاء ثلاثة أيام متوالية إلا أيام الجامعة.

وحده الشيخ غالب الأجدع الذي يعتبر معذور من المغادرة فهو الذي عرفته صنعاء كأحد أعلامها الذين لم يرحلوا عنها في أحلك الظروف وخاصة في ذروة أزمة الحمدي مع المشائخ أيام الهروب الكبير.

واعترف أن احد أحلامي المتواضعة أن أرى صنعا مدينه أمنه ينام أهلها بدون أن يخاف أحد منهم على بيته أو أرضيته أو سيارته التي قد تكون معرضه للسطو من قبل السرق أو النهابين أو( فرغ) القبائل أو متنفذي الدولة فكم هي صنعاء محببة إلى قلبي وقلب كل إنسان وتخيل معي زمان روعه وطيبه قلوب أهلها الحقيقيين وليس الوافدين إليها من مناطق اليمن الأخرى فلا يجوز أن يحكم على طيبه ووداعه أهل صنعاء إلا من عايشهم قبل مائه سنه تقريباً وتحديداً منذ ما قبل إطلاق المقولة الصنعانية الشهيرة(أنهبوا بنظام) هذه المدينة المنحوسة لم يرحمها القدر منذ أن اجتاحتها جيوش القبائل بعد 1948م ولا داعي لذكر أسماء القبائل التي دخلت صنعاء يومها فهناك قبائل أخرى كانت محايدة احترمت ولم تشاركفي الحدث ولكن الحسنه تخص والسيئة تعم .

بأمانه كم صنعاء بحاجه وأهلها الطيبين المساكين إلى استراحة محارب فما رأيكم أننتفق على أن نعطيها فتره راحة محدودة لأربعه أشهر على الأقل نتركها تنام بهدوء وتصحا كما ينبغي وهذا يحتاج إلى جانب منع السلاح أن يغادرها (النخاطين) من أبناء المشائخ والمتغطرسين من أبناء القوات المسلحة والأمن المركزي فمن مصلحه صنعاء أن تستريح قليلاً ومن واجب المشائخ ان يستذكروا عك البلاد (وبرزات الغرامة).

وإن من حق عدن الحالمة حاضنه الثورة والإبداع في زمن التسلط والاستعمار من حقها أن يقيم فيهاالرئيس طويلاً خاصة إذا كانت إقامته هناك منصبه بجد على إعادة حقوق الناس المسلوبة إلى أصحابها مع أنني لا أعتقد أن إعادة الحقوق مسألة متيسرة فالتركة ثقيلة والمعالجات تحتاج جهد كبير وزمن أكبر ولا ندري ماذا كانت الإقامة كافيه لمعالجه الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية أو أن الرئيس قد يجد نفسه أمام خيارات صعبه للحفاظ على الوحدة أو خيارات المتوقعة تحتاج وفاق وطني وجهد شامل لمواجهتها قبل فوات الأوان.

على خلفيه قرار منع السلاح المخالف للقانون طبعاً وأغلب المشايخ كثير من مجلسي النواب والشورى ومن قياده الجيش (المركونيين) بلا عمل وقاده الأحزاب في المعارضة الذين يتوجسون خيفة من أن قرار المنع هذا يستهدف كشف ظهورهم أمنياً لتسهل مهمة تصفيتهم جسدياً بسبب أو بأخر لم نكن ممن أيدوا قرار منع حمل السلاح لأنه قرار غير قانوني فقانون حمل وحيازة السلاح المقر من ممثلي الشعب جمد بدون قانون بديل أو تعديل قانوني عبر البرلمان ويجري الآن العمل باللائحة التي خرجت على نصوص القانون بدون سند قانوني ورغم هذا الموقف الذي يتمسك به احتراماً القانون والبرلمان معاً إلا أننا نحترم مقاصد هذا القرار المعلنه إذا جاء عبر البرلمان وطبق على الجميع دون تمايز، والاهم من ذلك لا يمكن أن يثق الناس بإجراءات من هذا النوع إلا إذا استطاعت الدولة أن تمنع القتل في صنعاء فحينما تستطيع الدولة أن تأتي بمن يقتل في العواصم وتقوم بإعدامه دون النظر إلى دوافعه عندها سيعترف الجميع بأن هناك أمن وهناك دوله رادعه تستطيع يدها أن تطال المجرم أينما كان أما أن تنفذ عمليات قتل في وضح النهار في العاصمة باسم الثأر وبعد صدور قرار منع السلاح بأيام عده دون أن تحرك الدولة ساكنا فهذا يعني أن أضرار مخاطر منع السلاح أكبر من فوائده فقد ينتقل من قرار لمنع الجريمة والفوضى إلى تسهيل مهمة المجرمين والسرق الذين كانوا يعملون ألف حساب للجريمة قبل ارتكابها خوفاً من وجود السلاح مع المستهدفين .

بالمناسبة

 بالتأكيد سيتذكر هذه الأيام كثير من المشائخ الذين عاصروا الرئيس الحمدي كم ظلموا الرجل في مواقفهم حياً وظلموه في مذكراتهم ميتاً وأصدق ما قالوا عنه انه كان (صديق مرغوب) حينها لدى الجيران الأشقاء في المملكة العربية السعودية على عكس ما كان يشاع.

سلامات ياأبا جمال

قرأت للتو خبر في صحيفة الأيام تعرض الرئيس على ناصر محمد لمحاوله اغتيال في قاهرة المعز وحقيقة الخبر كبير والمستهدف كبير والمكان كبير وسبحان الكبير المتعال وبصراحة استهداف رجل بمكانه على ناصر من أي جهة كانت لو حدثت فهي كارثة حقيقية فالرجل أعقل وأذكىوأنزه حاكم عربي من السابقين من من غادر كرسي الرئاسة ولازالوا إحياء حتى الساعة والحوار معه أجدى من إزاحته، وسلامات ابو جمال ما تشوف شر إن شاء الله .