هل سيسلم الحوثيون سلاحهم "الثقيل" للدولة؟!!
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 29 يوماً
الجمعة 09 أغسطس-آب 2013 09:08 م

أجمعت القوى السياسية في مؤتمر الحوار على ضرورة نزع سلاح الحوثيين وتسليمه للدولة ، ففي الوقت الذي طالب الحراك الجنوبي الدولة باستيعاب كافة المجاميع المسلحة في صعدة وضمهم إلى المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية...الخ، طالبت مكونات (الإصلاح والمؤتمر والرشاد السلفي والاشتراكي والناصري واتحاد القوى الشعبية ومكون الشباب) بتسليم جماعة الحوثي سلاحها إلى الدولة كضمان لحل نهائي للحروب وإنهائها.

كما اتفقت المكونات السياسية في رؤاها على ضرورة نزع السلاح من كافة الأطياف والتجمعات والكيانات، وخاصة من جماعة الحوثي التي حصلت على سلاح ثقيل ومتوسط، فيما دعا حزب الرشاد السلفي، جماعة الحوثي إلى المبادرة بتسليم السلاح إلى الدولة كدليل على حسن النوايا.

• ضد امتلاك أي جماعة للسلاح الثقيل

تجمع كافة القوى الوطنية على ضرورة تسليم أي جماعة لسلاحها للدولة حتى يعم الأمان والاستقرار ونطمئن بأن عهد الحروب والاقتتال قد ولّى إلى غير رجعة ولكن من هي الجماعة المسلحة اليمنية التي تمتلك السلاح الثقيل ولديها معسكرات ومليشيات مسلحة مكونة من الآلف المجندين غير جماعة الحوثي ؟!!

• الحوثيون يتهربون من قضية السلاح

وفي مقابل التساؤل الذي يعم الشارع اليمني عن جدية الحوثيين في تسليم أسلحتهم الثقيلة للدولة يتهرب الحوثيين من جهتهم دائما من قضية تسليم سلاحهم الثقيل للدولة متعللين بضعف الدولة ويطالبون في الوقت نفسه بإعادة تموضع الوحدات العسكرية التي تم استحداثها على خلفية الحروب، كما يطالبون بإخراج المعسكرات المتواجدة في مدينة صعدة والمدن الأخرى والقرى التي طالها الحرب على خلفية تمردهم رغم أن هذه المعسكرات قد صار الكثير منها محاصر بمواقع عسكرية للحوثيين قيدتها عن التحرك ضدها لو حدث شيئا من هذا كما أنشئت الجماعة مواقع عسكرية لها تشرف على كثير من هذه المعسكرات وتطل عليها وذلك ليسهل ضربها وقصفها منا في حال تحركها.

· مغالطة بعنوان: السلاح مشكلة يمنية عامة!!

ناطق الحوثيين علي البخيتي قد قال ـ في تصريح للجزيرة نت ـ بشأن مطالبتهم بالتخلي عن السلاح: “إن مشكلة السلاح ستتم معالجتها على اعتبار أنها مشكلة يمنية ولا تخص جماعة بعينها, وعندها يجب على الدولة أن تبسط سيطرتها، وتمنع السلاح ابتداء من العاصمة صنعاء، ثم تتوسع الدائرة إلى أن تصل إلى كل شبر في أرض اليمن, ويمكن أن يتم إصدار قانون ينظم حمل السلاح" وهذه مغالطة صريحة وواضحة فالمقصود هو السلاح الثقيل التي تمتلكه جماعة الحوثي وليس السلاح الشخصي الذي يمتلكه غالبية اليمنيين .!!

·الحوثيون هل سيتجهون للسلمية والمدنية؟!

من وجهة نظر الكثيرون فإن أول خطوات استعادة هيبة الدولة هي أن تنزع الأسلحة الثقيلة من أي جهة كانت وتنقلها لمخازن الجيش والحوثي مطالب اليوم قبل الغد بإثبات وطنيته وحرصه على مستقبل مشرق وآمن لليمنيين وعلى تدعيم السلم الاجتماعي بتسليم أسلحته الثقيلة للدولة وإغلاق معسكراته السرية والمعروفة في صعدة وفي بعض المحافظات وتوجيه شبابه للانخراط مع بقية شباب اليمن لبناء مستقبل اليمن المشرق في المجال المدني والذي يتعايش فيه الجميع تحت مظلة دولة للجميع ويكفينا حروبا واقتتال وبخطوة كهذه سيكسب الحوثي شعبية كبيرة وسيغلق باب كبير من المخاوف لدى أبناء اليمن وسيصبح تيار وطني سلمي وسيكسب كثيرا أكثر مما يمكن أن يكسب بالسلاح والعنف وممارسة القوة ضد المخالفين له خاصة وأن لديه إمكانيات مادية كبيرة تضخها إيران وجهات شيعية في العالم بتوجيه من مراجع إيران والعراق وغيرها أما الحديث عن تسليم السلاح للدولة عندما تكون هناك دولة قوية فهذه مغالطة فكيف ستقوم دولة قوية وهناك جماعة مسلحة داخلها تمتلك السلاح الثقيل ؟!!

• باب المندب كمنفذ بحري للحوثيين

لقد كانت هناك بعض الجهات العسكرية في باب المندب تقوم بالتصدي لشحنات الأسلحة المهربة للحوثيين فقام هادي بتسليم ميناء المخا كمنفذ بحري للحوثيين, حيث أقال قائد اللواء 35 مدرع العميد الركن/ علوي عباد الميدمة الذي كان يرابط في منطقة مفرق المخا والمطار القديم بالمحافظة بعد أن نجح هو واللواء الذي يقوده بإحباط عشرات المحاولات لتهريب للأسلحة وعين بدلا منه العميد الركن يوسف علي السراجي وهو قائد عسكري موالي للحوثيين إضافة إلى تعيين ـ من قبل ـ محمد صبر وهو موالي للحوثيين وشارك بقيادة مسيرة الحياة التي خطط لها الحوثيين وحلفائهم إدارة ميناء المخا ومع بعض التعاون من شوقي هائل وقادة المؤتمر بتعز بتوجيه من صالح صار ميناء المخا الآن منفذ بحري خالص للحوثيين ويعلم الله كم قد هربت وكم ستهرب مستقبلا شحنات أسلحة للحوثيين خلال تسلمهم الميناء وهكذا في هذه البلاد من ينجح ويحبط الفساد والتهريب يكافئ بإقالته وربما تصفيته معنويا وجسديا .!!!

• كيف يجتمع السلاح والحوار ؟!!

السفير الأميركي المتحالف مع الحوثيين سرا قال في مؤتمر صحفي عقد بالسفارة الأميركية بصنعاء على شرف وصول السفير رشاد حسين مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بمنظمة التعاون الإسلامي الذي وصل يومها لليمن ما نصه:(نتفق معكم بأنه لا يمكن لهم القيام بالعملين في آن واحد كأن يحضروا الحوار الوطني ويستمروا بحمل السلاح أما واحد أو الآخر).

ومع هذا فقد شارك الحوثيين بالحوار وفي الوقت نفسه وواصلوا تسلحهم وبمختلف أنواع الأسلحة فحديث السفير الأمريكي هو للاستهلاك الإعلامي ليس إلا ولن يسلم الحوثيين سلاحهم والدولة القوية التي يتحدثون عنها يقصدون بها دولتهم هم عندما يحكمون اليمن على أنقاض هذه الدولة.

·الحوثيون بالجوف رفضوا تسليم السلاح للدولة

لنأخذ دليلا آخر على عدم جدية الحوثي بتسليم سلاحه للدولة ما حدث بالجوف حيث قام رجال القبائل من أبناء الإصلاح وغيرهم بتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة وأمتنع الحوثيين عن تسليم الأسلحة الثقيلة التي نهبوها عند قيام الثورة وهي كثيرة جدا ونوعية ومنها دبابة لقد رفضوا التخلي عن المواقع العسكرية في "المطمة" والصفراء" وفي والمواقع التي في "خراب المراشي" وما يزالون .

الحوثي هدد بالحرب أكثر من مرة

لقد هدد السيد الحوثي اليمنيين بالحرب أكثر من مرة على سبيل المثال قال في حفل عيد المولد النبوي أنه جاهز للسلم والحرب ومع ذلك وبكل براءة يطالبهم البعض بتسليم أسلحتهم للدولة وهي مطالبة عبثية من وجهة نظر الكثيرون وفي الغد القريب وعندما يشتد الخناق من القوى الوطنية على فريق الحوثي في مؤتمر الحوار سيطالبون بمطالب عديدة وعندما تنفذ سيطالبون بغيرها وعندما تنفذ سيطالبون وسيماطلون وسيختلقون مبررات وأعذارا واهية وفي الأخير سينسحبون ويشعلون حربا ضد الدولة وما تجهيزاتهم في دماج واستعداداتهم العسكرية هناك إلا بداية تدشينهم للحرب ضد مخالفيهم من السلفيين في دماج ثم في بقية المناطق..

• شكوك بتسليم الحوثي لأسلحته الثقيلة للدولة

يشكك كثيرون في تسليم الحوثي أسلحة مليشياته للدولة لأن زعيم الحوثيين لا يعترف أصلا بشرعية هذه الدولة ويراها عميلة للأمريكان والصهاينة كما أنه يطمح للوصول للسلطة في اليمن ويعتبرها حق حصري منح الله له دون سائر الناس ويسعى في سبيل الاستيلاء على السلطة إلى زيادة التسلح واستيراد السلاح بشتى أنواعه وما سفن الأسلحة الإيرانية المهربة وكذلك الأسلحة التركية التي تصنع في جزر إرتيرية وتورد وتهرب إليه وبعضها تصادرها السلطة إلا دليل على ما نقول إضافة للمعسكرات التابعة له والتي في صعدة وبعض المحافظات والتي يدرب فيها الشباب على مختلف أنوع الأسلحة الثقيلة والمتطورة على أيدي بعض الخبراء من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني وبعض الجهات العسكرية الداخلية إضافة إلى صفقات السلاح المعروفة بين صالح والحوثيين وقد اشتملت على أسلحة متطورة ونوعية والتي أعترف بها الحوثيين أنفسهم.

• تسليم السلاح للدولة المحك الحقيقي للحوثيين

يرى كثيرون بأن قضية تسليم الحوثيين للسلاح الثقيل للدولة هي المحك الحقيقي للحوثيين والاختبار الكبير لهذه الجماعة فإن سلمت بالفعل سلاحها وكشفت عن معسكراتها وأغلقتها فقد تحولت لتيار مدني سلمي يغلب التعايش والسلم ويبني جسور التعايش السلمي مع الجميع أما إذا رفضت فقد أثبتت أنها جماعة متمردة ومسلحة تسعى لإشعال الحرب والاقتتال ليحقق زعيمها هدفه في كرسي السلطة وهاهي مليشياته تحاصر دماج من جديد وتقتل بعض أبناءه وتقصف منبه بالأسلحة الثقيلة وتدك البيوت على رؤوس ساكنيها لكي تستولي على هذه المديرية الهامة غير مبالية بأي ضحايا أو أعراف أو حرمة عيد أو حقوق إنسان طالما وأنهم قد ضمنوا صمت السلطة وتواطؤ المجتمع الدولي وإذا كانت هذه هي عيدية الحوثي لمواطني صعدة فالقادم أدهى وأمر ما لم تنزع الدولة السلاح الثقيل لمليشيات الحوثي وتخضعها لسيطرتها.