مالا يدركه الوزير العمراني
بقلم/ خليل القاهري
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و يومين
الخميس 15 ديسمبر-كانون الأول 2011 08:22 م

-منذ أقل من عام توقفت عن الكتابة بعد شعور بخيبة أمل جراء خمس سنوات من الكتابة "دون حتى التساؤل عما أريد" من قبل المعنيينعن قضايا إعلامنا وعدم مواكبته حتى للمستويات الدنيا مما يحدث في العالم،وهاأنذا أعاود الكتابة لثقتي أن وزيرنا الجديد سيقرأ ويهتم لكونه أولا كاتبا قبل كونه برلمانيا ووزيرا اليوم،

-فمما لايدركه أنه جاء على تراكمات عقود طويلة من هشاشة البنية في المؤسسات الإعلامية خاصة الإذاعة والتلفزة من حيث اللاقيمة واللاجدوى مما تنتجه هذه المؤسسات المناط بها صناعة رأي عام ذي أسس قوية من أقصى اليمن الى اقصاه بينما أخيرا لم يعد يشاهدها او يتابعها سوى بضعة آلاف ممن لايجدون بدائل وأما مرد ذلك فإلى حالة القطيعة التي صنعتها وسائلنا الإعلامية مع عموم الوطن والشعب،قطيعة نتجت بالضرورة منذ سنوات خلت خاصة مع ازدياد وتعدد الخيارات والبدائل والاهم من ذلك حالة "البرجية"التي أحاطت بها مؤسساتنا الإعلامية نفسها وخاصة التلفزيون فهو يغرد تماماً خارج سرب الواقع،فكل مايهمه هو نشرات أخبار مدة كل نشرة منها ساعتين تقل قليلا أحيانا،ومدة كل خبر فيها لايهم إن تجاوز نصف ساعة بماإجماليه عشر إلى خمس عشرة ورقة كأخبار البرلمان مثلا والميزانية وغيرها من الأخبار التي لاتصلح متلفزة.

-قد لايدرك الوزير أن أبرز مذيعي البلد ومقدمي البرامج غادروا ساحة فضائياتنا المبجلة بسبب سوء الممارسات ضدهم لأنهم فقط يطلبون التحرر من قيود السبعينيات في صناعة الرسالة الإعلامية ومواكبة أدنى مستويات التطور المهني ولكنهم غدوا بقدرة قادر كمن يطلب الخروج عن الوطنية والثوابت من وجهة نظر المعتقين والعسكر لمجرد ابتغاءهم الأفضل

-اليوم سيادة الوزير ستأتي وتحتاج فقط خلال العامين المقرر أن تشغل فيهما منصبك هذا لكي تبدأ بمحاولات حثيثة لاستعادة ثقة المواطن بقناته وقنواته اليمنية لأنها لم تعد قائمة منذ سنوات ولذلك لم تتمكن الدولة أبدا من الترويج لأي سياسة تريدها عبر قنواتها الرسمية لأنها لم تعد مشاهدة أصلا فهي قطعت حبل الود مع الناس بسبب الاستغفال في زمن مفضوح إن صح التعبير،حيث اليوم بإمكان الطفل أن يفقه الحقيقة من خلال وسائط تكاد تلغي التلفزة فيما أصحابنا ظنوا خطئاً أن الناس يتسمرون بالملايين أمام شاشتهم وكله مجرد وهم،

-ستمثل أمامك ياوزيرنا مهام جسيمة لو تمكنت منها لدخلت تاريخا مشرفا في زمن الإعلام الرسمي اليوم ذلك أن كل الوزراء أسلافك أتوا عليها وغادروها دون مساس باعتبارها من ثوابت الشخوص ومنها –اللاإمكانية مثلا في إنتاج برنامج ما خلال فترة وجيزة أو برنامج ينزل للناس في الوطن او غيره لأن ذلك مرتبط بموافقة مبجلة خطية رسمية شرطية من مكان اسمه "المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون"تتحكم بمصائر العمل الإبداعي والإعلاني والمالي من حيث لاضرورة لذلك أبدا،فأبرز قنوات العالم تبث من غرفتين أو "هنجر" وتتحكم بمصير كل مايظهر على شاشتها،ولن أوضح أكثر مراعاة لحيز الكتابة المتاح لي هنا،

-لايدرك الوزير أنه في فضائياتنا وحدها لو انحرفت كاميرا استوديو الأخبار قليلا لأبانت عن جلسات تخزينة قات على الهواء لكل العاملين،وأنه في فضائياتنا وحدها لايشترط في المذيع أن يفرق بين البناء والإعراب والفاعل ونائبه لأن أيسر مهمة هي ان تغدو مذيعا وبعده مديرا،

-تخيل أنه لا يجوز التغيير أو الاستحداث العصري في طريقة العرض الإخباري التلفزيوني ولا في الاستوديوهات ولا في البحث عن رعاية تجارية لنشرات الأخبار وتحسين مستواها أو الارتقاء بشكل الديكورات والمذيعين لأن ذلك "سيضر بالمصلحة العليا للوطن"،وتخيل انك ستأتي على قناة بحجم البلد كل مكتبتها وتوثيقها في أشرطة لم يعد معمولا بها سوى هنا وهنا فقط،،ثم لك ان تعلم انه لن يكون بإمكانك العمل إذا كنت حاملا للشهادات العليا وبمهنية فسيتآزر كل مدراء الإدارات والعموم لتضييق الخناق عليك حتى تضيق ذرعا بالمكان والشخوص وربما الوطن ليس لشيئي سوى لأنهم يظنون انك ستأتي منافسا قويا على المناصب والإدارات وإن كان ذلك من حقك لكنهم ظنوه من حقهم فقط فاستمروا في مناصبهم منذ عشرات السنين في مخالفة صريحة لسنة الله في الكون ولصيرورة الحياة التي لا تكون إلا بالتغيير ولعل هذا حدث من قبل مع زملاء ضاقوا ذرعا بقناة بلدهم لأن بعض القائمين عليها اعتبروها ملكا خاصا،فقد ذهب خيرة الكوادر ويصدحون الآن إبداعا بعضهم من خارج البلد وبعضهم من الداخل وبعضهم يعانون بؤسا ومن نماذجنا المبدعة تلك"رعد أمان"الشارقة"-رائد عابد"الجزيرة"-ليلى كليب"الشارقة"،وديع منصور"بي بي سي"،مروان الخالد"الحرة"،محسن محمد"الإمارات"،علي صلاح،احمدالمسيبلي، مايسة ردمان، مها البريهي، والقائمة تطول.

-ستجد أن ابن المهرة أو تريم أو الغيظة أو الحوطة أو غيرها لا يجد مبتغاه على شاشاتنا التي تستنزف مئات الملايين من ميزانية البلد لتنتج رسالة محنطة لا تتجاوز في تأثيراتها أسوار التلفزيون ليس لشيء إلا لأن الأطفال عبثوا بشاشة بلد وقدموا وطنا مقزما جدا،فهل إلى تغيير من سبيل؟؟؟.