الآن بدأت الثورة بجد ..
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 23 يوماً
الخميس 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:06 م

(إذا تم شيئا بدأ نقصه× ترقب زوالاً إذا قيل تمّ)

معذرة هذا ليس استهلالا للاستسلام لوحش التشاؤم وغول المزاج السوداوي والبلغمي ولكن شريط الذاكرة بلهيبه يعرض نفسه أمام خيالنا عنوة عنا ويشدنا بصداه الى مطلع عام 1994م حين (تم) الاتفاق حينها بين شركاء-فرقاء – الوحدة المرحومة حين تهللت اسارير الملايين وهي مشرئبة الأعناق الى حاضرة المملكة الأردنية ظنا ان الجميع قد افلت من بين مخالب الحرب وانيابها الناشبة بأجساد الكل ،وان كان نصيب الجسد الجنوبي اكثر ادماءً ونزفا بعدما -دهته دهياء لا عزاء لها- كما يقال، ليكتشف الجميع باستثناء اصحاب النوايا السيئة والعقول الخربة الذين اعدوا لحربهم على الجميع ما استطاعوا من رباط خيولهم التي داست بسنابكها حتى فوق اجساد شركائها بساحات غوايات (الوغى) وايونات قصور النصر المزعوم.

- اليوم يوقع علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية وان كانت مياه كثيرة قد جرت بنهر ستة عشر عاما بعد تمنع وتلكؤ منه يفصح عن فساد النية التي ذكرها باطلا بخطبة وداعه اكثر من مرة ولدينا اعتقاد من واقع تجارب مريرة معه ومع اركان حكمه الصدئ المخاتل ومن معرفتنا باننا امام عصبة لا يؤمن جانبها وإن انحنت انحناءة العاصفة ،فهوسها لا حدود له بالتشبث بكرسي الحكم من اول خطبة بإذاعاتها الى آخر طلقة بأسلحتها. وليس بوارد تفكير هكذا عقول إن يكون العهد مسئولا.

بطريقة الحذلقة والتذاكي الغبي يريد ان يقضي وطره من هذه المبادرة في نقطة الضمانات التي يعتقد انها ستنجيه بجسده من الغرق في بحر دماء ضحاياه- وما اكثر- ومن وحبل المشنقة لقاء الجرائم الانسانية والاقتصادية والوطنية وبيع الارض وغيرها وغيرها من كومة الجرائم والفضائع التي اقترفها خلال ثلاثة عقود من حكمه ،وما دون ذلك فالتنصل من التوقيع بعد ان يظن واهما انه سيفلت من زَرَد قيود النهاية المحتومة قد رمى دائه بخصومه وينسل هو مبتغاه، تماما مثلما عمل بشنه الحرب على الجنوب بعد ما رمى بوثيقة العهد والاتفاق بصيف 94م القائظ عرض الحائط ولم ينس ان يتهم ضحاياه بانهم هم من تنصل عن الوثيقة في نفس الوقت الذي كان يوسع تلك الوثيقة نقدا وتشنيعا وتشويها ( وثيقة الغدر والانفصال) نقيضا لما قاله قبيل التوقيع يوم3مارس من نفس العام عن هذه الوثيقة بما معناه:( بانها وثيقة تمثل المخرج الامثل من الازمة السياسية) وهو يشحذ سيفه في ديجور جحر التآمر.

- قَدِّر لِرِجلك قبل الخطو موضعها ، فمن أسرع كثر عثاره ،فإن لم يضع ثوار الساحات حقيقة ان الثورة التي ضنوا انهم قاموا بها قبل عشرة اشهر لم تبدأ الا في نفس اللحظة التي وضع علي عبدالله صالح من يده قلمه عشية ليلة الأربعاء32 نوفمبر بالرياض. فحتى لو رأيت نيوب (الثعلب) بارزة فلا تظن انه يبستم لك فهو يحضر لميكدة جديدة وينسج شيطنة جديدة من منواله الفاسد.

- هناك حيثما عطست حاضرة العرب الكبرى القاهرة لتصاب بعدها باقي العواصم بحمى الثورات ومن ثورة شبابها الرائعة التي عصفت بفترة حكم احد الاصنام لكم منها ومن عزيمة ثوارها عبرة حسنة ودرسا يستحق استيعابه في مدرسة الثورة والثوار الاحرار، فهؤلاء لم يغرّهم ولم يغريهم سقوط رأس الصنم طالما بقيت ثمة أصنام واوثان في باحات هيكل ثورتهم ومعبد حريتهم تحاول ان تعيد انتاج نفسها ثانية بقالب ثوري وبقلب استبدادي فاسد، وهاهم يأبون الا ان يكون نجاح ثورتهم وانتصارها تاما غير منقوصا وحتى وان خيل للعالم ان فصول الثورة قد اكتملت واسدلت برودها، فأهل الثورة وشبابها ادرى بشعابها ودروبها وأعلم بخديعة الطبع اللئمُ للمستبد وبقاياه ، وقديما قالت العرب احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره.

حكمة: ( إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصار..)