الحوثي والانقلاب على إرادة الشعب
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 18 يوماً
الإثنين 21 سبتمبر-أيلول 2020 04:22 م


ما حدث في 21 سبتمبر 2014م، هو انقلاب على إرادة الشعب اليمني، وليس على شخص عبدربه منصور هادي، لأنه لو لا إرادة الشعب لما أصبح رئيساً للجمهورية اليمنية، والشعب هو من اختاره وجاء به إلى السلطة، والتعدي عليه هو تعدي على الإرادة الشعبية.

يحاول الحوثي جاهداً بأنه يستهدف شخص عبدربه منصور هادي، وأن جوهر الخلاف بينه وبين هادي وحكومته، وأن هادي عاجز وفاشل ولا يصلح للحكم وأن الحكومة فاسدة ولا تمتلك القدرة على إدارة البلاد، مستغلاً ما يراه على الواقع، ليذهب بالجميع بعيداً عن انقلابه وجرائمه وانتهاكاته وفساده.

ونتيجة ذلك أصبح يترسخ في أذهان الكثير بأن الحوثي انقلب على هادي وأن الانقلاب يستهدفه ويستهدف الحكومة، وكأن هادي كان ملكاً على اليمن، أو جاء عن طريق انقلاب، وليس عبر صناديق الاقتراع وبصوت وإرادة كل مواطن يمني.

عبدربه منصور هادي لو لا إرادة الشعب لما أصبح رئيساً لليمن، واستهدافه هو استهداف لإرادة الشعب، ومن حق الشعب الدفاع عن إرادته، ولا يبرر فشل أو تقصير الرئيس هادي الصمت على انقلاب الحوثي على الارادة الشعبية والاستسلام لما يفرضه عليه بالقوة.

إذا كنت أنا وأنت والسواد الأعظم في الشعب اليمني مع الحل السلمي والشراكة والتداول السلمي للسلطة، ورفضنا الحرب والدمار واخترنا رئيس لفترة انتقالية ونريد أن بني الوطن ويشارك الجميع في البناء والاستقرار والتنمية ويعم الخير أرجاء اليمن، وجاء الحوثي بمشروع تدميري هدم أحلام الشعب وجر البلاد إلى مربع العنف ونهب مؤسسات الدولة ونشر الحروب والدمار في كل محافظة، وقضى على إرادة الشعب في اختيار من يمثله، وفرض سلطة بقوة السلاح في مناطق سيطرته.. فهذا بغي وعدوان علينا كشعب وعلى إرادتنا وليس على هادي.

هادي نحن من نمنحه الشرعية وليس هو من يمنحنا شرعية البقاء على قيد الحياة والدفاع عن حقوقنا كشعب له دولة مستقلة ذات سيادة وسلطة ذات نظام جمهوري يحق له الدفاع عن حقوقه في الحياة واختيار من يمثله.

ولا يبرر تقصير الرئيس هادي وفساد وفشل الحكومة، الصمت على انقلاب الحوثي والقبول به فهو بانقلابه استهدف ارادة الشعب وليس شخص هادي والحكومة وبجرائمه يستهدف أبناء الشعب اليمني وهم من يدفعون ثمن انقلابه ومن حقهم الدفاع عن أنفسهم وإرادتهم وعدم الارتهان إلى من لا يملك من أمره شيء، وعدم الصمت على الانقلاب على إرادة الشعب بحجة أن من اختارته تلك الإرادة وتم الانقلاب عليه ليس أهلاً للثقة، فمن حق تلك الإرادة الدفاع عن نفسها والاستمرار في نضالها واختيار من يستحق الثقة من الميدان ويشاركها الدفاع عنها والقضاء على المليشيات الخارجة عن القانون وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وبناء دولة يمنية حديثة تحوي الجميع كأي دولة في العالم ويعيش الشعب اليمني حياة آمنة مستقرة كغيره من شعوب البلدان الأخرى حول العالم.