بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين رئيس مجلس القيادة يطلع على خطة استئناف جلسات مجلس النواب عصابة نسائية متخصصة في الإبتزاز والنصب تقع في قبضة الأجهزة الأمنية بنوك صنعاء على حافة الكارثة.. اندلاع مواجهات مسلحة ومحاولة لاقتحام احد البنوك بالقوة تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه
الإدارة الأمريكية هي أكثر من تتحدث في العالم عن الديمقراطية وعن الحرية، تماما كما تتحدث أبواقنا الرسمية!
فهذه الثورات، التي كشفت قبح الأنظمة الفاسدة، هاهي اليوم، يوما بعد يوم، تكشف لنا أيضا زيف إدعاءات الإدارة الأمريكية، و التي تحاول أن تقف سدا منيعا أمام التحول الديمقراطي الحقيقي في اليمن ويبدو أيضا في غيرها من بلدان الثورات!
تقول المعارضة والثورة في اليمن بأنها ستراعي مصالح الأصدقاء والأشقاء في اليمن، وهذا هو في الحقيقة حسن نية من قيادات المعارضة ومن شباب الثورة تجاه الأصدقاء! فمعظم شباب الثورة ومعظم قيادات المعارضة تعتقد بأن مصالح أمريكا هي تلك المصالح التي تعلنها! وتعتقد أيضا بأن الإدارة الأمريكية قد غيرت سياساتها تجاه شعوب المنطقة!
فمعظم المصالح الأمريكية المعلنة، هي مصالح مشروعة لها، ولا تتعارض مع مصلحة المعارضة ولا مع مصالح ثورة التغيير، بل ينسجم بعضها مع الثورة، فمثلا في موضوع الإرهاب، نحن في اليمن ثوارا ومعارضة بل وحتى فئة صامتة نقف بقوة ضد الإرهاب، ومن مصلحتنا القضاء على الإرهاب!
بل إن انتصار الثورة وتحقق العدالة والديمقراطية والتنمية المنشودة بإذن الله، سيقضي على الإرهاب في اليمن!
ولكن الحقيقة أن مصلحة الإدارة الأمريكية ليست في تلك المصالح المعلنة، ليست في محاربة الإرهاب كما تقول، أو في غيرها مما تعلن، وإنما مصلحة الإدارة الأمريكية التي تتضح كل يوم أو بالأدق مصلحة اللوبي المحرك للسياسة الأمريكية في المنطقة، هو في وجود نظام "استبدادي" في المنطقة، يتبع الولايات المتحدة، وبالتالي يستطيع هذا النظام أن يفرض السياسة الأمريكية في اليمن وفي غيرها من دول المنطقة، دون الحاجة للاستماع أو أخذ اعتبار الشعب اليمني أو الشعوب الأخرى!
فهنا علي سبيل المثال تجربتين في المنطقة، تجربة ديمقراطية تركية، وتجربة مصر مبارك "الاستبدادية":
ففي مصر مبارك، كل ما تحتاجه الولايات المتحدة لإغلاق معبر رفح المصري، هو مكالمة هاتفية إلى مبارك، حينها يغلق النظام المصري المعبر مباشرة، رغما عن أنف كل الشعب المصري، ورغم عن أنف مشاعر المصريين!
أما في تركيا حيث الديمقراطية، فتجد الإدارة الأمريكية ، فمثلا عندما أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدتها الجوية في تركيا في حرب العراق 2003، رفضت تركيا، لأن القرار يجب أن يصوت عليه البرلمان، هذا البرلمان المنتخب "حقيقية" من الشعب، فرفض البرلمان، فكان أمرا مزعجا للغاية للولايات المتحدة!
وبالتالي فإن مطلب الثورة المتمثل في "دولة مدنية ديمقراطية" هو الإرهاب الحقيقي الذي تخشاه الإدارة الأمريكية، وتعتبره تهديدا للنفوذ الأمريكي غير المشروع، وتعتبره بعض الدوائر الأمريكية المتطرفة بأنه استعلاء من الشعب اليمني، الذي يريد أن يتخذ قرارته وفقا لإرادته وطموحه! على عكس ما هو حاصل في الأمس القريب، حيث وأن القرارات في اليمن تمليها الإدارة الأمريكية عبر نظام يتزين بعملية ديمقراطية هزيلة، تزداد سوءا مع مرور الوقت!
فالإدارة الأمريكية تريد أنظمة ديمقراطية "صورية" تابعة لها، وتقف بكل جبروتها ضد أي نية للتحول الديمقراطي الحقيقي، ولحماية سمعتها، تستخدم الولايات المتحدة دول إقليمية في المنطقة نيابة عنها للوقوف بوقاحة ووضوح ضد التغير الديمقراطي القادم، وشعار الإدارة الأمريكية في سياساتها هذه: يكفينا الصداع التركي! الذي يتخذ قراراته وفقا لرغبة الشعب التركي وليس وفقا لرغبة الإدارة الأمريكية!
بل وحتى في موضوع مكافحة الإرهاب، هذه المصلحة الأمريكية المعلنة، نعتقد أن أمريكا غير جادة فيها، وأنها تماما كالنظام، تريد أن يبقى اليمن "بؤرة للإرهاب"، كملف للتلاعب والابتزاز، بما فيها ابتزاز الشعب الأمريكي التي يدفع ضرائب باهظة لهذه الإدارة! ولربما أن انتصار الثورة وعودة الأجهزة الأمنية ليد الشعب سيكشف كثيرا من ألعاب الإرهاب التي تلعبها الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الأنظمة العربية الاستبدادية، والتي ستكون فضيحة أشد وطأة من فضائح ويكيليكس!
وبالتالي على المعارضة اليمنية أن تدرك جيدا وهي تتحاور مع الولايات المتحدة، بأن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو بقاء جزء مهم من السلطة بيد بقايا النظام وعدم وصول السلطة في اليمن إلى يد الشعب اليمني أو إلى أي قوة تفوز بانتخابات نزيهة، وتتستر الولايات المتحدة خلف قضية الإرهاب لتحقيق هذا الهدف!
إن هدف الإدارة الأمريكية من خلال لقائاتها وضغوطها على المعارضة هو المحاولة قدر الامكان إبقاء أكبر عدد من رموز النظام السابق في السلطة، أو صعود شخصيات معينة بدلا عن بعضهم! وخاصة العسكرية والأمنية، وهذا ليس من أجل القضاء على الإرهاب، وإنما من أجل ضمان ممارسة البلطجة وعرقلة أي عملية ديمقراطية حقيقية قادمة، وإبقاء السلطة بعيدة عن أي حكومة منتخبة، إذا تمكنت من خوض انتخابات نزيهة!
فمصالح أمريكا المشروعة، وهي معظم ما تعلن عنها الولايات المتحدة، أمر لا نختلف فيه معها، وتأكيدنا على حمايتها هي رسالة أطمئنان إلى الشعب الأمريكي، وإلى مؤسساته المحترمة، وحماية الثورة لهذه المصالح أمر واضح للمتابع الدقيق، وواضح في ملامح الثورة سواء في شبابها أو معارضتها، ولكن ممثلي الإدارة الأمريكية الذين يلتقون بالمعارضة في صنعاء، ليست لديهم مصالح مشروعة، هم في الحقيقة القيادة العليا "لبقايا النظام"! ويحاولون إبقاء المؤسسات العسكرية والأمنية وغيرها في يد "أصدقائهم غير الشرعيين"،
ومن هذا المنظور لا بد للمعارضة أن تتخلى عن حسن النية الزائد، وأن تدرك بأن كل تصرفات المراوغة التي يقوم بها النظام، إنما هي تصرفات يقوم بها بالتنسيق مع الإدارة الأمريكة، التي خفضت ميزانية الدعم للنظام، ولكنها أوكلت إلى الجارة الكبرى تعويض ذلك أضعافا مضاعفة!
وعلى المعارضة أن تكون يقظة، و ألا توافق إطلاقا على أن يبقي جزء من السلطة بأياد خارج العملية الديمقراطية! وأن تقول للإدارة الأمريكية بملئ الفم: نحن مصرون على الديمقراطية، وديمقراطية كاملة، وإلا فالحسم الثوري!