كهرباء الجاهلية
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 27 يوليو-تموز 2010 11:28 ص

عمت صباحاً يا أبا لهب! إلى أين تمض يا أخا العرب؟

- سأذهب لجلب دبة غاز من كوريا الجنوبية.

- ويحك يا رجل! أصبأت عن غاز آبائنا وأجدادنا؟ تالله لأقلبن بعيرك بترولا بدلا من الغاز!

ـ تبا لك يا أبا جهل! ألم تعلم أن سعر الغاز في كوريا أرخص من سعره في مضاربنا؟!

ـ ولماذا هو أرخص في كوريا؟

ـ لأنها تشتري المتر الغاز بثلاثة دولارات فقط، ومن مضاربنا.

ـ ثكلتك أمك! ولماذا نشتريها بألف ومائتي ريال؟

ـ لأن بأسنا بيننا شديد.

ـ أي بيعة هذه!

ـ بيعة سارق، بعيد عنك.

ـ ثكلتك أمك يا أبا لهب! وما حاجتك إلى الغاز وزوجتك حمالة الحطب!

في ساحة قريش يخرج أبو الحكم على الملأ ويهتف بعلو صوته:

ـ يا قوم! لقد صبأت الكهرباء ورب الكعبة! بين كل هنيهة وهنيهة "طفي لصي"، حتى أحرقت غسالاتنا وثلاجاتنا وتلفزيوناتنا...

ـ إنه الماطور، إذن!

ـ وما الذي جلبك على الكهرباء وفواتيرها وسعر الكيلو الكهرباء قد بلغ مبلغه وديونك لخزاعة صاحب البقالة قد تجاوز كل حد بسبب الشموع.

ـ وماذا أفعل؟!

ـ ألست جارا لأبي لهب؟

ـ بلى.

ـ إذن، وفر على نفسك واربط سلكا من رأسه وولع ببلاش.

ـ ويحك يا شعتنة! ألم تعلم أن البلاش يجيب العمى والطراش!

ـ جل سادة القوم وكبرائهم يولعون ببلاش، وأنت واحد منهم.

يذهب أبو الحكم إلى دار أبي لهب ويطلب منه أن يربط له سلكا من رأسه، فيرد عليه أبو لهب:

- أكلتك أمك يا أبا الحكم! وكيف تريد أن أربط لك سلكا وأنت بلا "عداد"؟

ـ ويحك يا أبا لهب! أنسيت أننا نهرب الديزل معا، ومعنا محارب بن فهر؟!

ـ فلتصمت أيها الأحمق! وسأربط لك سلكا من الضغط العالي.