خارطة مناطق استعادها الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تتلاشى بشكل متسارع من الخارطة السودانية
قلق إسرائيلي من محادثات واشنطن المباشرة مع حماس
تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
اجتماع برئاسة العليمي يناقش إجراءات الحكومة للتعاطي مع قرار تصنيف الحوثيين ''منظمة إرهابية'' والتخفيف من آثاره المحتملة
بعيدا عن تل أبيب.. البيت الأبيض يقود محادثات مباشرة مع حركة حماس
حيث الانسان يصل أقاصي جبال ووديان حضرموت.. مدرسة بلقيس حلم الاباء وأمنية الأبناء يصبح واقعا ملموسا.. تفاصيل
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع الرئيس المصري واهم ملفات اللقاء
وزارة الخارجية تناقش مع السفير الأمريكي دخول قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيز التنفيذ
لغم حوثي يودي بحياة 4 مدنيين بينهم طفل في الحديدة
مئات الإنتهاكات الحوثية في صنعاء خلال العام الماضي.. تقرير
منذ تأسيسه قريبا ، وحيازته - بأصوات مؤيديه - صك تمثيل الجنوب ، ظل المجلس الانتقالي ينتقل من فشل إلى عجز في تحقيق بنود تفويضه الشعبي الخاص .
- فشل حين جعل نفسه تابعا منقادا منفذا لأجندات وأهداف دولة الإمارات ، بدلا من كونه قائدا مفوضا لسيادة وطن وحقوق مواطنين . وبالمقابل ناصب العداء للسلطة الشرعية متحديا كل عرف سياسي ووطني ، متمردا على الرئيس الجنوبي ، ومتجاوزا قرارات الحكومة ، طاردا سلطتها من ممارسة مهامها على الأرض . بدلا من السير معها بتناغم وتناسق لتحقيق كل ما من شأنه تنمية البلاد ورخاء العباد .
- فشل حين مارس في خطواته العملية كل أشكال العنصرية والنبذ والاستئصال لشركاء الأرض اليمنية والهوية الجنوبية ، متهما كل من خالفه بالخيانة والعمالة ، والإرهاب والأخونجية ، ومحملا أياهم ما يحدث من جرائم وفساد ، متحديا بذلك عقول غالبية الشعب الذي يرى بأم عينيه عدم وجود أي يدٍ لهؤلاء فيما يُقذَفون به من تُهَم ، فأصبح الناس مدركين أنهم فقط شماعة لكل عجز للمجلس وفشل . كما أنه ازاح عددا غير قليل من رموز وهامات الحراك ، والتي كان لها دور بارز في النضال والتعريف بقضية الجنوب العادلة . وقبل ذلك تم تهجير رموز المقاومة وأبطالها من ملعبه لينفرد بتبعية القرار . كل ذلك بدلا من توظيف مجلسه ليكون حاضنا يستوعب الشخصيات والمكونات على الأرض بالتآلف وحسن الظن ، وبالمشاركة في صنع القرار وتصحيح المسار .
- فشل حين تفنن تابعوه عسكريا وتنظيميا في ممارسة كل ما يسيء للتفويض الذي يحمله ، بتوجههم نحو التكسب الشخصي والنهب والبسط والتعدي على حقوق خاصة وممتلكات عامة . كما أطلق عنان قواته بممارسات مليشاوية غير نظامية ولا مسؤولة ، وبعضها بمسميات شخصية ، تخضع لأوامر القائد مباشرة ، دون مرجعية لها ، حتى وصل أمرها للتنازع فيما بينها حول الصلاحيات والمربعات ، وتأجير آلياتها وجندها لصاحب كل مظروف متخم ، ولو كان باسطا وناهبا لحق غيره .. عاما كان أو خاصا .
- فشل حين تفشى الخطف القهري والاعتقال القسري والاغتيال العلني ، وتعددت اشكال الجرائم ، والتي لم تسلم منها حتى براءة الأطفال وحرمات البيوت ، حتى أصبحت عدن مدينة مستباحة لكل مجرم وفاسد وبلطجي يعيث فيها قتلا ونهبا وفسادا دون متابعة جادة ولا ضبط حقيقي .
- فشل حين رسم صورة دميمة متشائمة للجنوب ، معيدا للأذهان صورة التناحر القديم ومجسدا أمامهم التنافس المناطقي المقيت . لقد حطم باحترافية شكل الجنوب الذي ظل أهله يحلمون به .. فتخلى كثيرون عن الحلم .
- فشل حين تملكه العجب والغرور والتباهي بما تحقق عسكريا في عدن ، فجعله ينطلق بعيدا معتمدا على قراءة منتشية ، وتقييم خاطئ . وهذا الغرور أوصله إلى عدم الاقتناع بما أنجزه وعدم الرضى بما سيحققه . ففي شبوة وافق المحافظ لطلبهم بخروج اللواء 21 ، ولكنهم اشترطوا بعنجهية خروجهم بالسلاح الشخصي فقط دون غيره مطلقا ، وهذا أمر يمكن تحققه للغالب في المعارك ضد المغلوب ، وليس في عُرف التفاوض والوساطات لتحقيق التصالح وحقن الدماء ، كما أنه سلاح سلطة شرعية تحظى باعتراف دولي ودعم أقليمي ، وماكان لهم التوغل في تحديها واذلالها . وهنا كان قبولهم بخروج تلك القوات وبكافة أسلحتهم يعد مكسبا قويا وتقدما راسخا على الأرض لهم . ولكن أنى يكون ذلك لمن لم يبلغوا من الدراية والخِبرة عِتيا .
- فشل حين اعتمد كليا على آراء وقراءة قيادات ميدانية ورموز شبابية مندفعة ، ومنعدمة الحكمة والفهم ، وربما خول لهم حق القرار على واقع الأرض . بينما تخلى عن مشاورة رجال عاصروا السياسة وفهموا متقلباتها ، ولم يستأنس برأيهم وحكمتهم ، كالشيخ صالح بن فريد ، صاحب الثقل القبلي والاجتماعي ، والعارف بكثير من بواطن الأمور وظواهرها ، والذي وصل بهم الأمر - لتصغيره - إلى اصدار أمر استدعاء حضوري له أمام نيابة دار سعد بعدن ، بينما سلم المجرمون الحقيقيون من مثل ذلك الإجراء . وهذا وحده مثال على فقدانهم لكثيرين غيره من أهل الحل والعقد والثقل القبلي والاجتماعي ، من هنا وهناك .
- وهناك أسباب أخرى لا يسع المقال لسردها . ولكن وبناء على ما سبق !!، هناك تساؤل يراوح عقلي ويزعجني . هل فشل حقا الانتقالي فيما فُوِضَ له ؟ ام أنه نجح فعلا فيما تأسس من أجله ؟. وأيا كان الرد ... فإن قضية الجنوب لا يمكن حصرها في ( مجلس ) ، وحقوق شعبه لن يستوعبها ( انتقالي ) .
أبو الحسنين محسن معيض .