|
غدت محافظة مأرب أحد أهم المحافظات اليمنية لما تحتويهـ من إرثٍ تاريخي عريق غني عن التعريف ولذا يعد الإرث التاريخي أحد الروافد السياحية للمحافظة خصوصاً واليمن عموماً ، بالإضافة إلى سد مأرب الجديد الذي قام على أنقاض سد مأرب القديم الذي أندثر بمياة سيل العرم الذي كان سبباً في هجرة ساكني مملكة سبأ ( مأرب حالياً) إلى شتى أصقاع البلاد ...
وللشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رحمهـ الله يداً كريمة ساهمت في بناء سد مأرب الجديد ، وكذلكـ يُعزى أهمية تلكـ المحافظة المنسية ( مأرب ) إلى ماتحتويهـ من ثروات نفطية ساهمت في بناء الدولة اليمنية قبل الوحدة وبعدها ، لا بل أصبحت الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها من المحطة الغازية في حقل صافر النفطي مصدرها تلكـ المحافظة التي تُضيئ محافظات كثيرة من ضمنها العاصمة صنعاء بينما لاتزال بعض مديرياتها تعيش في الظلام ...
إرثٍ تاريخي ، وثروات نفطية ، وطاقة كهربائية تستفيد منها الكثير من المحافظات ، هي ماتتميز بهـ محافظة مأرب عن غيرها من المحافظات اليمنية الأخرى ، ورغم ذلكـ العطاء والسخاء الذي يصب في أحواض الحكومة إلا أن محافظة مأرب محرومة من ماتجود بهـ ، والسبب هو البُخل والشُح الذي تتصف بهـ الحكومة تجاهـ تلكـ المحافظة الكريمة الودود الولود مقارنة بالسخاء والعطاء والكرم الذي تنالهـ مديريات داخل محافظة صنعاء ...
في 1/1/2004م صدر قرار جمهوري بإنشاء كلية مجتمع في مديرية سنحان ( موطن فخامة الرئيس الصالح) محافظة صنعاء ، وأخرى في سيئون محافظة حضرموت ...
وتتمتع مديريات صنعاء ( خولان – أرحب – خمر – عمران قبل أن تصبح محافظة – ريمة قبل أن تصبح محافظة ) جميعها بمميزات تتفوق بها على محافظة مأرب من حيث وجود كليات للتربية والعلوم والآداب بينما محافظة مأرب تشكو من وجود كلية أسوة بتلكـ المديريات وليس المحافظات ...
وفي خضم المعركة الإنتخابية الرئاسية حيث كانت المعارضة في أوج نشاطها وذلكـ في عام 2006م ، مما جعل روح المنافسة عالية بين الحزب الحاكم والمعارضة رغم يقين الجميع مسبقاً بفوز مرشح الحزب الحاكم الذي لم يتنازل عن كرسي الحكم طيلة ثلاثون عاماً جدبها وجفافها غلب إخضرارها وخيرها ...
وفي خضم تلكـ المعركة الإنتخابية التي يكثر فيها زيارات الوزراء والمسؤولين التابعين للحزب الحاكم للمحافظات والمُدن التي يكثر فيها عدد السكان ولضمان الحصول على أصوات الناخبين في تلكـ المحافظات والمُدن تتكاثر وتتوالد وتتناسل المشاريع والوعود الإنتخابية ويتم وضع حجر أساس لمشاريع لن تأتي مالم يحصل مرشح الحزب الحاكم على أعلى عدد أصوات ...
وبعد فوز مرشح الحزب الحاكم للرئاسة الذي بفوزهـ أضاف سنوات إلى سنوات حكمهـ الثلاثون عاماً السابقة ، فإن جدار حجر الأساس الذي وضعهـ وزراء ومسؤولين لمشاريع كثيرة لازالت تنتظر الوفاء بتلكـ الوعود التي تتناسل وتتزايد متى مالاح في الأفق إنتخابات ...
محافظة مأرب تحتضن معهد مُعلمين يحمل خريجيهـ شهادة الدبلوم ، ووفقاً لنظرية النشوء والرُقي والتطور لداروين فقد تطور وترقّّى وتحول ذلكـ المعهد إلى كلية للتربية والعلوم والآداب أثناء الحملة الإنتخابية للرئاسة ...
تم تخريج أول دُفعة من تلكـ الكُلية التي جادت بها معركة إنتخابية حامية الوطيس ، وتحمل تلكـ الدُفعة إسم الشهيد / جابر الشبواني الذي أسُتشهد في غارة جوية ضد الإرهاب ، ليقوم بعدها بعض أبناء المحافظة الذين لايتمتعون بأي وعي وبُعد ثقافي ولايدركون حجم الضرر الذي سيطال ذلكـ الصرح التعليمي في حال تم إلغاء تلكـ الكلية ، وماهو مصير طُلاب محافظة مأرب الذين يتلقون تعليمهم الجامعي فيها بسبب ذلكـ العمل الشائن الذي قاموا بهـ حيث تم إعتراض حافلة تقل أعضاء هيئة التدريس الذين وافقوا على المجيئ من صنعاء إلى مأرب من اجل التدريس في الكلية ...
محافظة مأرب محرومة تم تهميشها وتجاهلها من قبل الحكومة ، وساهم في ذلكـ الحرمان أبناءها الذين لايدركون ماهي أبعاد مايقومون بهـ من أعمال شائنة أعطت للحكومة مُبرراً في الحرمان والتهميش والتجاهل ...
لم تكتفي الحكومة بذلكـ الحرمان لتلكـ المحافظة الكريمة ، بل جعلت منها كبش فداء يتم التضحية بهـ لإستدرار الدول التي تحارب الإرهاب كي تدر عليها مليارات الدولارات تذهب لمصلحة الخاصة ، حتى أطلق عليها فخامة الرئيس مسمى مثلث الشر إضافة إلى محافظة الجوف وشبوة مقتبساً ذلكـ المُسمى من مصطلح محور الشر الذي اطلقهـ بوش الإبن على إيران وكوريا وسوريا...
إن إلغاء كلية مأرب هو بمثابة حرمانها من أدنى حقوقها وحقوق أبناءها الدارسين فيها والمعقود في تعليمهم وتخرجهم ووعيهم الخير والتقدم للمحافظة خصوصاً ولليمن عموماً ، وفي قرار الإلغاء مؤامرة دنيئة خسيسة الهدف منها حرمان المحافظة وأبناءها من ماسوف يترتب على تخرج وتوظيف يساهم في الحد من البطالة المتفشية في أوساط الشعب اليمني ...
نناشد أبناء محافظة مأرب ممثلين في محافظ المحافظة ( العميد الركن/ ناجي بن علي الزايدي ) ومشائخها وأعيانها وأبناءها المثقفين بأن يقفون صفاً واحداً لمنع أي قرار لإلغاء كلية مأرب التي حُرمت منها المحافظة وأبناءها سنوات طويلة مقارنة بكليات مديريات محافظة صنعاء ...
ونتمنى من أبناء المحافظة الغير واعين لما يقومون بهـ من أعمال قطع طريق وتعرض حافلة الأساتذة أن يترفعوا عن مثل تلكـ الأعمال التي تُسيئ للمحافظة وتُسيئ لأبناءها وإن كان من أبناءها معقوداً بهم الخير للمحافظة ولليمن ...
في الثلاثاء 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 08:00:09 م