إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
تلقى كاتب هذا المقال اتصالا هاتفيا، من قناة الرافدين التي تبث من القاهرة يوم 27/5/2009، طالبة منه التعليق عبر الهاتف في نشرة الرابعة مساء على أقوال وزير الإعلام اليمني الأستاذ حسن اللوزي تجاه ايران واتهامه لها بدعم الحراك في جنوب اليمن والتمرد في شماله وبانها تعمل على قيام دويلات شيعية في اليمن.
وقد سأل الشخص الذي قام بالإتصال الكاتب عن رأيه قبل الربط على الهواء فكان رد الكاتب بأن تلك الإتهامات من وجهة نظره هي كلام فارغ، ونصح بالبحث عن شخص آخر إن كان الهدف هو إدانة ايران بدون أدلة كافية، وهو ما فعلته القناة.
الإتهامات اليمنية
دأبت الحكومة اليمنية منذ عام 2004 وفي كل جولة من جولات الحروب الخمس التي خاضتها مع ما يعرف بالحوثيين في الشمال على توجيه اتهامات إما الى ايران أو إلى بعض الجماعات داخل ايران. وامتدت الإتهامات في مرحلة من المراحل لتشمل ليبيا وحزب الله اللبناني. ولم تنج دولة قطر التي عملت كوسيط بين الحكومة اليمنية والحوثيين من اتهامات مشابهة.
ولا تخرج اتهامات وزير الإعلام اليمني لإيران والتي اطلقها مع نهاية أيار (مايو) عن تلك الإتهامات التي سبق وان وجهتها الحكومة اليمنية لإيران في مرات سابقة، ثم ما لبثت ان تراجعت عنها.
ولعل الطريقة التي تم بها صياغة الإتهامات تمثل خير دليل على غياب الجدية فيها. فقد قال الوزير "لدينا معلومات أكيدة بأن هناك تجمعات ومرجعيات في إيران تعادي الجمهورية اليمنية ولها مشاريع تفتيت وتمزيق داخل الوطن العربي، وللأسف الشديد هذه الجهات وجهات أخرى تعتقد أنها ستنجح في مخطط صهيوني استخباراتي يستهدف اقامة دويلات طائفية داخل الوطن العربي وفي فسيفساء مذهبية مذمومة".
ومع أن الحديث عن وجود "معلومات أكيدة " يثير الإنتباه الإ ان توجيه الإتهام الى تجمعات ومرجعيات وليس الى ايران يبرهن على ان المسألة لا تعدو عن كونها ضجيجا فارغا. وحتى ما سمي بـ'معلومات أكيدة' تم الحديث عنه في مناسبات سابقة، ثم لم يثبت صدقه.
ويبدو أن تلك المعلومات الأكيدة لا تزيد عن الطريقة التي غطت بها احدى القنوات الإيرانية احداث الجنوب اليمني. اما حشر المرجعيات الإيرانية مع المخططات الصهيونية فاسفاف يصعب التعامل معه.
وواضح من كلام الوزير اللوزي أن الحكومة اليمنية تحاول هذه المرة وكما فعلت في مرات سابقة استخدام الفزاعة الإيرانية لتحقيق بعض الأهداف في الداخل والخارج ودون ان تغضب ايران وتجعلها تخرج عن طورها.
فعلى المستوى الداخلي تحاول الحكومة اليمنية التنصل عن مسؤوليتها تجاه ما يحدث في صعدة أو في الجنوب عن طريق البحث عن عدو خارجي يمكن استخدامه ككبش فداء في لعبة اللوم وتحميل المسؤولية.
أما على المستوى الخارجي، فقد دأبت الحكومة اليمنية وفي لعبة باتت مكشوفة على استخدام ايران كفزاعة في مواجهة دول الإعتدال العربي والدول الغربية الداعمة لها، وذلك بهدف الحصول على دعم سياسي ومالي وعسكري لحروب الحكومة اليمنية المزعومة ضد ايران ووكلائها في اليمن.
وحيث أن تصريحات الوزير اللوزي قد تزامنت مع افتتاح مؤتمر للتيار السلفي في اليمن في العاصمة اليمنية صنعاء، فانه قد يفهم من التصريح ان الحكومة اليمنية تحرض على حرب طائفية أو تلوح بذلك الخيار.
وقد لوحظ أن التقارير الإخبارية حول الإتهامات زجت باسم سورية كوسيط في عملية الدعم الإيرانية المزعومة للحركة الإنفصالية في الجنوب اما لتقوية الحجة وعلى اعتبار ان سورية تصنف من ضمن دول الممانعة أو كنوع من الضغط على الحكومة السورية بهدف الحد من حركة الرئيس الأسبق لليمن الجنوبي علي ناصر محمد المقيم حاليا في سورية والذي تتهمه الحكومة اليمنية بالوقوف خلف الحركة الإنفصالية في الجنوب.
الإتهامات الدولية
بينت الأحداث الأخيرة في جنوب اليمن بان الولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي تندرج ضمن ما يسمى بـ'معسكر الإعتدال العربي' تستخدم بدورها ايران كفزاعة تخيف بها الحكومة اليمنية. فالبيانان الأمريكي والمصري بشأن احداث الجنوب اليمني أشارا الى، وحذرا من، قوى اقليمية لم يسميانها تعمل على تفكيك اليمن في اشارة واضحة الى ايران. ولعل الهدف من ذلك هو منع قيام اي تقارب أو تفاهم بين ايران من جهة والنظام اليمني من جهة أخرى.
وينبع القلق الدولي من حدوث تقارب بين ايران واليمن من الظروف الصعبة التي يمر بها النظام اليمني والتي قد تجعله يجد في ايران الحليف المطلوب بينما ستجد ايران في التقارب مع النظام اليمني فرصة قد لا تتكرر للحصول على موضع قدم في خليج عدن.
هناك ايضا احتمال بان توظيف ايران كفزاعة لإخافة الحكومة اليمنية يهدف الى صرف الإنتباه عن القوى الحقيقية التي تعبث بالوضع داخل اليمن مستغلة الأداء الضعيف للحكومة والتنامي المضطرد للمشكلات.
والملاحظ أن توجيه الإتهامات الدولية لإيران قد جاء بعد حركة دبلوماسية نشطة بين صنعاء وطهران كان أبرز مظاهرها قيام رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لارجاني بزياة الى صنعاء منتصف ايار (مايو) وقيام ايران كما قيل، وبالتزامن مع تلك الزيارة، بارسال بارجتين حربيتين الى خليج عدن لتأمين حركة السفن الإيرانية.
الغموض اليمني
بالرغم من ان رئيس مجلس الشورى الإيراني كان قد أكد اثناء زيارته لصنعاء التزام ايران بدعم امن واستقرار ووحدة اليمن، وبالرغم من ان وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي كان قبل يومين فقط من تصريح زميله قد برأ ايران من اي تدخل في الشأن اليمني وحمل وسائل الإعلام المسؤولية عن تلك الإتهامات الإ ان ظروفا قاهرة كما يبدو قد اقتضت اتهام ايران من جديد.
ورغم ان تطابق الإتهامات اليمنية والإتهامات الدولية لإيران قد يوحي للبعض على الأقل بان اليمن قد اصبحت عضوا في تحالف دول الإعتدال العربي الإ أن واقع الحال هو أن اليمن بحكم تركيبتها السكانية وظروفها الإقتصادية والإجتماعية لا تستطيع ان تكون مع معسكر الإعتدال أو معسكر الممانعة قلبا وقالبا.
وكل ما تستطيع فعله هو المناورة بين المعسكرين مع الحرص قدر الإمكان على عدم خسارة اي طرف بشكل نهائي. فايران رغم بعدها الجغرافي تظل حاضرة بقوة داخل اليمن ليس بسبب دعمها للحوثي ولكن ربما بسبب دعم الحوثي لها. كما ان اليمن لا تستطيع أن تسبح في سياستها الخارجية عكس التيار الخليجي دون ان تدفع ثمنا باهظا كما حدث من قبل.
المصدر: القدس العربي اللندنية