كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
الثورة الشبابية اليمنية والتي قبل أن تكون ثورة لتغيير النظام ، فهي ايضاً ثورة لتغيير وتحسيين سلوكيات المجتمع وتصحيح مسارها ، وبحيث أن الثائر والثائرة هم أهم ركن في هذه الثورة فأنه يتوجب عليهم الالتزام والمحافظة على الجانب الأخلاقي والإنساني لان أي تصرف مسيء يصدر من أي ثائر يعتبر تصرفاً مسيء ايضاً للثورة باكملها .
في الجزء الاول من أخلاقيات الثائر ، سأتحدث عن "الإلتزام بأداب الاختلاف في الرأي" والاختلاف هو التباين في الرأي والمغايرة في الطرح ، وبمعنى أخر هو أن ينهج الشخص طريقاً مغايراً للأخر ، والاختلاف قد يؤدي إلى التنازع والمجادلة وقد جاء في قول الله سبحانه وتعالى { فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } .
ومع سطوع نور الثورة الشبابية المباركة في شهر فبراير الماضي فقد صاحب هذا السطوع اشتعال نار الفتنة بين مؤيدي الثورة المباركة ومناصري ما يسمى بالشرعية الدستورية ، والحقيقة أن اشتعال هذه النيران يتحمله الطرفين ، وكل طرفً شريك في استمرار وتصاعد هذه النيران والتي قد تسبب في كارثه اخلاقيه انسانيه ونسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فقد جاءت هذه النيران بسبب الاختلاف في الافكار والاراء والتي قد تؤدي إلى القطيعة وفي حالات اخرى قد تسبب في نشوب خلافات حادة تصل إلى حد إستخدام السلاح بين الطرفين وكلاهما في الاخير ينتميان إلى نفس الوطن .
هنا يأتي دور الثائر في تصحيح مسار اخلاقياته لكي يصور للاطراف الاخرى الصوره الحسنه والإيجابية للثورة الشبابية المباركة والتي لا تعارض مسارها عن العقيدة الاسلامية بل تزيد في رسوخها في الواقع والأفعال وليست مجرد كلمات على المناهج المدرسية أو مصطلحات تستخدم أثناء الحاجه فقط .
أخي الثائر .. أختي الثائرة .. من أخلاقيات الثورة أن الاختلاف لا يدل على القطيعة بل قد يدل على بداية الحوار ، فعندما تحاور شخص يعارضك في الرأي فأعلم أنه لا يحق لك أو لأي أحد أن يفرض رأيه بالقسر والقوة ، فإذا ما حاولت أن تفرض رأيك على أي انسان أو تمنعه من رأي فأنك لن تستطيع إلا إخضاعه ظاهراً ، أما قراره الداخلي وإيمانه القلبي فيستعصي عليك فرضه وإكراهه عليه .
ومن أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى خلق اختلافات في الرأي مع الطرف الاخر (مؤيدي الشرعيه الدستورية) :
- اختلافات علمية أو عقلية بسبب اختلاف المدارس الفكرية والبيئات والمجتمعات المختلفة والمتعددة في اليمن .
- مصالح شخصية .
وأيًّــا كـــان السبــب أخي الثائر وأختي الثائرة فعليكــمــا :
- الرفق في التعامل .
- البحث عن الحقيقة ، يجب أن تكون هذه الغاية الأولى والمنشودة إليك ، فهي ضالة المؤمن يأخذها متى وجدها .
- اتباع نهج النبي (صلى الله عليه واله وصبحه وسلم) في التعامل مع الآخرين باحترام الآخر وعدم السخرية أو التسفية لرأيــه ، وقد أتبع نبينا الكريم هذا النهج حتى في التعامل مع المشركين .
- المعرفة التامة والدقيقة بكل جزئيات الأمر المطروح للنقاش وعدم إدعاء المعرف التامة لخلق الاختلافات .
- لا تطلق الأحكام بدون أي سند علمي ، فعندها لن يستطيع صاحب الرأي المعارض لك أن يُظهر حجته بقوة وتصبح منصفاً بموضوعية .
- عدم الحكم على الطرف الآخر عن طريق النيات وعدم سوء الظن وتذكر { إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }.
- تعلم القدرة على إبداء رأيك بأرقى الأساليب وتعلم تقدير آراء أخرى .
- الابتعاد عن الشخصية لكي لا يتحول الحوار إلى معارك جانبية شخصية .
- عدم الغيبه للطرف الآخر بالتجريح لا لشيء إلا لكونه مختلفاً معك في الرأي .
- عدم تصيد أخطاء الطرف الآخر وهفواته وتجنب نشرها للاستفاده منها .
- تقدير ظروف وبيئة مجتمع الطرف الآخر .
- إعطاء العذر للطرف الآخر في حالة الجهل .
أخي الثائر .. أختي الثائره ..
تعاملك مع الاخرين يعكس صورة عن مجتمعك الذي تعيش فيه ، ومن خلال الحوار البناء تستطيع أن تجعل العديد من الناس أن يتبعوك في نفس الطريق الذي تسير فيه ، وايضاً لا تنسى أنك الان تمثل الثورة الشبابية وتعكس بتصرفاتك الجانب الاخلاقي للثورة ، مهما كانت الآلام الذي تحمله في قلبك تجاه الطرف الآخر إلا أنه في الاول والاخير جميعنا أخوه وننتمنى إلى نفس الوطن وجميعنا نتحمل مسئولية الوطن ، حتى أن وصلت درجة الاختلاف إلا القتال فلن نقول فيهم إلا كما قال الامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) عندما سأل عن أهل الجمل :
أمشركون هم ؟ فيقول : من الشرك فروا .
أمنافقون هم ؟ فيقول : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً .
فمن هم إذن ؟ فيقول كرم الله وجهه : " إخواننا بغوا علينا "
قوم حاربوه ، قاتلوه ، رفعوا السيف في وجهه ولكنهم إخواننا بغوا علينا .
فهل لك أن تتمسك اخي الثائر بهذا السلوك مع الذين اختلفوا معك ؟
وهناك العديد من المواقف الرفيعه في احترام رأي المخالف وإفساح المجال له .
وأختم كلماتي بالهمسة الاخيرة للشافعي حين قال " ما ناظرت أحداً إلا قلت : اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه ، فإن كان الحق معي اتبعني ، وإذا كان الحق معه أتبعته "