روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة
فُجئتُ. ثمة هجوم محموم يستهدف شخصية الدكتور ياسين سعيد نعمان, الرئيس الدوري لتكتل اللقاء المشترك والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني, يسعى إلى إسقاط إخفاقات طرف على طرف آخر. إسقاط ليس له أي منطق ومبرر, يقفز لحد إلقاء بعض التهم على هذه الشخصية السياسية التي أعتز بها, وأثق أن الكثيرين يشاركونني هذا الاعتزاز.
يبرز ذلك, كأنه ينقصنا في اليمن في هذه المرحلة البالغة الأهمية أن نأتي بمثل هذا الحديث وننتقي أشخاصًا بعينهم ونحملهم – دون مسئولية في ذلك – مسئولية أخطاء لم يرتكبوها.
الأمر هنا لا يقف عند حدود وضع الدكتور ياسين هدفًا في مرمى انتقادات لا تعبأ بمسئولية النقد ولا تعي معناه في المجمل, بل إن أمرًا من هذا القبيل من المفترض أن ننأى عنه. بلدنا اليوم لا تريد أن نزيدها فوق ما هي عليه. كلنا بحاجة لبعضنا. كلنا بحاجة لأن نصنع مجدنا وإشراقة غدنا بأنفسنا وبتضافر كل الجهود, دون إقصاء أو إلغاء.
وعند الحديث, إن أردنا, عن شخصية بحجم ومكانة ياسين سعيد نعمان, يجب أن لا نستسهل أمرًا من هذا القبيل. يجب أن لا نعطي لأنفسنا الحق في أن نحول النقد من وظيفته الطبيعية إلى وظيفة أخرى نجتر من خلالها إلى مناكفات وإسقاطات من هذا النوع أو ذاك. لا ننسى, لا نتغاضى, لا نُهمل أن الرجل يتبوأ مكانة مهابة, وتشعر الأغلبية اليمنية, إن لم يكن الجميع في اليمن, أنه رجل المرحلة, وفي رصيده من النضج والعقلانية والحنكة السياسية, هذا عوضًا عن الرصيد الفكري والثقافي, ما يجعلنا نؤمل عليه كثيرًا بأن يكون أحد أهم الرجالات الوطنية والسياسية في المرحلة المقبلة لبناء يمن جديد.
والإنسان, أي إنسان من حيث المبدأ, يخطئ ويصيب شأنه في ذلك شأن جميع أفراد الإنسانية هنا أو هناك, غير أن النقد يجب أن يمارس وظيفته الطبيعية.
ولنتذكر أن شخصية الفرد وقدراته ومواهبه وكل ما يندرج تحت ذلك من صفات وسمات تصبح عاملًا في التطورات الاجتماعية فقط إذا ما سمحت العلاقات الاجتماعية (تناقضاتها وصراعاتها) لهذه العوامل أن تفرز تأثيراتها, وإذا ما أتاحت هذه العلاقات المناخ ووفرت البيئة لفعلها.
بعبارة أخرى, طبقًا لما يضيفه انطوان نعيّم في كتابه "غيفارا.. النضال والفداء", هناك "محدوديات" لدور الأفراد في التاريخ والمجتمع, ومهما عظم شأن الفرد وقدرته, فإنه لا يستطيع أن يفرض أو يقيم أو يغير علاقات اجتماعية وتاريخية إذا لم يتوافق هذا مع الأوضاع وميزان القوى القائم في المجتمع واتجاه حركته.
وإن أردت قول شيء, فلا شيء إلا أن أخاطب الدكتور ياسين سعيد نعمان: لقد كسبت احترام وثقة عموم فئات الشعب. كل اليمنيين يعولون على دور محوري تقوم به ومعك كل الشرفاء والوطنيين في هذا البلد من أجل الحرية والتقدم, من أجل الغد والمستقبل. فضلًا, لا تعبأ بغير ذلك.
nashwanalothmani@hotmail.com