بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية أحمد العيسي ينافس نفسه في انتخابات اتحاد كرة القدم باليمن.. تعرف على القائمة النهائية للمرشحين تحذير للمواطنين في 9 محافظات من أجواء باردة وشديدة البرودة اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا اتفاق أمني بين تركيا و فلسطين يشمل إرسال قوات عسكرية
على خلفية بعض المقالات التي أكتبها عن حراك المُحافظات الجنوبية، أتلقّى العديد من الإيميلات التي تنقسم بين مؤيد لما أكتبه وبين آخر مُعارض وكاره عارضاً لي اعتقاده في ما طرحت .
ومن هذه الاعتقادات التي تختلف معي فيما أطرحه؛ ما يتركز حول حقيقة واحدية اليمن عبر الأزمان ، حيث تصل لي بعض الرسائل التي يُحاول أصحابها الإثبات لي بأن هُناك اختلافات سيكولوجية وفسيولوجية وثقافية وسياسية بين أبناء المُحافظات الشمالية وبين أبناء المُحافظات الجنوبية ..!
حتى أني- أحياناً- أتخيل أن اليمني الشمالي ناقص أذن، واليمني الجنوبي زائد عين أو العكس .. وذلك بسبب الإطناب والمُبالغة في سرد الاختلافات وكأنهم يُخاطبون شخصاً قادماً من المُحيط المتجمد الشمالي ولست يمنياً قاطناً اليمن واعرف مُحافظاتها وأهلها ..!
نعم .. قبل يوم 22مايو كان هناك اختلاف سياسي جذري بين النظامين في كل شطر، وهو انعكاس للعداء والاختلاف بين المُعسكرين الشرقي الاشتراكي والغربي الرأسمالي، ولكن من المُعيب أن نجعل هذا الأمر سبباً في تشتيت البلاد، فهناك اليوم دول تتبنى عدة مذاهب وأحزاب سياسية متضادة تماماً في المبادئ ، ولم تؤثر فيها بل زادتها تألقاً ورفعة، لأن هدفهم الأساس واحد، ولأنهم صادقين في مساعيهم في بناء أوطانهم ولأنهم لا يسعون لمناصب وثروات ولأنهم يتعاملون بلغة الوطن بأكمله وليس بلغة الفئات والجماعات والأحزاب.
أمَّا اجتماعياً.. فهناك من يسعى لتكبير وتعميق بعض الاختلافات البسيطة في الأسلوب المعيشي والتي تظهر عادةً بين قبيلة وقبيلة أُخرى في المحافظة الواحدة، وبالتالي يتم توظيفها لإيهام الناس بأن أبناء شمال اليمن يختلفون عن أبناء جنوب اليمن، وعلى هذا الأساس استصعاب بقاء هذه الوحدة في ظل هذه الاختلافات، ولو اعتمدنا منطقهم لقلنا أن يافع والضالع تختلف في عاداتها وتقاليدها وفي نوع أكلها وشربها وأسلوب ملبسها وحتى في لهجتها عن حضرموت وهكذا مع كل مُحافظات الجمهورية اليمنية..
يتحدثون بوقاحة وكأنما ليس هناك شعوب قدَّمت التضحيات لأجل الحفاظ على وحدة أراضيها ومجتمعاتها التي تنقسم إلى عدد من العرقيات والديانات فما بالك باليمن أصحاب الأصل الواحد والدين الواحد..!
إن الحقيقة التي يجب أن يفهمها الجميع بأن اليمن واحد من الأزل، وأن التقسيمات التي حدثت كان سببها إمِّا الغزو الاستعماري، أو بسبب أطماع الأنظمة، ومن الاستشهادات التي أثرانا بها كُتَّاب ومُفكرين اليمن في هذا الامر كتاب ( واحدية المناطق اليمنية ) للمؤلف اليمني الحضرمي "بدر بن عقيل" رئيس تحرير صحيفة "شبام" التي تصدر من "المُكلا" ، وقد أشار هذا الكتاب بتفصيل ( لكثير ) من المناطق المُسماة بنفس الاسم في شمال اليمن وجنوبه، وكلمة (كثير) التي ذكرتها آنفاً تلغي احتمال الصدفة في هذا الازدواج، وقد أرجع الكاتب هذا التشابه لعدة أسباب وبالإمكان اقتناء هذا الكتاب الموجود في الأسواق.
من جهة أُخرى كنت قد بدأت في إجراء بحث عن العائلات الموجودة في المُحافظات الشمالية والموجودة في المُحافظات الجنوبية في نفس الوقت من قبل الوحدة ، وهذه بعض ألقاب العائلات دون تفصيل وتحديد أين يقطنون في كل من شمال الوطن وجنوبه اختصاراً للمقال وهي :(( آل الفضلي ، آل السقاف، آل جابر، آل العسل، آل النقيب، آل جحاف، آل الحماطي، آل العاقل، آل الشعيبي، آل الحيدري، آل العليي، آل الجرادي، آل المطري، آل الحميري، آل العنتري، آل العولقي، آل الداعري، آل باحاج، آل الخضر، آل الرعي، آل الحليلي، آل عبيد، آل المحضار، آل الحداد، آل البار، آل العطاس، آل الدرويش، آل غانم، آل البخيتي، آل المفلحي، آل العنسي، آل جسار، آل العامري، آل الشاطري، آل العمري، آل جواس، آل الهيج، آل الأهدل، آل الحميقاني، آل الرماح، آل المعمري، آل فاضل، آل مثنى، آل البطاطي، آل الحبابي، آل الأصبحي،آل العزاني،آل المصري، آل المرهبي، آل الكاف، آل الفقيه، آل العيسائي، آل شملان، آل الحضرمي، آل الأشول، آل الشبوطي، آل الاشطل، آل المقطري، آل الجبري، آل البيضاني، آل الزوكا،آل القاضي، آل الصبيحي، آل العمراني، آل الحربي، آل باصيد، آل البكري.. ))
ما سبق غيض من فيض ألقاب العائلات التي تقطن المُحافظات الشمالية والجنوبية في نفس الوقت وهذا يعني بلا شك أن الأصل واحد إلى زمن قريب لأن الألقاب ثابتة ولم تتغير كما تغيرت ألقاب العائلات اليمنية التي تسكن اليوم الحجاز والشام ودول المغرب العربي، وكما ذكرنا آنفاً أن الصدفة هنا لا محل لها، لأن العائلات التي ترجع لأصل قريب واحد كثيرة، فكيف لبعض المغرر بهم أن ينشروا بين الناس بأن جنوب اليمن يختلف (كل) الاختلاف عن شماله ؟ وكيف ينادي البعض بدولة الجنوب العربي لكي يقطع أواصر الدم إلى الأبد ؟ أكل هذا كي لا تكون هناك حجة للتمسك بالوحدة اليمنية ؟
مما يُثير الضحك والبكاء في نفس الوقت .. أن بعض هؤلاء الذين تتواجد عائلاتهم في شمال اليمن وجنوبه؛ هم ممن ينكرون يمانيتهم ويتشدقون بمسمى الجنوب العربي ..! هم ممن ينادون بتفتيت اليمن، وإذا ما تحدثنا بصراحة مُطلقة :هم من يُريدون الاستئثار بثروات سخرها الله لأهل اليمن كافة وليس لفئة أو جماعة أو نظام، أي سخرها الله لفضلي أبين وفضلي ذمار، ولمطري الضالع ومطري صنعاء، ولعنتري يافع وعنتري المحويت، ولأهدل الحديدة وأهدل حضرموت، ولباحاج شبوة وباحاج إب، ولفضل المهرة ولفضل مأرب ولجحاف لحج وجحاف حجة ..!
ومواكبةً للأحداث .. لاشك أننا سعدنا كثيراً عندما سمعنا ذلك القَسم الذي صدح من تلك الجموع التي اجتمعت في محافظة "أبين" والذي أشار مفاده بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، بالرغم أن هذا الأمر لا يحتاج إلى أيمان مُغلظة وهو أمر من الله عز وجل، والحمد لله كان للوحدة اليمنية دور كبير في حقن الدماء التي كانت تُراق من وقتٍ إلى آخر في جنوب اليمن في السابق ..
لكن ما يشعرنا بغصة في الحلق، هو عندما نعرف بأن الجانب الأسود من هذا القَسم هو قَسم ضمني آخر مفاده رفع السلاح وقتال أبناء المُحافظات الشمالية ..! وكأنهم يقولون ( نُقسم بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، ودم الشمالي حلال زلال ..! ) متناسيين بأنه في ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه (دم المُسلم على المُسلم حرام)، فما بالنا ونحن أبناء عمومة وشركاء في هذا الوطن وكلنا مسلمين نحاول أن نُثير الفتن فيما بيننا تحت ذرائع دنيوية وفئوية ممقوتة ونتنة ؟
وحول هذا الشأن أُريد أن أسأل الشيخ "طارق الفضلي" ابن مُحافظة "أبين" والمُطالب بالاقتتال والتشرذم ..
هناك يا شيخ طارق جندي في أحد مُعسكرات مُحافظة "شبوه" هو مِن أبناء آل الفضلي القاطنين مُحافظة "ذمار" يؤدي هذا الجندي واجبه في الحفاظ على الأمن ووحدة البلاد بجانب الكثير من أبناء المُحافظات الجنوبية .. فهل يقبل ضميرك بأن تقوم بتسفيهه والنداء لقتله إن قام بالدفاع عن مطلب جدّكم في التوحد من قبل ثورة 26سبتمبر وثورة 14أكتوبر ؟ هل يقبل دينك يا رجل الدين بأن تقتل مسلم لمجرد أنه يقول يجب أن نتوحد ونعتصم بحبل الله ولا نتفرق لأجل الله ثم الوطن والشعب من أقصاه إلى أقصاه ؟
في الأخير ومن باب شجب واستنكار واقعنا المُنحرف الذي جعل بعضنا يحلل بعض الحرام ويُحرِّم بعض الحلال؛ كان من المؤلم جداً أن نسمع ونرى تلك الحادثة التي قام بها بعض أمراض القلوب في مدينة "المُكلا" مؤخراً .. عندما قاموا بالاعتداء بالضرب على بعض أبناء المُحافظات الشمالية وإحراق محلاتهم ونهب بضائع الباعة المُتجولين البسطاء من باب العنصرية .. في حين أنه وفي وقتٍ مضى ليس ببعيد استنفر أبناء المُحافظات الشمالية لمساعدة أخوانهم حينما نُكبت مُحافظتي حضرموت والمهرة بالفيضانات .. فتجول الناس في شوارع المحافظات الشمالية جامعين التبرعات من كل شرائح المجتمع وصدحت منابر المساجد أن هبوا لنجدة إخوتكم، وسارت القوافل بالأطعمة والملبوسات والمنتجات الزراعية التي آثر بعض المُزارعين البسطاء للتبرع بها وهم لا يعلمون عن نفط وثروات مُحافظة حضرموت ولا يصلهم منها شيء كي يُجاملوهم من أجلها( كما يروّج البعض)..
نعم أنها لوقائع تصيب أي مؤمن وشريف وعاقل بالحشرجة، وما أكثر هؤلاء المؤمنين الشرفاء العُقلاء في اليمن من صعده إلى المهرة ، وهؤلاء من نعوِّل عليهم في حماية هذا الوطن الغالي .
*ناشط حقوقي وعضو تحالف شباب ضد الفساد في اليمن.
Hamdan_alaly@hotmail.com