آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

تعالوا نغلق دفاتر الماضي
بقلم/ مروان المنصوب
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 22 يوماً
الخميس 03 مايو 2012 06:00 م

في الوقت الذي تعيش فيه اليمن مرحلة تحول عميقة لبداية عهد جديد يسوده الحرية والعدالة والمساواة التي ينشدها المواطن كنتيجة طبيعية للثورة التي عمّدها بدمائه وضحى من أجلها بكل ما يملك وأغلاه , يسعى البعض لعودة عجلة الزمن إلى الخلف ونبش خيبات الماضي وجراحاته وإعادة صراعات الماضي إلى الواجهة من جديد بعد أن رمى بها الواقع وتجاوزتها متغيرات المرحلة وأولوياتها .

بعد كل ذلك التغيير الذي حققه الشعب , يعمد الكثير إلى عودة الشعارات القديمة , والتخفي خلف دعاوي زائفة للتدليس وإثارة غبار الماضي ودخانه , هناك دعوات (على سبيل المثال) تطالب الإصلاح بالاعتذار عن مشاركته في حرب 94 , وفي المقابل على الاشتراكي أن يعتذر أيضاً كونه طرف في تلك الحرب , فيما يطالب الحوثيين الفرقة وعلي محسن الاعتذار عن حروب صعدة الستة , عليهم أيضاً الاعتذار عن حروب الجوف وحجة في الفترة الأخيرة , على الظالع وردفان(الطغمة) الاعتذار لأبين (الزُمرة) أو العكس عن أحداث 13 يناير 86 , وستعتذر الجبهة ومن كان يمولها بالسلاح عن الألغام التي زرعتها في المناطق الوسطى في الثمانينات والتي ظلت تحصد الأرواح لسنوات لاحقة , الملكيون مدينون باعتذار للجمهوريين , والزيود عليهم الاعتذار للشوافع لانحصار الحكم على فيهم لقرون من الزمن , ستعتذر الجهة الفلانية للجهة الأخرى , فيما ستسقبل الثانية اعتذاراً من الأولى على صراع آخر , وهكذا إلى نهاية تلك المتسلسلة الهندسية اللانهائية .

إن الصراعات التي عاشها اليمن كثيرة وكبيرة , منها السياسية ومنها القبلية وأيضاً الفكرية ليس من المجدي نبشها بتلك الطريقة التي يفتعلها البعض لأن ذلك لن يعود بالنفع على أحد , لن يجد الشعب من وراء تلك المناكفات شيء سوى عودة لمرحلة التمترس خلف الفكرة أو الجهة التي كان يركن إليها في فترات الصراعات التي عاشتها اليمن واكتوى بنارها كل أبناء هذا البلد بكل توجهاتهم وانتماءاتهم .

إن مرحلة التثوير الفكرية والجهوية قد عفى عليها الزمن وأصبحت حقبة في صفحات التاريخ لا داعي لإعادة انتاجها من جديد فنتيجتها معروفة ولا يجهلها إلا أعمى البصيرة , أضف إلى ذلك وجود أطراف محلية تحارب بالوكالة عن قوى اقليمية ودولية فذلك سيجعل الوضع أشد تعقيداً .

إننا حين ننادي بطي صفحة الماضي وآلامه لا يعني ذلك أن يظل الظالم في موقعه , ويبقى المغبون في زاوية القهر لا يبرحها , وإنما مع الأخذ بعين الاعتبار رفع الظلم وجبر الضرر الناتج عنه ورد الاعتبار لكل من عانى من الظلم والتهميش في الفترات الماضية .

تعالوا نغلق دفاتر الماضي , ليس خوفاً من فتحها بل سعياً حثيثاً في أن نركز طاقاتنا على المستقبل , دعونا نستثمر في المستقبل بدل الخوض في سفسطائية الماضي , لا معنى لثورتنا طالما ظلت حبيسة خيبات الماضي ولم تتقدم خطوة على الدرب الذي هتفت من أجله في الميادين حتى بحّت حناجرها .