آخر الاخبار

عودة العليمي إلى عدن ومصدر في الرئاسة يكشف عن التحركات القادمة للرئيس اتفاق تاريخي وقعته الرئاسة السورية مع قسد مؤتمر مأرب الجامع يلتقي جرحى الحرب ويتعهد بمتابعة مطالبهم وحل قضاياهم مانشستر يونايتد يقدم هدية لليفربول ويقربه من لقب الدوري الإنكليزي الذهب يرتفع في الأسواق العالمية لهذة الأسباب؟ أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة

كشف حساب.. وفاتورة حرب
بقلم/ د . يحيى الأحمدي
نشر منذ: 5 سنوات و 8 أشهر و 16 يوماً
الأحد 23 يونيو-حزيران 2019 07:12 م
 

تدخل الحرب في اليمن عامها الخامس، وبالنظر إلى حجم التضحيات وفاتورة الحرب فإن المعطيات على الأرض تبدو مخيبة للآمال، ومازلنا نقتات على فضلات ما تحقق في العام الأول من الحرب؛ حيث كانت النية صادقة والغاية تحرير اليمن واستعادة شرعيته..

ولسنا هنا بصدد تحميل طرف محدد المسئولية؛ فالمنطق يقول نحن طرف واحد، ونخوض معركة مصيرية تستدعي التلاحم وتوحيد الهدف، وقضيتنا عادلة لا تقبل التمزق والخروج عن الأهداف؛ لا سيما ونحن نرى المشروع الإيراني يمضي بتناغم واضح ويتحلق حول أهدافه بكل إخلاص، واستطاعت إيران أن تجعل من الحوثي طرفا مؤثرا وعملت معه على كل الأصعدة وبمختلف الوسائل، وحشدت بمعيته الرأي المحلي والدولي برغم قضيتهم الخاسرة ومشروعهم المنبوذ. وما كان لهم ذلك لولا الممارسات العبثية التي رافقت عملية التحرير..

إن محاولة استغلال وضع اليمن حاليا في تصفية حسابات مع حزب معين قد لا يروق لبعضهم، والانشغال عن معركة اليمن المقدسة في طي صفحة الانقلاب واستعادة الدولة، هو خطأ فادح، ولعب في الممنوع، وتصرف غبي سيترك آثارا كارثية ليس على اليمن وحسب، وإنما على المنطقة ..

نحن نتحدث عن دولة كبيرة بحجم الجمهورية اليمنية عدد سكانها يصل إلى ٣٠ مليون مواطن ؛ فيما كل الأحزاب بما فيها الإصلاح لا يزيد أعضاؤها عن ٣ مليون؛ وهذا التقدير في ظل الظروف الطبيعية وازدهار التعددية السياسية، أما بعد الانقلاب فقد تغير العدد حيث عزف الملايين عن الأحزاب التي أظهرت هشاشتها وفقدت مقدرتها على خوض المعركة السياسية الموازية للمعركة العسكرية؛ لاسيما بعد أن سقط بعضها في مستنقع الكيد السياسي والثأر الحزبي.. سقوط كارثي يستعدي مراجعته وإعادة ترتيب الأوراق وطي صفحة الخلافات التي تبدو غير مبررة ولا مقبولة.

إن الإصرار على استثمار المعركة التي لم تحقق أهدافها بعد، واستعجال قطف ثمرة المشاركة في عملية التحرير أمر يستدعي المراجعة الفورية، وهو انحراف خطير سيدفع الجميع ثمنه، ولعل نتائج هذا السلوك بادية للعيان حيث أعاق تقدم الجبهات، وفتح المجال للتدخلات الخارجية، ومنح المشروع الإيراني فرصا ذهبية؛ وأفقد التحالف والشرعية ذلك الالتفاف الشعبي والتأييد الدولي الذي يتراجع يوما بعد آخر..

ولست هنا مع بعض الأصوات التي تنادي بطرد الإمارات فليس دخول المعركة كالخروج منها؛ هناك التزامات قانونية وأخلاقية في الحروب تعرفها الدول الكبيرة، وهناك أجيال ستدرس التاريخ وعلاقات الدول بعضها ببعض؛ وكلها قضايا تعمل لها العقول الكبيرة ألف حساب..

ليس أمام الأشقاء إلا خيار الالتزام بما وعدوا، والوفاء بما تعهدوا، ونجاح تجربتهم في اليمن هو رأس المال الحقيقي الذي يجب أن يكون حاضرا نصب أعينهم، فالمسئولية عظيمة، والموقف ليس مجرد نزال كروي يمكن الانسحاب منه في أي لحظة؛ إنما هو مصير دولة، ومستقبل شعب، وقضية أمة، ومآل المنطقة برمتها..