ماذا بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي؟ وما موقف اوروبا من أوكرانيا؟
قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة
الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة
عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة
السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب
قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل
منتخب إب يتوج بطلاً لبطولة الوفاء لمأرب بعد فوزه على منتخب الحديدة بركلات الترجيح مأرب -
شاهد الأضرعي في الحلقة الأولى من كش ملك وأغنية على انهيار محور إيران
العملة اليمنية تعاود التراجع أمام العملات الأجنبية.. إليكم أسعار الصرف في عدن ومأرب وصنعاء
فشلت محاولات قطريين وإيرانيين وأتباعهم من معارضين، ومن مخلفات اليسار، في إفشال الزيارة الأولى للأمير محمد بن سلمان كولي للعهد إلى بريطانيا، وتشويه مشروعه السياسي والاجتماعي. معظم السياسيين والإعلاميين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط عبروا بصراحة عن إعجابهم بشخصيته ومشروعه، وعكسوا وجهات نظر إيجابية. وأول من افتتح الساحة وزير الخارجية بوريس جونسون الذي عبر عن رأيه في مقال له في «التايمز»، قال بشكل واضح إن على العالم، وليس بريطانيا فقط، أن يساند الأمير محمد بن سلمان، لأن مشروعه يهم الجميع.
ما الذي يستطيع أن يفعله الشيخ تميم، ووالده حاكم قطر الحقيقي، غير أن يمضيا يومهما في التفكير في إنجاح فريقهما لكرة القدم، سانت جيرمان الباريسي، أو العمل على محاولة تشويه صورة الضيف السعودي. مشروع الدوحة البديل، في مقابل الرياض، تسويق جماعة الإخوان المسلمين و«حزب الله» وغيرهما من القوى التي أفسدت المنطقة منذ استيلاء الإسلاميين المتطرفين على الحكم في إيران عام 1979.
بريطانيا التي اعتادت على التحفظ والرتابة وتحاشي أخذ المواقف القوية، كانت سريعة وصريحة في التعامل بإيجابية وحماس مع ولي العهد السعودي. عبرت بإيجابية حقيقية معظم افتتاحيات الصحف وبرامج التلفزيون السياسية، ومعظم تعليقات أعضاء البرلمان وبالطبع مسؤولي الحكومة بدرجات مختلفة، كانت مؤيدة للسعودية، ولا أقول معارضة لقطر، لأنها لم تكن أصلاً ضمن نقاشات الجانبين. الحكومة البريطانية أعلنت صراحة تأييدها موقف السعودية في اليمن، رغم احتجاجات بعض المنظمات وجماعات قطر وإيران، حتى إنها أخذت موقفاً مسانداً للرياض ضد حكومة طهران ونشاطاتها الإقليمية الخطيرة. وقبل أسبوع من الزيارة كانت بريطانيا هي من قادت النقاش في مجلس الأمن وسعت لإدانة إيران في دعمها العسكري والباليستي للحوثي، الجماعة المتمردة في اليمن، والذي أسقط بفيتو روسي.
أهمية زيارة ولي العهد أنها تأتي في إطار دعم الموقف السعودي والدول المتحالفة معه الذي تعرض لمحاولات حثيثة لقلب الموقف الأوروبي ضده، والبريطاني تحديداً. اختصرت قضية حرب اليمن في الموضوعات الإنسانية دون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن مصدر الأزمة والمعاناة وجذر المشكلة برمته هو الانقلاب على الحكومة الشرعية، التي أسستها قرارات مجلس الأمن ورعت الحل السياسي لليمن. بريطانيا استجابت ولم تقبل فكرة القفز على مصدر الأزمة، أي الانقلاب، وأن الانقلابيين أخذوا اليمن رهينة منذ ذلك اليوم.
الأمير محمد بن سلمان يدرك أبعاد الموضوع اليمني وأهميته، وهو محق في دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني، لأن انهيار اليمن سيعني انهيار ما تبقى من المنطقة وانتشار العنف والفوضى. الهدف هو القضاء على دولة تنظيم أنصار الله، الحوثي، الأمر الذي يحول دون تمكن تنظيم إرهابي من حكم اليمن بقوة السلاح، الذي لو حكمه سيوسع دائرة العنف في المنطقة.
لثلاثة أيّام، هي مدة الزيارة الرسمية، حاول المعارضون تحويل العاصمة البريطانية إلى ساحة مواجهة وتحدٍ للضيف، لكنها لم تنجح، بما في ذلك محاولة نقل موضوع حرب اليمن ليكون قضية الشارع البريطاني بعد أن رفضت الحكومة الاستجابة لهم، أيضاً في الشارع. وصارت غالبية النقاشات وردود الفعل تستعرض وتناقش برامج ولي العهد من الانفتاح، وتمكين المرأة والشباب، ومكافحة التطرّف، وإصلاح الاقتصاد في إطار الرؤية الجديدة.
الزيارة عززت الرياض أن تكون موقعاً إقليمياً مهماً، وقائدة للتغيير الإيجابي. العالم يريد أن يرى السير بسرعة نحو الاعتدال والتسامح والتعايش والقضاء على التطرّف. هنا للرياض دور مهم الآن بدأ.