خارطة مناطق استعادها الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تتلاشى بشكل متسارع من الخارطة السودانية
قلق إسرائيلي من محادثات واشنطن المباشرة مع حماس
تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
اجتماع برئاسة العليمي يناقش إجراءات الحكومة للتعاطي مع قرار تصنيف الحوثيين ''منظمة إرهابية'' والتخفيف من آثاره المحتملة
بعيدا عن تل أبيب.. البيت الأبيض يقود محادثات مباشرة مع حركة حماس
حيث الانسان يصل أقاصي جبال ووديان حضرموت.. مدرسة بلقيس حلم الاباء وأمنية الأبناء يصبح واقعا ملموسا.. تفاصيل
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع الرئيس المصري واهم ملفات اللقاء
وزارة الخارجية تناقش مع السفير الأمريكي دخول قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيز التنفيذ
لغم حوثي يودي بحياة 4 مدنيين بينهم طفل في الحديدة
مئات الإنتهاكات الحوثية في صنعاء خلال العام الماضي.. تقرير
هاهي الذكرى الـ 22 للوحدة التي يصفها البعض بالمباركة تحل علينا, الوحدة التي أُبرم اتفاقُها النهائي في 22 من مايو 1990م بعد نحو 23 سنة من المشاورات بين القيادات الجنوبية والشمالية التي تناوبت على الحكم في الشمال والجنوب.
تهللت الأسارير واستبشر الشعب في الشمال والجنوب حيث عانى هنا وهناك من ويلات صراعات وانقلابات وفساد حكم كان يكبر يوماً بعد يوم.
كنتُ في السادسة من عمري ولم يكن يلفت انتباهي حينها سوى شعر علي سالم " المائل" وشارب علي صالح الكثيف, وارتفع العلم الموحد وصفق الجمعُ والتئم الشملُ واجتمع الطرفان ليحكموا اليمن الواحد الموحد من صنعاء.
خطر في بالي سؤال لماذا الرئيس من الشمال والعاصمة في الشمال, كان الأولى أن يكون إما الرئيس من الشمال والعاصمة في الجنوب أو العكس, وهل كانت قيادة الجنوب طيبة ومتساهلة إلى هذا الحد , ليس في هذين الأمرين الصوريين وإنما في أمور أخرى, أم أن الوضع في الجنوب كان قد وصل حالاً لا يمكن الاستمرار فيها ,, هكذا قيل !!
سنتان أو ثلاث أعقبت هذه الوحدة وبدأ الصراع يشتد ويشتد, حاول القائد الملهم في الشمال أن يبسط سلطته على ما اعتبرها مزرعةً ورثها عن أبيه عن جده, فشعر الشركاء الجنوبيون بانفلات عقد الحكم من أيديهم فاعترضوا واحتجوا وتطور الأمر حتى وصل إلى 21 مايو 1994م يوم إعلان الانفصال.
كان النظام في الشمال ماكراً ومراوغاً وكان النظام في الجنوب غبياً وعنيفاً, فالتف الشماليون حول نظامهم وساعدوه على الانتصار على من سموا بالانفصاليين, واستسلم الجنوبيون لسيءً كان يبدو أقل سوءًا من نظامهم القديم, غير أن هذا السوء ما لبث أن كبر وتجاوز سلفه.
توسعت مزرعة الحاكم وزادت ثروته الخاصة فكان لا بد أن يعلم الأبناء وأعضاء العائلة كيف تدير هذه المزرعة فعينهم في مفاصل الدولة الحساسة في الجيش والمال حتى إذا ما استحكمت حلقات حكمهم العائلي .. فرجت وكان الشعب يظنها لا تفرجُ.
ساء حالُ الجنوبيين كما ساء حالُ الشماليين وبدأ كلُ ثورةً على طريقته, فجاء الربيع العربي ليشكل ملامحَ ثورةٍ شبابيةٍ سلميةٍ اقتلعت الحاكم من جذوره وما زالت تحاول نزع باقي الجذور.
يطالب بعض الجنوبيين بتقرير مصيره ويطالب البعض الآخر بالفيدرالية, ومن يوم إلى آخر تسوء الأوضاع وتتأزم الأمور ويتحسر المرء على ماضٍ تعيس ومستقبل مخيف!!
قلتُ ذات يوم إنه ليست الوحدة مهمة بالنسبة لي بقدر أهمية أن تكون علاقتي الإنسانية بأخي في الجنوب طبيعية عوضاً عن أن تكون في أوج الحب والاحترام والتفاهم والتعاون.
وأكرر هذا القول وأدعو إخواني في الجنوب إلى ممارسة نضالهم المشروع سلمياً دون الحاجة إلى نشر ثقافة الكراهية أو العنف والفوضى.
باعتقادي الشخصي من حق إخواننا في الجنوب تقرير مصيرهم ( انفصالاً أو فيدراليةً أو استمراراً في وحدة اندماجية ) ولكن هذا الحق لا يمكن أن يمارس في مثل هكذا ظروف كانت نتيجةً لممارسات سيئة لا يرضاها عاقل في الشمال أو الجنوب.
كل أمنياتي أن يظل اليمن واحداً موحداً, تراباً وعاطفةً وإنساناً, وأكرر رأيي في حق كل إنسان في ممارسته نضالاً سلمياً مشروعاً نحو أي قضيةٍ كانت بما فيها حق تقرير المصير.