آخر الاخبار

اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية

عودة المبعدين .. أول الغيث قطرة
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و شهر و 29 يوماً
السبت 14 سبتمبر-أيلول 2013 06:22 م

احتربنا كثيراً وسالت دماؤنا نحن اليمنيين في مراحل سياسية وتاريخية سابقة ولو كنا نعقل ونحسب الأمور بشكل صحيح ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه فقد احتربنا بشراسة وأقصينا بعضنا البعض في الشمال والجنوب وفي مراحل سابقة 62- 68م وفي 72 و في 78م وفي 86م ومارسنا الحرب والإقصاء بعد الوحدة في 94 ثم في 2011م و2012م ولم نستفد من تجاربنا الصراعية وحروبنا الدامية إلا بعد أن بلغ السيل الزبى وكدنا كشعب يمني ندخل مفرمة الحرب من شارع إلى شارع ونحول وطننا اليمني إلى كانتونات متحاربة متصارعة .

وفي كل مرة نتصارع ونتحارب عندما تسكت البنادق والمدافع والطائرات نعود مجدداً إلى الحديث عن الحوار والتصالح والتسامح وطي صفحة الماضي والحروب وفي كل صراع وحرب مرت باليمن كان يظل الحديث عن مداواة الجروح والتسامح وجبر الضرر لمن تضرروا وتم إقصاؤهم لكنه كان يظل حديثا وحبراً على ورق ومن يعود إلى كشوفات الثوار والمناضلين مِمن فجروا ثورتي سبتمبر وأكتوبر وقادوا النضال ودافعوا عن صنعاء وعدن سيجد أطناناً من الظلم والتهميش والإقصاء.

ولسنا هنا في مجال حصر أمثلة الظلم والتهميش والإقصاء لقوى سياسية وقادة عسكريين ومدنيين فهناك مظالم وجحود وظلم فادح عانته اسر بكاملها وقوى سياسية بكل تنظيماتها ومحافظات بكل كوادرها العسكرية والمدنية ونحن اليوم أمام تسوية سياسية تاريخية أجبرنا عليها أو دخلناها بفعل الإشراف الإقليمي والدولي على تنفيذ هذه التسوية بعد أن كادت اليمن تنزلق إلى هاوية العنف والتشظي الذي رأته القوى الإقليمية والدولية ضررا على مصالحها بحكم موقع بلادنا الجغرافي الهام .

وحول حل القضية الجنوبية التي كادت أن تقسم اليمن إلى أشلاء وليس دولتين فقط كتب كتاب وصحفيون وطالب سياسيون ومثقفون بان حل القضية الجنوبية لابد أن يسبقه تهيئة حقيقية تجعل الحلول المقترحة مقبولة وتلقى تجاوباً سياسياً ونفسياً لدى المظلومين والمبعدين من وظائفهم والمنهوبة املاكهم أولاً لتنعكس مخرجات الحلول بشكل رضا جماهيري يعيد الثقة بين الناس ويداوي الجراح التي سببتها تصرفات وممارسات دعاة وممارسي « الوحدة بالقوة والوحدة أو الموت .

قلنا مراراً وتكراراً وقال كثيرون من الكتاب والصحفيين والسياسيين بضرورة الاعتراف بالقضية الجنوبية والاعتذار وإعادة الحقوق فأنبرى كثيرون يتهجمون ويردون على المطالبات والكتابات بمفردات تهكمية اقلها من يعتذر لمن ؟ فجاء الاعتراف بالقضية الجنوبية على مضض وبلغ الاعتراف ذروته بانعقاد مؤتمر الحوار والحديث عن القضية الجنوبية علنياً ونقل الحديث عبر وسائل الإعلام وأنا هنا أتحدث عن الجانب الرسمي كدولة وحكومة

أما الجانب الشعبي الجماهيري فقد كانت البداية الحقيقية للحديث عن القضية الجنوبية قد بدأت منذ انتهاء العمليات العسكرية في حرب صيف 94م المشؤومة عندما اطلق العديد من السياسيين والمثقفين والصحفيين عبارات « المنتصر مهزوم» وتلى الحديث العلني عن القضية الجنوبية بإطلاق مشاريع إعادة تصحيح مسار الوحدة ثم باندلاع الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م بحركة مطلبية سرعان ما قمعت بقوة الحديد والنار فتحولت إلى مطالب سياسية بلغت ذروتها بدعوات فك الارتباط واستعادة الدولة.

وها نحن اليوم بعد النضال على الأرض وتقديم التضحيات والشهداء والكتابة والصراخ نجد أن الاعتراف بالقضية الجنوبية تحقق كما تحقق الاعتذار وبدأنا الدخول في إعادة الحقوق وكل شيء ولو تأخر سيأتي وهناك مثل يمني مشهور يقول « أكل العنب حبة حبة» وقرارات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بإعادة مئات من المبعدين العسكريين في القوات المسلحة والأمن قطرة من بداية الغيث الذي ينتظره أبناء اليمن بكل توجهاتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية وخطوة باتجاه الطريق الصحيح.

فكل البدايات للمشاريع الكبيرة تكون صعبة وتتطلب إرادات قوية ونفوسا طيبة وهمما عالية وقادة كبارا لا ينظرون في الشكليات والصغائر بل يواصلون السير باتجاه الأهداف الكبرى والنجاح فالقرارات الجمهورية بعودة الدفعة الأولى من المبعدين العسكريين والأمنيين من وظائفهم وإعادة حقوقهم هي أول الغيث وستلاقي من ردود الأفعال الكثير كون المبعدين من وظائفهم عسكريين ومدنيين يبلغون تقريباً 70 ألف مدني وعسكري والناس مربوطون بمصالحهم وحقوقهم .

الرئيس عبد ربه منصور هادي سيكتب التاريخ في صفحاته انه الرئيس الذي اتخذ قرارات كبيرة منها عودة المبعدين من وظائفهم عسكريين ومدنيين وإنصافهم بعد أن تم تهميشهم وإقصاؤهم في وجبة حرب دموية حرب صيف 94 المشؤومة ومن يصطاد في المياه العكرة بالبحث بين أسماء من أعادتهم القرارات الجمهورية نقول لهم هذه قطرة وأول الغيث فانتظروا سترون العجب العجاب.

اللاهثون وراء الجيف والغواصون في مستنقعات الصديد والعفونة اليمنية وما أكثرها طائفياً وسياسياً ومناطقياً والغارقون بين صفحات النتانة والقيح والتصنيف المقيت الذي أنتج حروباً سابقة شمالاً وجنوباً لن تجدوا غير مالا يسركم ولن تنفذوا مما انتم سادرون فيه من الغي إلى مبتغاكم فبكل تأكيد في جعبة الرئيس عبد ربه منصور هادي وطاقمه من الوطنيين الشرفاء وهم شركاء الحكم في « المشترك» وشركاء الحوار بأطيافهم المتعددة التي لم تجتمع من قبل في اليمن على طاولة واحدة لن تجدوا منهم إلا ما يسر أبناء الشعب اليمني بكل أطيافه.

كلنا ثقة أن القوائم كثيرة والقرارات الجمهورية القادمة أكثر ستحمل أسماء أخرى تم إقصاء أصحابها وتهميشهم عسكريين ومدنيين من مختلف التيارات السياسية والأطياف الاجتماعية وشعبنا اليمني يعرف كل المقصيين الذين جرى إقصاؤهم سياسياً وابعدوا من وظائفهم وحاق بهم الظلم.

وأخيراً : التاريخ لن يرحم النباشين في مستنقعات الجيف والصديد اليمني الناتج عن مراحل الحروب والصراعات وكذلك لن يرحم من يتحايل أو يتنكر لحقوق من ظلموا ويقفز عليها فالشعب بكل أطيافه يعرف كل من ظلموا وتم إقصاؤهم وابعدوا من وظائفهم وشردوا من وطنهم.