من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية
توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود
بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''
مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''
المشهد الدموي لا يزال يغطي على كل مشاهد الوفاق والاتفاق، والتغيير في اليمن.. يكتنز هذا البلد موروثاً هائلاً من ملفات الصراع بين فرقائه، وهي تراكمت نتيجة ترحيلها.. فمنذ مطلع ستينات القرن الماضي تخطى اليمن معظم أزماته السياسية، والاقتصادية، والأمنية دون حسمها. لم يتمكن المتصارعون في السلطة والمعارضة من حسم قضاياهم ومشاكل البلد وأزماته في الوقت المناسب، حتى أنهم عجزوا عن جدولتها ضمن أولويات مرسومة تضمن عدم تراكمها، ومن ثم تحولت إلى قنابل موقوتة تتفجر على واجهة الأحداث، وتحدث دماراً "كارثياً" على مختلف المسارات.
* لا يمكن لأحد مساعدة اليمنيين في التغلب على مشاكلهم، وأزماتهم ما لم يساعدوا أنفسهم.. في الانتخابات الرئاسية المبكرة توجه اليمنيون إلى صناديق الاقتراع.. صوّتوا للوفاق والتوافق على تجاوز أزمة البلد. لم يصوّتوا لشرعية دستورية، ولا لشرعية ثورية.. اختاروا رئيساً "توافقت" عليه كل أطراف الصراع السياسي، والنفوذ العسكري، غير أن الشعب هو من منحه الثقة لكي يقود البلد إلى بر الأمان.. لم يكن الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي متطلعاً الوصول إلى سدّة الحكم، ولم يكن طرفاً في حلبة المتصارعين على ذلك الكرسي الذي سلب ألباب من سبقوه إليه.. وليس من حق أي طرف سياسي أو عسكري سواء في منظومة تكتل أحزاب "اللقاء المشترك" أو "المؤتمر الشعبي العام أن يزايد على الرئيس الجديد مدعياً أنه صاحب الفضل الأول في حشد أنصاره باتجاه صناديق الاقتراع لانتخابه رئيساً توافقياً.. الشعب اليمني هو من صوت لهادي رئيساً، وهو بالتالي من يتوجب على الرئيس العمل لتحقيق تطلعاته لجهة إخراج اليمن من أزمات لم يكن طرفاً فيها، وإنما كان –ولازال- أول ضحاياها.
*المشهد الدموي يطغى بامتياز على واجهة الأحداث والتطورات التي يشهدها اليمن، وهو يبقى كذلك ما دام هناك من يحاول إرباك الرئيس الجديد، والزج به في صراع الأطراف المتناحرة.. يبقى المشهد الدموي متقدماً على كل خطوة يخطوها الرئيس هادي لتغييره إلى مشهد يطمئن اليمنيين على وطنهم ومستقبلهم، ويعيد لهم أمنهم، واستقرارهم، ويلملم جراحهم، ويرمم قلوبهم من صدوع الأزمات التي سرقت أحلامهم واستبدلتها بكوابيس مفزعة أقضّت مضاجعهم زمناً طويلاً.. ليس تنظيم "القاعدة" وحده من يصنع المشهد الدموي الراهن في اليمن، ولم يكن المتشددون المتمنطقون بالسلاح وحدهم من يفرض هذا المشهد المفزع على واجهة الأحداث في اليمن.. المتصارعون والمتوافقون والمزايدون هم من أوصل البلد إلى هذا المشهد.. انشغل الحكام بإقصاء المعارضين، وانشغل المعارضون بإسقاط الحكام.. وعبر سنوات طويلة ترعرع أبطال المشهد الدموي دون رادع، ومعهم كبر الفساد وتجذر.. الكل غرز مخالبه في صدر البلد. الدمويون، والفاسدون، والمأزومون، والمتصارعون على السلطة والنفوذ والمقدرات التي بات نصيب الشعب منها صوراً تلفزيونية وصوت مذيع يجيّرها منجزات للوطن في المناسبات الوطنية، والأزمات "الكارثية".
* بأي شيء يمكن لأطراف الصراع، وصناع الأزمات المزايدة به على الرئيس الجديد بأن لهم الفضل في إيصاله إلى كرسي الرئاسة؟.. البلد على حافة الانهيار.. أمنه مفقود.. واقتصاده مهدور، وجيشه مشقوق، وسيادته مباحة، وأرضه ساحة حرب بالوكالة.. ووحدته مهددة بالتشظي، وحاله لا يشجع صديقاً على مد العون له، ويطمع فيه الطامعون المتربصون بما يؤول إليه بلد كاليمن فيه ما يغري الطامعين لالتهامه قطعة قطعة، ولم يحظ بضمائر حفنة من أبنائه لتتداركه من المهالك.. يتحدثون عن مصالح الوطن العليا، وإرادة الشعب الأولى، وقلوبهم شتى.
* عامان للرئيس الجديد ليصلح ما أفسده دهر.. عامان لم يكتمل منهما شهراً والرئيس الجديد محاصر بمزايدة المتصارعين.. محاصر بمكائد الساسة، وملفات القضايا المعلقة والمرحلة والمعقدة.. مهموم بمصير البلد، وهموم شعب بأكمله.. الرئيس هادي قبل المهمة على صعوبتها وجبروت تفاصيلها.. كان شجاعاً حين قبل بتحمل المسئولية، وهو على قدر من الشجاعة التي تمكنه من الوفاء لشعبه الذي صوت له عن قناعة وصدق لكي يقود الوطن في مرحلة كاد فيه أن يقع في الانهيار والفوضى الشاملة، هذا الشعب الذي صوت في الانتخابات الرئاسية المبكرة للوفاق حين وجد في هادي الأجدر بتحمل المسئولية، ونيل الثقة للعبور باليمن إلى حيث ينبغي أن يصل آمناً مندمل الجراح، لكي يعيد له الأمل في استعادة وطن يترنح في أمواج متلاطمة، ورمال متحركة، وطن خال من السلاح، والفساد، والأزمات، والملفات المؤجلة، وطن بلا مزايدين.. وطن يسوده مشهد التغيير والعمل والتنمية والاستقرار.. وطن يستوعب أحلام أبنائه، ولا يخيفهم مشهد دموي، ولا يخيف منهم.
* أيها الرئيس فك عنك حصارهم.. لا تدعهم يحاصرونك كما تحاصرنا متاريسهم، وبنادقهم، ولافتات شعاراتهم.. لا تدعهم يزايدون بك على شعبك.. ويزايدون عليك بتوافقهم.. فحين يقول الشعب كلمته فهي الكلمة الفصل، والشعب قال فيك كلمته مدوية.. فهو منحك الثقة لتعبر به إلى بر الأمان، إلى حياة كريمة، ودولة مدنية، وعدالة لا يصادرها المزايدون، ولا تكسرها أزمات المتصارعين، ولا يتجاسر عليها من خَبِر الشعب أكاذيبهم، وفسادهم، وتجرع من مخالب نفوذهم غصصاً وجروحاً، وعسفاً.. وناله من غرورهم واستبدادهم ما لا يحتمله شعب آخر.