البحرين بطلاً لكأس الخليج السادسة والعشرين بالكويت توكل كرمان: أحمد الشرع هو من حرر أوروبا من سطوة المشروع الإيراني والروسي وهي في امس الحاجة للتحالف معه واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج خبراء هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية يحذرون من انفجار بركان دوفين الخامد .. عاجل تشكيك عائلي من أسرة الصحفي المقري حول مزاعم إعدامه وتورد بنود التشكيك وترفض التعازي الديمقراطيون يقدمون لإسرائيل صفقة أسلحة عملاقة لإسرائيل بقيمة 8 مليار دولار قبل مغادرتهم البيت الأبيض الحوثيون يمنعون وصول المياه الصالحة للشرب للمواطنين بمحافظة إب ويجبرونهم على مياه غير صالحة الحوثيون يستهدفون منزل أحد قيادات الجيش الوطني بصاروخ باليستي .. فيديو اعتقال ''شلهوم'' مسؤول سابق في سجن صيدنايا سيء الصيت تحسن في خدمة الكهرباء.. أبناء عدن يشكرون مأرب ومحافظها اللواء سلطان العرادة
مأرب برس - غسان شربل
ماذا لو قيض لصدام حسين، وبعد أربعة أعوام من ذلك المشهد في ساحة الفردوس، ان يطرح من قبره بضعة اسئلة. يستطيع ان يوجه كلامه الى العراقيين سائلا: هل تعتقدون ان اوضاعكم اليوم افضل مما كانت عليه قبل اربعة اعوام؟ وكيف تفسرون ان عدد القتلى خلال فترة غيابي القصيرة يفوق بأضعاف عدد الذين سقطوا إبان حكمي الطويل؟ هل تعتقدون ان ممارسات اجهزة الاستخبارات البعثية كانت بقسوة ممارسات المقاتلين الجوالين و «فرق الموت»؟ واذا كان نظامي هو المشكلة فلماذا تكاثرت الجنازات على رغم غيابه؟ ولماذا تفرون الآن الى الدول المجاورة او تبحثون عن ملجأ في بلدان بعيدة؟ ويمكن ان يختم حديثه اليهم بعنجهيته المعهودة: كنت ظالما في العراق لكن العراق كان موجودا واليوم تضاعف الظلم وتضاعف الظلام ولم يعد العراق موجودا.
يستطيع صدام حسين ان يسأل العرب ايضا: هل يمكن القول ان اوضاعكم اليوم افضل مما كانت قبل اربعة اعوام؟ وماذا عن الخلل الفاضح في موازين القوى في الاقليم تجاه العدو الاسرائيلي أولاً ثم تجاه الجار الايراني ثانيا؟ أولا تشعرون ان سقوط «البوابة الشرقية» كان باهظ الثمن وانه كشف المنطقة العربية ودولها امام الاجندات غير العربية في المنطقة؟ صحيح انني كنت عنصر اضطراب ولكن المخاوف التي اثارها نظامي لا تقارن اليوم بمخاطر الفتنة المذهبية التي تبث سمومها في عروق الأمة مهددة وحدة دولها وتماسك مجتمعاتها ومستقبل شعوبها ومصير ثرواتها؟ وهل صحيح ان دولة كبرى على طريق الولادة في الاقليم وان العرب سيقيمون كالأيتام بين قنبلتين وترسانتين؟
ويستطيع صدام ان يسأل اميركا وحلفاءها في الغرب: هل تعتقدون فعلا ان العالم بات اكثر أمانا بمجرد شطبي من المعادلة؟ وأين هي الديموقراطية التي قلتم ان نموذجها المشع سيبدأ من بغداد؟ هل تعتقدون ان المغامرة في العراق عززت فرص كسب الحرب على الارهاب ام اضاعت هذه الفرص؟ وماذا عن تحول العراق معهدا ميدانيا لانتاج اجيال جديدة من الانتحاريين؟ وهل هذا هو الشرق الاوسط الجديد الذي روجتم له؟ وهل التعايش مع مقتدى الصدر مثلا اقل كلفة من التعايش مع صدام حسين؟
في التاسع من نيسان (ابريل) 2003 اسقطت دبابة اميركية تمثال «السيد الرئيس القائد». خرج كثيرون الى الشوارع مبتهجين وانهالوا على الصور والتماثيل ورموز النظام البائد. لم يكن يومها من حق صدام ان يطرح الاسئلة التي يطرحها بعد اربعة اعوام. طرحه الاسئلة لا يعفيه من المسؤولية ولا يخفف من ارتكاباته الفظة في الداخل والخارج. ذهب صدام بأوسمته وفظائعه. تركناه يسأل لنسأل عن العراق فهو من لحم أمتنا وضرورات التوازن والأمن.
بعد أربعة أعوام يقترب عدد القتلى من عدد اشجار النخيل. لقد ارتكب رجل اسمه جورج بوش حماقة شاسعة تنذر بنكبة كاملة للعراق والأمة وتنذر بخسائر بعيدة المدى لأمن المنطقة والعالم وبأثمان باهظة لبلاده. وفي العراق لم يحسن الذين توهموا الانتصار ادارة انتصارهم. ولم يحسن الذين شعروا بالخسارة سلوك طريق الحد من الخسائر. انتصرت خيارات الثأر واليأس والانتحار. ذهب صدام حسين لكن النكبة لا تزال في البدايات.