آخر الاخبار

من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب تحول في الشراكة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.. من الإغاثة إلى التنمية عاجل: عدوان اسرائيلي جديد وسقوط شهداء.. جيش الإحتلال يبدأ عملية عسكرية في جنين ووحدات من القوات تدخل المدينة بشرى سارة.. السعودية توافق على استئناف دخول الصادرات الزراعية والسمكية من اليمن عبر منفذ الوديعة أبزر الأوامر والقرارات التى وقع عليها ترامب فور تنصيبه.. وتصريح خطير قاله بشأن اتفاق غزة

دعوة لهيكلة الساحات
بقلم/ هاني غيلان عبد القادر
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 08 أغسطس-آب 2012 12:14 ص

لا أحد ينكر الدور المحوري لشباب الساحات في الثورة وما قدموه من تضحيات جسيمة وما أحدثوه من تغيير روحي وقيمي ومفاهيمي في مجتمعنا، وهو أسمى وأثمن من أي تغيير سياسي حدث، وإن نتج عنه إسقاط رأس النظام العائلي - كمطلب رئيسي للشباب بانتظار تحقيق بقية الأهداف والمطالب- ولكن، السؤال الملح الذي يطرح نفسه اليوم هو جدوى الإصرار على بقاء الساحات والخيام بشكلها الرتيب الحالي؟ فما أخشاه فعلاً هو خفوت وهج الثورة وإنطفاء شعلتها وزوال اللمعان والبريق والرونق عنها وفقدان عوامل الحيوية والتجدد والتدفق فيها، الناتج ربما عن نقص الخبرة والكفاءة والتخبط الملحوظ وغياب الرؤية الواضحة المتجردة لبعض القيادات الشبابية والذي سيؤدي بالمحصلة إلى نفور الناس وإتخاذهم مواقف مضادة للساحات ولأهل الساحات، كنتيجة حتمية لتقاطعها مع مصالح سكان الأحياء المحيطة بها وعرقلة حياتهم الطبيعية، الأمر الذي وظفه أتباع النظام السابق أسوء توظيف برفع شعار (إرحلوا عن شوارعنا)!!

الحل برأيي يكمن في تأسيس مخيمات ومؤسسات شبابية بديلة في مراكز المحافظات بحيث تكون أكثر فاعلية وأبلغ أثرا وأرقى شكلا وتنظيما برعاية (المجلس الوطني لقوى الثورة) يتم تسميتها بأسماء (شهداء الثورة) وتسعى لتقديم خدمات إجتماعية معيشية وتنموية يلمسها المواطن العادي بما يسهم في التوعية والتعريف بمكتسبات الثورة وتجذير قيم الديمقراطية وغرس بذور الإنتماء لهذا الوطن في نفوس الشباب، مع الإبقاء على الدور السياسي الفاعل لشباب الثورة وضمان حقهم في تنظيم المظاهرات والمسيرات كورقة ضاغطة هامة لحماية الثورة من الإنقلاب والإنحراف والتلاعب!!

كما أدعوا لتحديث الخطاب الإعلامي حسب مستجدات المرحلة الراهنة، فمن غير المعقول أن تتجه (بوصلة الثورة) إتجاهاً واحدا منذ توقيع المبادرة الخليجية حتى الان وهو (تحرير الجيش من قبضة بقايا العائلة) بالرغم من أهمية ذلك المطلب إلا أن لدينا الكثير من المظاهر السلبية التي تحتاج للإلتفات، لدينا أزمات إقتصادية وإجتماعية متفاقمة ودعوات مذهبية وإنفصالية متنامية وحركات تمرد مسلحة وجماعات متطرفة لا تقل إستعصاء وشراسة وخطورة عن فساد صالح ونظامه وعائلته التي لفظها الشعب اليمني إلى غير رجعة..

و حتى لا نغالط أنفسنا ونكذب على بعض، فإن لدينا أيضاً بالمقابل وجاهات قبلية فوق القانون ونُخب حزبية معتقة وجامدة أدمنت تبرير العجز والفشل والنكوص لتتعامل مع كوادرها كقطعان من الأغنام والماشية ومع المواطن كصوت وورقة انتخابية لتكرر أخطاء الأنظمة الإستبدادية وتستنسخها في الوقت الذي تطالب فيه بمزيد من المشاركة والديموقراطية وإتاحة الفرصة للجميع!!

وأخيراً لدينا أنانيتنا الموغلة ونرجسيتنا المفرطة، الأنا المتضخمة في داخل كل منا، حاجتنا الملحة للظهور والبروز على حساب الغير، رغبتنا بالاستحواذ على كل شيء التي تحتاج لألف ثورة وثورة، إحتكارنا للحقيقة المطلقة وإضمارنا للشر والعدوان والإساءة للآخرين، ما أحوجنا اليوم لمحاسبة النفس قبل التفكير في إنتقاد الناس، ما أحوجنا للصيام بمفهومه العام، لكبح اللجام عن الحرام، إنها دعوة للمتهافتين على الفتات، الساقطين هنا وهناك، اللاهثين المسعورين على (شجرة الخلد وملك لا يبلى)، المهووسين بالمغانم المناصب السلطة والأضواء، لـ (قابيل) القابع في ذواتنا منذ قرون، لتعامينا الأجوف عن الحقيقة وإصرارنا الغريب على تكرار الأخطاء، لغرورنا الزائف وكبرياءنا الأحمق، لنداءات إبليس ووسواساته القديمة المتجددة: (قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)..

hanygailan@hotmail.com