آخر الاخبار

علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر .. إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030 كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا

كلُّنا مقاومة بين الشعار والواقع
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 9 سنوات و 4 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 03:52 م
كلُّنا مقاومة، عبارةٌ نقرأها كل يوم في محافظة تعز، على مختلف الجدران، في الشوارع والطرقات، والأزقة والحارات، كما نشاهدها في واجهات المحلات، وزجاجات السيارات، ونُزيِّن بها الجنابي وقِشَط الآليات، وأيضاً نرسمها على الصخور والمرتفعات، لكن مُنتهى معرفتنا بكُنهها ومدلولها، يقف -في أحسن الأحوال- عند حد كونها شعاراً للمقاومة وحسب.
لربما لو أشرتَ بأحد إصبعيك صوب هذا الشعار، واستوقفت أحد المارة في الطريق فجأة، وسألته السؤال التالي: ماذا يعني ذاك الرسم على الجدار؟ سيجيبك على الفور بأنه تابع للمقاومة، وقد لا يدرك أنه شعارها، فإذا ما باغته بسؤال آخر، وماذا يعني لك أنت؟! فإنه في أفضل الأحوال سيجيبك بإعادة ذات العبارة الموجودة على الشعار "كلنا مقاومة"، هذا إذا لم يصدمك بعلامة اندهاش عريضة ترتسم على مُحيَّاه، مفادها أنك شخص أخرق، إذ كيف تسأله في شأن لا علاقة له به، ولا يخُصُّه أصلاً، وإنما يخص المقاومة.
لدينا مشكلة حقيقية تتعلق بوعينا حول مفهوم المقاومة ابتداءً، إذ أن الاعتقاد السائد لدى الكثير في أوساط مجتمعنا، بأن المقاومة هي فقط أولئكم الرجال، الذين يحملون السلاح على أكتافهم، ويقاتلون عصابات البغي والعدوان، التابعة لتحالف الحوثي وصالح، والمتواجدون إما على جبهات القتال في السهول والجبال، أو على المتارس في الشوارع ووسط الحارات، وذاك اعتقاد صحيح في جزء كبير منه، لكنه لا يمثل المعنى العظيم والرائع للمقاومة بمفهومها الشامل، الذي يجسده شعارها، والذي يعني بطبيعة الحال، أنَّ المجتمع كله مقاومة، وهو ما يمكن أن نتفق على اصطلاح تسميته بـ "المجتمع المقاوم"، أو "المقاومة المجتمعية".
المقاومة المجتمعية إذاً، هي التجسيد العملي لشعار "كلنا مقاومة"، الذي يعني كذلك، أن المجتمع بأكمله بات مقاوماً للظلم وللطغيان، برجاله ونساءه، وشيبه وشُبّانه، وفتيانه وفتياته، وكباره وصغاره، بكل طوائفه وأحزابه وكياناته، وبمعنى آخر، لم تعد المقاومة اليوم حكراً على تلك الفئة التي تحمل السلاح فقط، وإنما توسعت دائرتها لتشمل كامل المجتمع.
كلنا مقاومة .. تعني أن هناك مجتمعاً يمنياً، أصبح اليوم حياً ويقظاً، وعلى درجة عالية من النضج، كما ومختلفاً كل الاختلاف عن ذي قبل، وذلك بفضل وعيه المتنامي بالمتغيرات من حوله، كما وإدراكه لطبيعة التحولات الكُبرى، التي تعيشها المنطقة العربية اليوم، والتي يُشكل اليمن بجغرافيته وموقعه الهام، الترس الأكبر في محرك ماكينتها.
كُلنا مقاومة .. تعني ضرورة وعينا بمسئولياتنا الأخلاقية، وواجباتنا الإنسانية -كمجتمع وكشعب- نحو المقاومة وأبطالها الشجعان، الذين يقدمون التضحيات، المرابطون على الثغور والجبهات، المسطرون لأروع الملاحم والبطولات، دفاعاً عنَّا وعن كرامتنا كبشر أولاً، كما وعن كرامة أرضنا كوطن ثانياً، ومن أولى تلك المسئوليات وأوجبها، أن ندعمهم بالمال والسلاح والعتاد، وأن نمدهم بالغذاء والدواء، وبالثبات والنصر-في كل صلواتنا- لا ننساهم من الدعاء.
علينا واجب تنظيم الحملات التوعوية، الهادفة إلى خلق مجتمع إيجابي، يعي مسئولياته الوطنية والدينية، كي يستطيع الإسهام في دعم المقاومة، من خلال سلوكه الإيجابي تجاهها على الأقل، كما ونساعده في ترجمة ذاك السلوك إلى واقع عملي، يتمثل بالدعم والإسناد المجتمعي المباشر، بكل شيء يستطيع، كجمع التبرعات المادية والعينية، والتواصل مع الهيئات والمنظمات والفعاليات العربية والدولية، المعنية في هذا الإطار، لخلق رأي عام محلي وإقليمي داعم للمقاومة وصمودها.
كلنا مقاومة.. تعني بجملة واحدة، أن أقل واجب علينا تجاه المقاومة، أن ندعمها بصمودنا، وبالبقاء في مواقعنا، كلاً حسب وظيفته وموقعه، وأن لا نغادر منازلنا، لنشكل بذلك حاضنة اجتماعية قوية لها، تُسهم في وقايتها، وتخفف عنها ولو بعضاً من ضربات أعداءها وأعداءنا جميعاً.