آخر الاخبار

دولة عربية خالفت كل الدول العربية في إعلان بداية رمضان لجنة اعتماد مساكن الحجاج تقوم بزيارة المساكن في المدينة المنورة .. استعدادات مبكرة لموسم الحج الجبايات الحوثية في اليمن .. مشروع لثراء المليشيا وتمويل لتغذية الحروب ماذا بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي؟ وما موقف اوروبا من أوكرانيا؟ قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل

خيارات الحوثي بعد غزة
بقلم/ محمد الجماعي
نشر منذ: شهر و 11 يوماً
السبت 18 يناير-كانون الثاني 2025 06:25 م
 

بناء على معطيات صفقة غزة، سيواجه المشروع الحوثي في اليمن اشكاليات كبيرة بلا شك لانه اتخذ من مسرحية المناصرة حجة للهروب من الاستحقاقات الخدمية التي واجهه بها المحتجون إبان فترات الهدنة منذ مطلع عام ٢٠٢٢ كالرواتب والكهرباء والتأمينات والأسعار والأراضي والمطالب الخدمية الأخرى، بالاضافة إلى مطامع شركاء الملشنة والحروب كاستحقاقات فترة الخدمة وما ترتب على تلك التضحيات ماديا وبشريا، من محاصصة وتقاسم للمكاسب.

فعليا الحوثي الآن أمام مأزق كبير جدا، وصدمة لا يبدو أنه استعد لها، فالأحداث المتسارعة في المنطقة والتي من بينها ومن أهمها سقوط مشاريع نظيرة لمشروعه الذي يشكل جناحا رابعا لها، الأسد وحزب الله، ثم الإجراءات المتسارعة لاتمام توقيع صفقة وقف الحرب بين الكيان الصهيوني والمقاومة في غزة.

هناك عدد من السيناريوهات التي المتاحة أمام الحوثي للاختباء خلفها إزاء المطالب المحلية الملحة، الاختباء وليس التصدي لحلها، ليس لأنه عاجز عن حلها بل لأنه في الأساس لا يريد حلها، بدليل التقارير المحلية والدولية التي تؤكد امتلاكه إمكانية الحل وموارد التمويل الكافية، لكن ذلك يصادم منهجيته وبنيته التنظيمية والفكرية والسياسية كما سنوضح ذلك هنا.. وهذه السيناريوهات هي:

- اولا البحث عن أسباب لإبقاء الجاهزية العسكرية مرتفعة، كتدشين جبهات مواجهة مع الجيران لابتزازهم، ليس بغرض دفعهم لتحمل كلفة التمويل، بل لتنفيذ مكاسب سياسية ومقاولات مدعومة وخادمة لأجندات دولية أخرى تتقاطع مصالحها مع هذا التوجه ضد الجيران.

- الثاني هو فتح جبهة حرب داخلية تحت أي مسمى يمنحه إمكانية مواصلة برنامجه السابق وأجنداته المحلية التي لأجلها خطط للحرب واستمر في تغذيتها طيلة الفترة الماضية تحت لافتات مختلفة تناسب كل اتجاه كان يذهب إليه.

- والثالث هو الارتماء في حضن خارطة الطريق السعودية، استنادا على شعوره بالعزلة بعد سقوط بشار ونصرالله وتواري إيران خلف مصالحها، والحصول من خلال الخارطة الخليجية على مكاسب أكبر تتناسب مع المستوى الذي يظن واهما أنه وصل إليه من مكاسب قضية نصرة غزة.

وفي كل تلك السيناريوهات المتوقعة، سيعمل الحوثي على حجب الفائدة منها عن مواطني مناطق سيطرته وعرقلة كل الحلول المؤدية لحلحلتها، لأن استقرار مواطني تلك المناطق يعني انتهاء مشروع الحوثي وتخفيف الضغوط المفروضة على السكان، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تفرغ الشعب لأولوياته وخياراته الأخرى.

إذ أن طبيعة المشروع الحوثي وأهدافه المخفية والمعلنة تشير بكل وضوح وبكل بساطة إلى المنهجية التي يعتمدها هذا المشروع وغيره من المشاريع المليشاوية وخاصة تلك التي تصطبغ بأيدلوجية ثيوقراطية وعصبوية سلالية؛ هي الإفقار والتجويع الممنهج سواء اتخذ الطريق المباشر إلى ذلك بالقوة والاكراه وما يسمونه "العنف المقدس" للحصول على التمويل شأنه في ذلك شأن باقي المليشيات العربية المدعومة من إيران..

أو اتخذ الطريق الآخر وهو شرعنة جباياته عن طريق السلطة الرسمية إما كثلث معطل كما هي الحالة اللبنانية، أو قوننة المزايا الإمامية لأسلافه، الحالة اليمنية نموذجا، كالخمس والأوقاف والوصايا وتمكين حاشيته وأتباعه من السيطرة على الموارد والامكانيات وتذليل السبل المؤدية إلى بناء امبراطوريته المالية الخاصة به والتي تمنحه في نهاية المطاف السيطرة على الواقع من زاوية الاقتصاد حتى لو فقد السلطة السياسية.