تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض
نص كلمة الشيخ حسين العجي العواضي من خلال شاشة قناة الراي العراقية من دمشق إلى شباب الثورة بساحة الحرية بتعز – يوم الإثنين 11 إبريل-نيسان 2011 – الساعة 9 مساء .
بعد بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على اشرف المرسلين وأله ، وصحبه الغر الميامين .
نقف وقفة إجلالٍ ، وإكبار ، ونحني الهامات للشهداء لانهم اعظم بني البشر .
الرحمة لهم , والشفاء للجرحى .
ونقول لذويهم : إننا ندرك فداحة أن تفقد أي أسره احد غواليها ، ولكن عزاؤكم ان شهيدكم بإذن الله في عليين بجوار الانبياء والصديقين .
وكل دمعة حزن او آهة الم على فراقه تضاف الى حسناتكم عند بارئكم , كما ان شهيدكم سوف يُخلد في ذاكرة شعبه ويُسطر التاريخ انه بدمه وروحه سقى شجرة الحرية ، و صنع اعظم ملحمة وكتب اجمل فصل في تاريخ اليمن الجديد .
السلام عليكم ايها الثوار ، ايها الاحرار ، والسلام عليكم يوم ولدتم ، ويوم انتفضتم ، يوم انتصرتم لانفسكم وشعبكم ، السلام عليكم لأنكم السلام ولذا اخترتموها سلمية .
السلام عليكم لأنكم الوئام لهذا التحمتم في كل الساحات ، من كل الفئات والمناطق والاعمار, لأنكم المستقبل ، لأنكم صناع الغد المشرق , ليمن الثورة والثوار , يمن الحرية والاحرار , يمن العزة والكرامة والإزدهار .
السلام عليكم يوم جلجلت حناجركم من اعماق التاريخ ، وكان صداها في افاق المستقبل يردد بصوتٍ عال فليسقط النظام ، فليرحل الظلام .
ابناء تعز الابية الباسلة ، عاصمة الثورة ،
نعم كما ان صنعاء عاصمة اليمن السياسية وعدن عاصمتها الاقتصادية , فان تعز وبكل جدارة عاصمة الثورة والثوار . عاصمة الحرية والاحرار ,عاصمة الثقافة والأفكار .
ايها الابطال ، صناع فجر الحرية ، اقول لكم ما قلت لرفاقكم في ساحة التغيير بصنعاء لا نخاطبكم لنلقي عليكم المواعظ والدروس ، فأنتم من يعلمنا دروس الثورة ، والحرية ، والوطنية الصافية النقية , ولكني اطل عليكم ومن خلالكم الساحات الاخرى ، لأشكركم لأنكم اسعدتمونا وطمأنتمونا على مستقبل اجيالنا القادمة لصنع هذا الفجر الجميل قبل ان نغمض اعيننا ,وكذا اقول لكم يا ابناء تعز الثورة لقد كنتم اهل السبق والسبق في ثورات الشعوب مثله مثل السبق في الاسلام لأن غايتهم واحدة حرية وسعادة الانسان ، ولا ينقص ذلك فضل واجر من التحق ,الا ان السباقون فضلهم واجرهم اعظم .
نعم ايها الاحرار لقد انطلقت شرارة الثورة الشاملة في 11 فبراير من هنا ، من تعز الأبية عاصمة الثورة بسواعدكم القوية ، وإرادتُكم الواعية ,وعُمدت بدمائكم الزكية ,وهذا ليس غريباَ على تعز وابنائها فقد كانت دوما السباقة الى إشعال فتيل عدد من الثورات اليمنية ، وكان كثير من اباء ورواد الحركة الوطنية امثال الحكيمي والنعمان من ابناء تعز ، وهذا يطمئننا ويعطينا الثقة ان هذه الثورة الوليدة تأخذ سياقاتها الطبيعية ومساراتها السليمة والصحيحة ، لأن تعز هي النبعة الذي ارتوت وترتوي منها الحركة الوطنية اليمنية في مختلف مراحلها .
لم اقل هذا وثورتكم بأوج عنفوانها اليوم ، بل لقد قلت ذلك قبل اكثر من عام في مقالة صحفية موجهة الى قوى الشعب الحية والفاعلة وبعنوان تعز( ليست مجرد محافظة ) .
إن تعز هي ام الثورات ومرضعتها ، وانها المحرك الذي ان اشتغل تحركت اليمن كلها وإن علينا العودة وتلمس سياقات الحركة الوطنية , وانه لا يمكن الحديث عن تغيير سلمي في اليمن من غير أن تكون تعز هي المركز وقاعدة الانطلاق كما كانت في محطات كثيرة ,وان النظام يفعل ما يفعل بتعز وابنائها لإدراكه ما يمكن ان تلعبه تعز من ربط للحراك الجنوب بالشمال لأنها حاضنة العمل الوطني ،وخزانه ، والذي تتزود منه عدن عند الحاجة لاسباب تاريخية وجغرافية وسكانية وثقافية .
تحتل تعز هذا الموقع الوطني الهام لاسباب عديدة منها انتشار ابنائها في كل المناطق والمواقع في كل ربوع اليمن .
وساحات الثورة اليوم خير شاهد على ما ذهبت اليه فمن يذهب إلى اي ساحة من ساحات الثورة سوف يجد الحضور البارز والفاعل والمميز لأبناء تعز .
نعم ايها الاحرار ايها الثوار لقد قدم الرعيل الاول كثيراً من التضحيات وفجروا عددً من الثورات ، ولكنه تم الإلتفاف على اهدافها وافراغها من مضامينها وبالذات في عهد هذا النظام الساقط حيث لم تتعرض اليمن في تاريخها الحديث ما تعرضت له في عهد هذا النظام من هدم للقيم الوطنية والاخلاقية ,وافساد للذمم ,ونهب للمال العام ,وتمزيق لنسيج اللحمة الوطنية, وقتل الشعور بالإنتماء للوطن ,وهدم مؤسسات الدولة , وسحل الدستور والقوانين والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة , والتجاهل والتجهيل المتعمد حتى صارت كل هذه القضايا والممارسات سياسة معتمدة وممنهجة لهذا النظام البائس الذي لم يسيء لليمن واليمنيين في الداخل بل وفي الخارج حيث رسم صورة بشعة وقاتمة عن اليمن ، الإ أنكم بثورتكم السلمية وسلوككم الراقي والرائع ابرزتم الوجه المشرق لليمن ورفعتم رؤوسنا عاليا ، واثبتم ان الشعب اليمني يملك من المخزون الحضاري والحس الوطني العالي والمسؤول ما يؤهله ان يتبوأ المكانة التي تليق به بين شعوب العالم .
نعم ايها الثوار لقد كانت غاية الثوار الاوائل بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام ، والقانون ، والعدل ، والمواطنة المتساوية ، وهذا هو الهدف الذي دون تحقيقه لا يمكن ان تستقيم وتستقر الاوضاع في اليمن .
الهدف الذي يجب ان يكون نصب أعينكم ، ومحور إهتماماتكم ، وانتم في ساحات الثورة ، ساحات صناعة المستقبل ، الهدف الذي لا تكتمل ثورتكم وتتحقق غاياتكم ، وتطمئن ارواح شهدائكم الا بانجازه الإنجاز التام .
انتهز هذه الفرصة وانا اخاطب ساحة الثورة في تعز أن اوجه كلمة للمناضل البرلماني / احمد سيف حاشد ، وهي في مغزاها لنا جميعاَ , الذي كتب مقالاَ عام 2010 عندما تعرض لبعض الإساءات تحت قبة مجلس النواب بعنوان (انا من تعز) وبشيء من الحسرة والاسى والشعور بأن لا عُصبة له , وانا اقدر مشاعره وأحاسيسه في تلك اللحظات المؤذية للمشاعر الوطنية والانسانية , اقول له اليوم عليك ان تفخر انك من تعز ،
هذه هي تعز التي يجب ان تفخر انت ، وكل احرار اليمن بها, تعز التي لا عُصبة لها إلا الشعب ولا عصبية فيها إلا للوطن ، هذه هي الميزة التي حاول هذا النظام البائس المتعصب أن يقتلها في تعز الا انها أبت وانتفضت وقالت فلترحل انت قبل ان تُرحل اجمل ما فينا .
اليوم تعز وكل الساحات ترد الإعتبار لكل من اسيء إليهم لكل من أُهدرت كراماتهم ، ودمائهم ، وحقوقهم ، ترد الإعتبار للثوار ، ولثورتي سبتمبر واكتوبر ، و22 مايو.
نعم ايها الأحرار إنه راحل بإرادتكم انتم وليس إرادته, بقراركم انتم وليس باختياره , وما سبب تردده في الرحيل إلا أنه يُدرك أنه ليس ذاهب إلى مزبلة التاريخ فحسب بل الى الحق والعدل الى المحاكم على ما اقترف من جرائم في حق هذا الشعب العظيم ، ابتداءَ بجريمته الكبرى في قتل حلم اليمنيين بإغتياله إبن اليمن البار الشهيد / ابراهيم الحمدي ورفاقه عيسى وسالم وعبد السلام والسقاف , ولم تكن اخر جرائمه إغتيال رائد من رواد ثورتكم الشهيد جار الله عمر ، بل ها هو يرتكب مزيداً من الجرائم في ساحاتكم ساحات التضحية والفداء مروراَ بما إرتكب من مجازر في صعدة والمحافظات الجنوبية .
إلا إننا على ثقة أن جرائمه المتكررة لن تزيدكم الا ايماناً وصلابة واصراراً على تحقيق احلامكم في الثورة والحرية والمستقبل الزاهر .
الرحمة للشهداء , والشفاء للجرحى ,المجد والفخر والفجر أنتم ,والنصر لكم والله معكم . عِشتم وعاشت ثورتكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.