آخر الاخبار

توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة

الزبيري الذي لم يقدر تضحيته أحد!
بقلم/ أ د فؤاد البنا
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 25 يوماً
الإثنين 31 مايو 2021 11:40 ص
 

بعد دراستي المستفيضة لجهود كبار المصلحين العرب بل والمسلمين في عصرنا، أستطيع القول بكل ثقة بأن أي مصلح من هؤلاء لم يقدم ما قدمه الزبيري لبلاده من تضحيات جسام، شملت مواهبه الشعرية والنثرية، وجهوده السياسية والاجتماعية، وأمواله ومناصبه، وأوقاته وأحواله، وختمها بالدماء الزكية التي تنبأ بسكبها حينما قال:

بحثت عن هبة أحبوك يا وطني

          فلم أجد لك إلا قلبي الدامي!

ويا للمفارقة العجيبة، فلم أجد من بين أولئك الأعلام الكبار من أهملته بلاده كما فعلت اليمن مع محررها الزبيري، وقد تجاوز البعض حالة الإهمال إلى النكران!

ومن يصدق أن الزبيري ظل ردحا من الزمن في باكستان يسكن عشة في سطح عمارة بجانب عدد من الدجاج، وأنه كان يأكل معها ما يلقى إليها من بقايا طعام المطاعم، في ذات الوقت الذي جاءه مبعوث من الإمام أحمد يدعوه للرجوع ومقسما له بأنه سيمنحه أعلى المناصب بشهادة شيخ الإسلام في باكستان، لكنه رفض هذا العرض مطالبا بحقوق الشعب اليمني في الحرية والتنمية والعدل والحياة الكريمة؟!

وفي المقابل من يصدق أن الزبيري هو الوحيد من بين المصلحين العرب الكبار، الذي لم يعقد حوله حتى مؤتمر علمي واحد بعد مرور أكثر من نصف قرن على استشهاده، إلا ما كان من ندوة يتيمة أقامها مركز الدراسات والبحوث بجهود الدكتور عبد العزيز المقالح، إذ لم تقم بهذه المهمة الجمهورية اليمنية التي حملها فوق ظهره حتى قامت على قدميها، واستشهد وهو يحميها من رصاصات الملكيين وحماقات الجمهوريين، ولم تقم به الحركة التي كان أهم مؤسسيها وساكبي دمائهم في أوردتها!

وقد رأينا كيف أن إهمالنا لفكر الزبيري أوجد بيئة خصبة للفكر الامامي بصورتها الحوثية الأشد سوءً وخبثا، وأخشى أن الله قد عاقبنا على ذلك الإهمال بتسليط الحوثيين علينا، ألم تروا أن أول هدف للحوثيين كان هو جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ الزنداني، وهو من استدعاه الزبيري من القاهرة لمساعدته في تأسيس حزب الله، واستشهد وهو بجانبه، ومع ذلك لم نقرأ للزنداني كتابا حول الزبيري ولا بحثا ولا حتى مقالا، بل ولم يكلف جامعة الإيمان التي يرأسها بتبني مؤتمر علمي عن الزبيري الذي ظل مضحيا حتى بعد مماته، ولأن الجمهورية لم تقدم له غير تسمية شارع باسمه في صنعاء، فقد انقضّ الإماميون الحوثيون على الجمهورية وغيروا اسم شارع الزبيري، ليعود الزمن إلى الوراء، ويعود الزبيري نكرة كما كان في طفولته، فهل نعود لقراءة سيرته وتأمل مسيرته، فنكبر كما كبر وننضج كما نضج، مستخدمين سيرته وأفكاره في مقارعة الطغيان الإمامي ومواجهة البغي الحوثي؟!