آخر الاخبار

زعمت إسرائيل اغتياله قبل 8 أشهر.. ظهور علني ومفاجئ لقيادي في كتائب القسام» سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030

بوش لن يزور اليمن
بقلم/ منير الماوري
نشر منذ: 17 سنة و أسبوعين
الثلاثاء 08 يناير-كانون الثاني 2008 07:49 م

يتوجه اليوم الثلاثاء الرئيس الأميركي، جورج بوش، إلى المنطقة العربية في جولة طويلة هي الأولى من نوعها ستشمل الدول المهمة في المنطقة بما فيها البحرين والأردن والإمارات والسعودية ومصر إضافة إلى إسرائيل بالتأكيد.

اليمن دولة ليست في مثل أهمية البحرين مثلا، بل ليست مهمة في نظر بوش على الإطلاق كي يفكر بزيارتها. وفي نظري أنا ونظر القارئ فإن بوش غير مهم، ولكن اليمن مهمة، ولهذا فإني أطرح تساؤلا على كافة السياسيين اليمنيين وهو لماذا أصبحت بلادنا على الهامش في العلاقات الدولية والإقليمية، ولماذا يتناساها الكبار والصغار؟

قبل أسابيع ألغت وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس، زيارة مقترحة لليمن لحضور منتدى المستقبل، وجرى تأجيل الإجتماع إلى أجل غير مسمى. أسباب التأجيل أو الإلغاء مرتبطة بتعكر في العلاقات اليمنية- الأميركية، وهذا التعكر له أسباب معلنة وأخرى مازالت خفية، وسأطرح هنا مثالا واحدا للأسباب المعلنة وآخر للأسباب الخفية، وكلاهما ذي صلة بالتعاون الأمني بين البلدين.

المثال الأول الذي سمع به القاصي والداني، يتعلق بموضوع إطلاق جمال البدوي المشتبه به بالتورط في الهجوم على المدمرة كول. وتسبب إطلاقه ثم اعادة اعتقاله بفقدان الرئاسة اليمنية مصداقيتها لدى المشتبه بهم في قضايا إرهابية ولدى الحكومة الأميركية على حد سواء. وأدى ذلك إلى جعل التعاون اليمني في الحرب على الإرهاب موضوعا للتهكم والسخرية في المجتمع الدولي.

المثال الثاني لم يسمع به ولا يعرفه إلا قليلون، لأن الحكومة اليمنية تكتمت عليه، وتعمدت عدم الإعلان عنه وهو اعتقال مواطن يمني أمريكي المولد والجنسية لأكثر من سنة ونصف في صنعاء دون محاكمة، ورفضت اليمن تسليمه للولايات المتحدة لكنها سمحت باستجواب ممثلي مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية له داخل سجنه ثم أفرجت عنه بعد إلغاء زيارة رايس لليمن.

المعتقل هو أنور العولقي نجل الدكتور ناصر العولقي وزير الزراعة السابق ورئيس جامعة صنعاء السابق، وكان أنور العولقي يعمل قبيل وبعد أحداث سبتمبر إماما لمسجد "دار الهجرة" الواقع في إحدى ضواحي العاصمة الأميركية واشنطن، وربطته علاقة مزعومة باثنين من خاطفي الطائرات، وقد ورد اسمه وقصته في الكتيب الصادر عن لجنة التحقيق في الأحداث ولم يتمكن الـ"إف بي آي" من اعتقاله داخل الأراضي الأميركية بدون تهمة بسبب جنسيته الأميركية، ولكن "الاف بي آي" تمكن من استجوابه في اليمن. 
 

كشف العولقي لأحد المواقع الإلكترونية الأجنبية أن مندوبي مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي استجوبوه أثناء اعتقاله في صنعاء، ولكنه لم يفصح في المقابلة التي أجريت معه قبل أسبوعين عن سبب اعتقاله، ولا عن حيثيات الإفراج عنه، والأغرب من ذلك أنه لم توجه إليه أي تهمة، ولم تعلن السلطات اليمنية حتى عن اعتقاله.

هذان مثالان من بين أمثلة كثيرة على وجود حالات تعكر التعاون اليمني -الأميركي المزعوم في الحرب على الإرهاب، ولكني شخصيا لا أعتقد أن رفض تسليم البدوي والعولقي لأميركا تسببا في استبعاد بوش لليمن من جولته الحالية، وإنما السبب بكل بساطة هو أن اليمن لم تعد مهمة، وحكامها جعلوا حكومتها رخيصة الثمن وعديمة المصداقية.

الدولة التي لا تحترم مواطنيها في الداخل لن تجد أبدا من يحترمها في الخارج. والدولة التي يعتمد كبار الضباط والسياسيون والمشايخ فيها على رواتب تأتيهم من حكومات أجنبية لا تستحق الإحترام في الخارج على الإطلاق.

والدولة التي تتسول من الدول المانحة المساعدات ثم تعلن عن تجنيد 50 ألف عسكري جديد لقمع شعبها لن تجد من يفكر بزيارتها. وماذا تريد اليمن من مساعدات أمريكية لا تساوي أكثر من ثمن طائرتي "ميج 29" يمكن أن تسقطا في أي لحظة؟

وإذا كان رئيس اليمن أصبح ينأى بنفسه عن أداء صلاة العيد مع شعبه ويفضل أداء الصلاة تحت الحماية داخل أسوار دار الرئاسة، فكيف له أن يستقبل زعماء محاطين بالمخاطر الأمنية من أمثال الرئيس بوش؟

رئيسنا اليمني آثر ألا يشارك مع شعبه في أكبر جنازة عرفتها البلاد في تاريخها، واضطر إلى تقسيم الجنازة إلى جنازتين ليشارك مع كبار القوم في تشييع الشيخ الراحل عبدالله الأحمر داخل أسوار الحماية بدلا من المخاطرة بالخروج إلى جماهير السبعين، فكيف يمكن لبوش رئيس الولايات المتحدة أن يغامر بحياته في القدوم إلى بلاد لا يجرؤ حتى رئيسها على الإلتقاء بشعب يخيف الطغاة؟!.

almaweri@hotmail